وفاة الشيخ أبو اليقظان

حدث في مثل هذا اليوم 30 مارس 1973 توفي الشيخ أبو اليقظان، أحد أعظم رواد النهضة الإسلامية الحديثة في الجزائر، وعَلَم من أعلام الصحافة والفكر الإصلاحي الإباضي، وصوتًا حرًا قاوم الاستعمار بالقلم والموقف، وساهم في إحياء الوعي الديني والثقافي والوطني في المغرب الإسلامي خلال القرن العشرين.

الاسم الكامل والنشأة:

اسمه الكامل إبراهيم بن عيسى أبو اليقظان، وُلد سنة 1898 في بلدة القرارة بـوادي ميزاب، في جنوب الجزائر. نشأ في بيئة علمية محافظة ضمن المذهب الإباضي، وتفتحت مداركه مبكرًا على روح الاجتهاد، والاهتمام بالعلم والمعرفة، والعمل الصالح.

العلماء الذين تتلمذ عليهم:

  • بدأ طلبه للعلم في مدرسة الحياة القرآنية التقليدية بوادي ميزاب.

  • تلقى تعليمه الأول على يد علماء مثل الشيخ محمد بن يوسف اطفيش (الشهير بالقطب)، الذي كان مرجعًا علميًا كبيرًا في الفقه الإباضي.

  • كما تأثر بشخصيات بارزة من علماء الميزابيين في مختلف المجالات، من الفقه واللغة إلى المنطق والتاريخ.

  • أتم دراسته في جامع الزيتونة بتونس، حيث تخرّج واحتك هناك بكبار المفكرين والطلبة الإصلاحيين المغاربيين، ما رسّخ لديه روح النهوض.

أبرز مؤلفاته:

ألف الشيخ أبو اليقظان أكثر من 60 مؤلفًا في مجالات متنوعة، منها:

  • القطرون في نسب أهل وادي ميزاب

  • أخبار أبي زيان

  • المجتمع الإسلامي كما يجب أن يكون

  • دفاع عن المرأة المسلمة

  • نقد البدع والخرافات

  • مقالات صحفية وفكرية نُشرت في أكثر من 10 جرائد ومجلات

كما كتب سيرًا ذاتية ومقالات عن رجال الإصلاح ومفاخر الإسلام، وكان مؤرخًا متعمقًا في أنساب وتاريخ المجتمعات الإباضية والمغاربية عمومًا.

الصحافة:

أسّس ما لا يقل عن 12 جريدة ومجلة في حياته، نذكر منها:

  • البستان

  • النبراس

  • الفرقان

  • البرهان

  • وادي ميزاب

كانت هذه الصحف منابر للدعوة الإصلاحية والتوعية الدينية، تصدت لسياسات الاستعمار، وانتقدت الجهل والتقليد، وساهمت في ترسيخ مبدأ الحوار ونشر الثقافة الإسلامية باللغة العربية.

رحلاته العلمية وعلاقاته:

  • زار تونس للدراسة في الزيتونة، ثم تنقل بين ليبيا والمغرب ومصر والتقى بالعديد من العلماء.

  • أجرى مراسلات فكرية مع رموز النهضة مثل:

    • الشيخ عبد الحميد بن باديس

    • الطاهر بن عاشور

    • الشيخ محمد الخضر حسين

    • الشيخ البشير الإبراهيمي

  • جمعت بينه وبين الشيخ أحمد توفيق المدني والشيخ الطيب العقبي والشيخ الحسين الورثلاني صلات فكرية وروابط حوار حول مشروع النهضة والدولة الوطنية في مواجهة الاستعمار.

إرثه ومكانته:

يُعد أبو اليقظان:

  • أيقونة للفكر الإباضي المتنور

  • منارة في الصحافة الحرة زمن الاستعمار

  • مصلحًا دينيًا واجتماعيًا دعا إلى التحديث المنضبط بثوابت الدين

  • داعية وحدة وطنية وتعايش مذهبي في زمن الانقسام

وفاته وإرثه الباقي:

توفي في مثل هذا اليوم 30 مارس 1973، لكنه ترك مدرسة فكرية متكاملة لا تزال مؤلفاته تُدرّس وتُستلهم في الجزائر وخارجها، خاصة في وادي ميزاب، ووسط الأوساط العلمية الإباضية في ليبيا وعُمان وتونس.

وفاة الباحث الأمازيغي عبد الحفيظ إدريس

حدث في مثل هذا اليوم 15 مايو 2019 وفاة الباحث الأمازيغي عبد الحفيظ إدريس، مؤلف القاموس الكبير الفرنسي الأمازيغي، عن عمر ناهز 73 عامًا في مدينة بجاية. أقيمت جنازته في اليوم التالي في قريته تمانسين ببلدية بوكسليفا بحضور عدد كبير من أفراد المجتمع المحلي وأصدقاء الفقيد.
مسيرته العلمية:
ولد عبد الحفيظ إدريس في قرية تمانسين وتلقى تعليمه في بجاية، حيث انطلق في مسيرته العلمية التي تميزت بالبحث في اللغة الأمازيغية وثرائها اللغوي. عُرف كمثقف وباحث مستقل بذل جهده لسنوات طويلة في توثيق اللغة الأمازيغية من خلال معجمه الضخم “القاموس الفرنسي الأمازيغي الكبير”، الذي نشره المجلس الأعلى لتيموزغا بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للفنون الجميلة (ENAG) في عام 2017.
يحتوي القاموس على أكثر من 65,000 كلمة، مما يجعله من بين أكبر المراجع اللغوية للأمازيغية في العصر الحديث. وكان هذا العمل ثمرة عقود من البحث الميداني والتوثيق الدقيق، حيث جمع عبد الحفيظ إدريس كلمات ومصطلحات من مختلف مناطق تامزغا، بالإضافة إلى استعانته بقواميس أخرى مثل قواميس تشاويت وتاريفيت وتاشلحيت وتامازيغت.
إشادة واعتراف دولي:
حسب الباحث ياسين زيدان، المتخصص في اللغة والثقافة الأمازيغية، فقد رفع هذا القاموس الضخم مكانة اللغة الأمازيغية إلى مصاف اللغات الأم على المستوى الدولي، حيث أصبحت الأمازيغية تحتل المرتبة الأربعين بين 3000 لغة محصاة عالميًا، وذلك بفضل توثيق 65,000 كلمة في أكثر من 2000 صفحة.
إسهاماته الثقافية:
لم يقتصر عمل عبد الحفيظ إدريس على إعداد المعجم، بل كان عضوًا نشطًا في العديد من الجمعيات الثقافية منها جمعية يمّا جوا وجمعية الأمل للتنمية، حيث أقيمت له تكريمات متعددة اعترافًا بإسهاماته في خدمة اللغة الأمازيغية.
وفي تصريح للأديب رشيد أولبصير الذي كتب مقدمة القاموس، أشار إلى أن إدريس رغم مرضه، أصر على إتمام هذا العمل الضخم، وقام بمراجعة مئات المراجع اللغوية والتاريخية للوصول إلى هذا المنجز. وأكد أولبصير أن عمله كان بمثابة “عمل نملة”؛ حيث دقق في كل فصل من فصول القاموس وأوضح أصل كل كلمة بمعانيها وتفاصيلها الدقيقة.
إرثه الثقافي:
يعد “القاموس الفرنسي الأمازيغي الكبير” اليوم مرجعًا لا غنى عنه للباحثين في اللغة الأمازيغية، ويعتبر من الإنجازات الكبرى في توثيق هذه اللغة العريقة، ويظل عبد الحفيظ إدريس رمزًا للعطاء الفكري والثقافي في مجال الحفاظ على التراث الأمازيغي.

وفاة بلعيد آت عمر (بلعيد آيت علي)

حدث في مثل هذا اليوم 12 مايو 1950: توفي الكاتب والشاعر الأمازيغي الكبير بلعيد آيت علي، المعروف أيضًا باسم بلعيد آت عمر أو بلعيد إزارار، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا نادرًا شكل لبنة أساسية في مسار الكتابة الأمازيغية الحديثة.

سيرته:

ولد بلعيد يوم 25 نوفمبر 1909 في بويرة بالجزائر، حيث كانت والدته تعمل معلمة. انتقل في سن الخامسة إلى قريته الأصلية آزرو كلال، حيث تابع دراسته الأولية حتى سنة 1920. ثم اصطحبه شقيقه الأكبر محمد سعيد إلى فرنسا، قبل أن يعود إلى الجزائر سنة 1925 بعد وفاة والده.

تزوج بلعيد مبكرًا، لكن زواجه الأول لم يدم طويلا. قضى شبابه متنقلًا بين قريته، العاصمة الجزائرية، وفرنسا، حيث عمل في المصانع. في سن العشرين، التحق بالخدمة العسكرية، وترقى إلى رتبة رقيب أول، لكنه فقد رتبته لاحقًا بسبب الإدمان على الكحول خلال الحرب العالمية الثانية.

خلال تلك السنوات العصيبة، عانى بلعيد من الضياع والتشرد، خصوصًا بعد انفصاله عن زوجته وفقدان حضانة ابنه رمضان. عاد إلى الجزائر فارًا من الحرب الأوروبية، وعاش مطاردًا من قبل السلطات، متنقلًا بين القرى ومتخذًا من منازل أخواته ملاذًا آمنًا.

بداية الكتابة:

بدأ بلعيد في مارس 1946 كتابة أولى مؤلفاته، بعد تعرفه على الأب الأبيض جول لويس ديغزيل، الذي زوده بأوراق فارغة جمعها بخيط وإبرة، لتكون نواة فهرس التوثيق الأمازيغي الذي أشرف عليه لاحقًا الأب داليه.

كتب بلعيد أول قصة له بعنوان “بو يد ميمين”، مستخدمًا مزيجًا من الحروف اللاتينية المستعارة وبعض الرموز الصوتية المستحدثة، ما جعله من أوائل من حاولوا وضع نظام كتابي للأمازيغية باللهجة القبايلية.

تطور أسلوبه:

  • استلهم كتابته الصوتية من محاولات بوليفة وبن سديدة، لكنه سرعان ما ابتكر نظامه الخاص.

  • أدخل تدريجيًا رموزًا صوتية دقيقة، مثل التفريق بين الزاي العادي (z) والزاي المفخم (ẓ)، وكذلك بين الدال العادي والمفخم.

  • كان من بين أوائل من استعمل الحرف ɛ للتعبير عن العين الأمازيغية.

موضوعات مؤلفاته:

كتب بلعيد في عدة مجالات:

  • القصص: مثل “تاسا”، “تصضبر”، “آت زيك”، “داين دحاكون”.

  • الحكايات الرمزية مع الحيوانات: مثل “الحاج أمشيش”، “التماحوت والذئب”، “يوم تحدثت الأشياء”.

  • نصوص إثنوغرافية: مثل “جدي”، “في حفل العرس”، “عادات الدفن”.

  • القصائد: خصص دفترًا كاملًا جمع فيه أكثر من ثلاثين قصيدة من نظمه، بالإضافة إلى قصائد متفرقة في دفاتر أخرى.

  • دراسة نسائية: خصص دفترًا للحديث عن نساء قريته مثل “ذهبيا آت قاسي”، “زينة آت عمرتش”، و”جوهرة النبيلة”.

كما كتب تحفة أدبية كاملة بعنوان “الولي بواد الرمال (Lwali bbwedrar)”، وتناول في كتاباته سيرته الشخصية مستخدمًا أسماء مستعارة لأفراد عائلته، خصوصًا والدته.

وفاته وإرثه:

توفي بلعيد آيت علي سنة 1950، عن عمر يناهز الأربعين عامًا، بعدما ترك أثرًا لا يُمحى في مسار الكتابة الأمازيغية، إذ اعتُبرت مؤلفاته لاحقًا أهم محتوى أدبي في فهرس التوثيق الأمازيغي للأب داليه، الذي تم نشره سنة 1964.

خلاصة:

بلعيد آت عمر يمثل صوتًا مبكرًا، متمردًا ومجددًا في الأدب الأمازيغي المكتوب. كان سابقًا لزمانه حين حمل قلمه ليؤرخ بالعامية القبايلية، لغة أمهاتنا وجداتنا، واقعًا وأحلامًا وثقافة.

ذكرى ميلاد الباحث والمؤلف الأمازيغي محمد أوسوس

حدث في مثل هذا اليوم 3 مارس 1969، وُلد الباحث والمؤلف الأمازيغي محمد أوسوس، الذي يُعتبر من أبرز الباحثين في مجال الميثولوجيا الأمازيغية. ساهم بشكل كبير في توثيق ودراسة التراث الشفهي الأمازيغي، مما أسهم في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الغني.

أعماله ومؤلفاته

  • دراسات في الفكر الميثي الأمازيغي: صدر هذا الكتاب عام 2007، ويُعتبر من الأعمال القيمة التي تناولت الميثولوجيا الأمازيغية، حيث جمع ما تبقى من نصوص هذا التراث الشفهي المهدد بالضياع.

  • كوكرا في الميثولوجيا الأمازيغية: في هذا الكتاب، يسلط أوسوس الضوء على الكائنات الأسطورية في الثقافة الأمازيغية، مثل النملة التي تُعتبر كائنًا خيرًا يسعى لمصلحة البشرية، حيث أسدت نصائح للإنسان حول كيفية الاستفادة مما تم خلقه.

  • شمهضيض كَر أوزكني د والدون (شمهضيض بين الزعتر والرصاص): رواية صدرت عام 2020 باللغة الأمازيغية، كُتبت خلال فترة الحجر الصحي، واستوحت شخصيتها الرئيسية “شمهضيض” من المخيال الشعبي الأمازيغي، حيث تمتزج الأسطورة بالواقع.

  • إيناكوفن: رواية أخرى تضاف إلى رصيده الأدبي، تُبرز اهتمامه بالسرد القصصي الأمازيغي.

إسهاماته في الأدب الأمازيغي

يُعد محمد أوسوس من الروائيين والباحثين الذين أثروا الأدب الأمازيغي الحديث، حيث عالجت أعماله موضوعات تتعلق بالأساطير والمعتقدات الشعبية، مما ساهم في إحياء هذا الجانب من الثقافة الأمازيغية.

تأثيره على الثقافة الأمازيغية

من خلال أبحاثه ومؤلفاته، ساهم أوسوس في تسليط الضوء على الميثولوجيا الأمازيغية، مما أسهم في تعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية ونشر الوعي بأهمية هذا التراث الغني.

يُعتبر محمد أوسوس مثالًا للباحثين الذين كرسوا جهودهم للحفاظ على التراث الثقافي الأمازيغي، من خلال توثيق ودراسة الميثولوجيا والقصص الشعبية، مما يضمن استمرارية هذا الموروث للأجيال القادمة.

وفاة القديس فولجينتيوس

حدث في مثل هذا اليوم، 1 يناير 533 ميلادي، وفاة القديس فولجينتيوس من روسب، أحد أبرز آباء الكنيسة وأهم اللاهوتيين في شمال إفريقيا.

ولد فولجينتيوس في عام 462 ميلادي في مدينة روسب الواقعة في مقاطعة بيزاسين الرومانية (حاليًا في تونس). اشتهر بتعمقه في الفلسفة واللاهوت وتأثره الكبير بكتابات القديس أوغسطين. كرّس حياته للدفاع عن العقيدة الكاثوليكية في مواجهة التيارات الفكرية المخالفة في عصره، مثل الأريوسية والبيلاجية، وساهم بشكل كبير في ترسيخ الفكر المسيحي في شمال إفريقيا.

رغم اضطهاده ونفيه المتكرر بسبب دفاعه عن العقيدة، خاصة في عهد الملك الوندالي الأريوسي ثراساموند، استمر في كتابة الرسائل والكتب اللاهوتية التي أثرت في الفكر الكنسي عبر القرون.

ترك معلومات مهمة عن الأمازيغ في عصره ومن أبرز ما نقل لنا هو معلوماته الدقيقة ن حروف تيفيناغ وعددها واستعمالها من قبل النوميديين أنذاك.

يُعتبر فولجينتيوس رمزًا للصمود الفكري والإيمان، حيث بقي ثابتًا في وجه التحديات حتى وفاته في 1 يناير 533، تاركًا إرثًا لاهوتيًا وفكريًا عميقًا أثرى الكنيسة والمسيحية في إفريقيا والعالم.

صدر كتاب “مزاب” Le Mzab باللغة الفرنسية للدكتور إبراهيم شريفي

في مثل هذا اليوم، 26 ديسمبر 2015، صدر كتاب “مزاب” Le Mzab باللغة الفرنسية للدكتور إبراهيم شريفي، الباحث الأنثروبولوجي من بلدة آت يزجن بغرداية، الجزائر. الكتاب، الذي يقع في 512 صفحة من الحجم المتوسط، هو في الأصل أطروحة دكتوراه تناولت الأنثروبولوجيا التاريخية والثقافية لوادي مزاب.

يسعى الدكتور شريفي في هذا العمل إلى إعادة النظر في تاريخ الأنثروبولوجيا بالمنطقة، منتقدًا بعض الكتابات الاستعمارية التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، والتي اعتبرها العديد من المثقفين مرجعيات تاريخية. يناقش المؤلف قضايا مثيرة للجدل مثل إعادة إعمار وادي مزاب في القرن الحادي عشر الميلادي، ويركز على تطور النشاط التجاري ودور المؤسسة الدينية في إدارة المجتمع.

يشمل الكتاب دراسة شاملة لتاريخ المنطقة قبل الإسلام، مكونات النسيج الاجتماعي، وتفاعل المجتمع المزابي مع المنظومة العرفية والعشائرية والأنساب. كما يعالج الكتاب العلاقات التاريخية المعقدة بين العشائر المزابية وسكان المناطق المجاورة، إضافة إلى تسليط الضوء على وضعية المرأة المزابية، والممارسات الطقسية، والعادات والتقاليد التي تعود إلى أكثر من قرن.

يهدف الدكتور شريفي من خلال هذا العمل إلى إبراز المعالم الحضارية والتاريخية التي تميز المجتمع المزابي، متحديًا الشائعات المغرضة التي يسعى البعض لترويجها. ويُعد وادي مزاب رافدًا ثقافيًا مميزًا في الجزائر، يمتاز بتفاعله الديناميكي مع ما يحيط به.

الدكتور إبراهيم شريفي، المولود عام 1965 في آت يزجن بغرداية، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في بلدته، ثم تابع دراساته العليا في الجامعة الجزائرية. استقر في فرنسا منذ عام 1990، حيث كان له حضور مميز في المؤتمرات العلمية، لا سيما تلك المتعلقة بالتاريخ الإسلامي، تحت إشراف الأستاذة جاكلين شابي، والتي عمل معها على رسالة ماجستير حول “تاريخ الرسل والملوك” للطبري.

ميلاد الكاتب والأديب الأمازيغي محمد أكوناض

في مثل هذا اليوم، 18 ديسمبر 1950، وُلد الكاتب والأديب الأمازيغي محمد أكوناض في دوار تيغيرن، قرب تامانار، في منطقة إداوݣيلول بقبيلة إحاحان، الواقعة بين أݣادير والصويرة. يُعتبر أكوناض من أبرز المناضلين الأمازيغ، حيث دافع عن اللغة والثقافة الأمازيغية في مجالات متعددة منذ فترة مبكرة. كتب العديد من المؤلفات بالأمازيغية، وبدأ مسيرته في مجال الإعلام عام 1993. درس اللغة العربية في إحدى الثانويات بأݣادير، وكان عضوًا نشطًا في منظمة تاماينوت فرع أݣادير. في عام 2006، حصل على جائزة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في مجال الترجمة.

من أبرز أعماله:

“Tamurt n ilfawn” (2012): رواية بالأمازيغية.
“Tayyughyin n tullisin” (2013): مجموعة قصصية.
“Un youyou dans la mosquée = Tawargit d imikk” (2014): عمل مترجم إلى الأمازيغية والفرنسية.
“Taghufi n umiyn” (2015): مجموعة قصصية.
“Talkmast n imdyazn” (2017): مجموعة شعرية.
“Tamyra n ugani” (2019): مجموعة شعرية.
كما قام بترجمة أعمال أدبية مهمة إلى الأمازيغية، منها:

“Asinus aureus” (2013): ترجمة لرواية “الحمار الذهبي”.
“L’étranger” (2017): ترجمة لرواية “الغريب” لألبير كامو.

يُعد محمد أكوناض رمزًا من رموز الأدب الأمازيغي، حيث ساهم بشكل كبير في إثراء المكتبة الأمازيغية بأعماله الأدبية والترجمات القيمة، مما أسهم في تعزيز وحفظ الثقافة واللغة الأمازيغية.

رحيل الكاتب الأمازيغي الجزائري كاتب ياسين

في مثل هذا اليوم، 28 أكتوبر 1989، رحل عنّا الكاتب الجزائري الأمازيغي اللامع كاتب ياسين الذي ولد سنة 1929، المعروف بنتاجه الأدبي العميق ونضاله من أجل الحقوق الثقافية الأمازيغية والإنسانية. وُلد ياسين، واسمه الحقيقي محمد خلوطي، بقرية زيغود يوسف بقسنطينة، واشتهر بروايته الخالدة “نجمة”، التي أصبحت علامة فارقة في الأدب الفرنكفوني. تناولت أعماله قضايا إنسانية وسياسية واجتماعية بجرأة، وكتب الروايات والمسرحيات والقصائد الصحفية، واعتبر اللغة الفرنسية “غنيمة حرب” يُسخّرها للتعبير عن الثورة والهوية الأمازيغية.

من أبرز أعماله المسرحية “الرجل ذو النعل المطاطي”، التي كتبها خلال إقامته في فيتنام، حيث تناول كفاح الشعب الفيتنامي ضد العدوان الأمريكي، إضافة إلى مسرحية “الجثة المطوقة” و*”الأجداد يزدادون ضراوة”*، التي قدمت نظرة نقدية متميزة للنضال والهوية. عرف عنه اهتمامه بترجمة إبداعاته إلى العربية والأمازيغية، وأعيدت نشر أعماله تكريمًا له.

كاتب ياسين كان رائدًا في الأدب الجزائري المعاصر، وقد خلّف إرثًا أدبيًا وفنيًا لا يُنسى.

وفاة المحامي والسياسي أحمد الدغرني

حدث في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر 2020 ودّعت الأمازيغية أحد أبرز رموزها النضالية والفكرية، المحامي والسياسي أحمد الدغرني، الذي كرّس حياته للدفاع عن حقوق الإنسان، ولا سيما الحقوق الثقافية واللغوية والسياسية للأمازيغ. كان الدغرني رمزًا للنضال المستمر من أجل تعزيز مكانة الأمازيغية في المغرب، وسعى بلا كلل إلى ترسيخ الهوية الأمازيغية في مجتمع متعدد ومتنوع.
نبذة عن حياته ومسيرته النضالية:
وُلد أحمد الدغرني في الخامس من مايو عام 1947 في قرية تادارت، بقبيلة آيت علي في منطقة آيت با عمران. من أصول بسيطة، لكنه امتلك رؤية عظيمة ورغبة قوية في تحقيق العدالة والمساواة. درس القانون وأصبح محاميًا بارعًا، إلا أن حياته المهنية لم تتوقف عند الدفاع في ساحات القضاء فحسب، بل انطلقت إلى ميادين النضال السياسي والاجتماعي.
عُرف الدغرني بكونه من المؤسسين الرئيسيين للكونغرس العالمي الأمازيغي، وهي منظمة دولية تعنى بالدفاع عن حقوق الأمازيغ في شمال إفريقيا والعالم. كما شغل منصب منسق المجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الأمازيغية، وهو إطار جمعوي ضم العديد من النشطاء من مختلف مناطق المغرب، ليكون منصة موحدة للمطالبة بالاعتراف باللغة والثقافة الأمازيغية.
في عام 2005، أسس أحمد الدغرني الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي، في خطوة جريئة تسعى إلى إيجاد تمثيل سياسي مباشر للأمازيغ داخل الساحة السياسية المغربية. رغم التحديات العديدة التي واجهها هذا الحزب، ورغم الضغوط القانونية والسياسية التي مورست عليه، بقي تأسيسه علامة فارقة في مسار الحركة الأمازيغية السياسية.
وفاته ومعاناته مع المرض:
في السنوات الأخيرة من حياته، عانى أحمد الدغرني من مرض الباركنسون، وهو مرض عضال أثر على صحته وحركته، لكن إرادته لم تخفت يومًا. وظل محافظًا على تفاؤله وإيمانه بقضيته حتى آخر أيامه. توفي يوم الاثنين 19 أكتوبر 2020 في مدينة تيزنيت، بعد صراع طويل مع المرض، لكنه ترك إرثًا نضاليًا عظيمًا سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال.
من مؤلفاته:
كان الدغرني كاتبًا غزير الإنتاج، وترك وراءه مجموعة من الكتب التي تعكس تفكيره العميق ورؤيته الثاقبة حول القضايا السياسية والاجتماعية في المغرب، بالإضافة إلى دوره الكبير في التوعية بالحقوق الأمازيغية. من أبرز مؤلفاته:
حياة ابن تومرت وعبد المومن بن علي الكومي: دراسة تاريخية عن الشخصيتين البارزتين في تاريخ المغرب.
الحكومة الديمقراطية أو حكومة التناوب: تحليل نقدي للنظام السياسي المغربي ومقترحاته حول التحول نحو الديمقراطية.
الانتخابات والأحزاب السياسية المغربية: دراسة معمقة حول النظام الانتخابي والأحزاب السياسية في المغرب.
الكتل الاجتماعية بالمغرب: دراسة سوسيولوجية عن الفئات الاجتماعية المختلفة ودورها في المشهد السياسي.
دموع الغولة (مجموعة قصصية): كتاب أدبي يتضمن قصصًا رمزية تجسد نضالات الشعوب المهمشة.
مدينة النهاية (رواية): رواية تعكس تحليلاته الاجتماعية والسياسية.
الحركة الأمازيغية في المغرب: دراسة شاملة عن تاريخ الحركة الأمازيغية ونضالاتها.
المؤتمر الدولي الأمازيغي في المغرب: تحليل لمخرجات المؤتمر وتحديات الأمازيغية.
ترجمة أمازيغية لروميو وجولييت: إبداع أدبي يعكس اهتمامه بتطوير الأدب الأمازيغي من خلال ترجمة كلاسيكيات الأدب العالمي.
إرث الدغرني وتأثيره المستمر:
يبقى أحمد الدغرني واحدًا من أعظم الشخصيات الأمازيغية التي أثرت بشكل كبير في مسار الحركة الأمازيغية في المغرب وشمال إفريقيا. ورغم رحيله الجسدي، فإن فكره وإرثه سيظل مصدر إلهام للنشطاء والمثقفين الأمازيغ، الذين يواصلون مسيرة الدفاع عن حقوقهم في إطار مجتمع يحترم التنوع ويعزز التعددية الثقافية واللغوية.
لقد كان الدغرني رمزًا للصلابة والإصرار على تحقيق العدالة. وما تزال أفكاره وأعماله تلهم الأجيال الجديدة لمواصلة النضال من أجل مستقبل أفضل للأمازيغية وللهوية المتعددة للمغرب.
رحم الله أحمد الدغرني، ولتبقَ رسالته خالدة في قلوب كل مناضلي الحرية والعدالة الثقافية.

ميلاد العالم اللغوي سالم شاكر

حدث في مثل هذا اليوم 22 نوفمبر 1950 ميلاد العالم اللغوي سالم شاكر أحد أهم الاكاديميين المعاصرين في اللغة والثقافة الامازيغية. كان ميلاده بمدينة نيفير الفرنسية من أبويين قبائليين ينحدرون من أيدت أربعا ن ئراتن.
تحصل علي شهادة الدكتوراة في جامعة باريس ديكارت سنة 1973.
من أحد مؤسسي القسم المتعلق باللغة الامازيغية في كلية الاداب في الجامعة الجزائرية، واشتغل حينها في مركز الدراسات الانثربولوجية الذي أسسه مولود معمري من 1973-1981 ومن ثم عاد الي فرنسا
له عدة مؤلفات مهمة في علم اللغة الاجتماعي وعلم اللغة العام تخرج علي يديه أهم الاكاديميين الأمازيغ اليوم عندما كان دكتورا محاضرا في معهد الدراسات الشرقية 1989-2008.
أصبح المدير العام للموسوعة البربريةالصادرة في فرنسا منذ سنة 2002.