رحيل الكاتب الأمازيغي الجزائري كاتب ياسين

في مثل هذا اليوم، 28 أكتوبر 1989، رحل عنّا الكاتب الجزائري الأمازيغي اللامع كاتب ياسين الذي ولد سنة 1929، المعروف بنتاجه الأدبي العميق ونضاله من أجل الحقوق الثقافية الأمازيغية والإنسانية. وُلد ياسين، واسمه الحقيقي محمد خلوطي، بقرية زيغود يوسف بقسنطينة، واشتهر بروايته الخالدة “نجمة”، التي أصبحت علامة فارقة في الأدب الفرنكفوني. تناولت أعماله قضايا إنسانية وسياسية واجتماعية بجرأة، وكتب الروايات والمسرحيات والقصائد الصحفية، واعتبر اللغة الفرنسية “غنيمة حرب” يُسخّرها للتعبير عن الثورة والهوية الأمازيغية.

من أبرز أعماله المسرحية “الرجل ذو النعل المطاطي”، التي كتبها خلال إقامته في فيتنام، حيث تناول كفاح الشعب الفيتنامي ضد العدوان الأمريكي، إضافة إلى مسرحية “الجثة المطوقة” و*”الأجداد يزدادون ضراوة”*، التي قدمت نظرة نقدية متميزة للنضال والهوية. عرف عنه اهتمامه بترجمة إبداعاته إلى العربية والأمازيغية، وأعيدت نشر أعماله تكريمًا له.

كاتب ياسين كان رائدًا في الأدب الجزائري المعاصر، وقد خلّف إرثًا أدبيًا وفنيًا لا يُنسى.

ذكرى ميلاد الأكاديمي والباحث الأمازيغي محمد شفيق

حدث في مثل هذا اليوم 17 سبتمبر 1926، وُلد الأكاديمي والباحث الأمازيغي القدير محمد شفيق في أيت سادّن، إقليم صفرو بولاية فاس، وهو من أبرز الوجوه الفكرية والثقافية في تاريخ الحركة الأمازيغية المعاصرة.

تلقى محمد شفيق تعليمه الأولي في مدرسة أژرو الأمازيغية العريقة، وواصل دراسته حتى نال الإجازة في التاريخ، ليبدأ مسيرته في مجال التدريس، رغم العراقيل التي وضعها في طريقه الاستعمار الفرنسي آنذاك، كما شرح في لقائه مع مادغيس أومادي المنشور على يوتيوب.

ارتقى في سلك التعليم حتى أصبح مفتشًا عامًا، كما حصل على درجة الماجستير في اللغة العربية، واشتغل لاحقًا في الديوان الملكي كـكاتب دولة لدى رئيس الوزراء، ثم مديرًا للكلية الملكية، حيث أشرف على تعليم الملك محمد السادس شخصيًا.

في سنة 2001، عُين أول مدير للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (IRCAM)، تقديرًا لكفاءته ومكانته، لكنه استقال بعد عام واحد فقط، في خطوة اعتبرها كثيرون تعبيرًا عن استقلالية موقفه وعدم رضاه عن التوجه العام للمعهد.

من أبرز إنجازاته الكبرى، تأليف المعجم العربي الأمازيغي الموسوعي، الذي أمضى فيه أكثر من 27 عامًا، ويُعد أضخم وأشمل معجم للّغة الأمازيغية حتى اليوم، وقد استفاد منه العديد من الباحثين والمؤسسات المعجمية، ونال بسببه جائزة الأمير كلاوس الهولندية للعمل الثقافي عن جدارة.

شفيق هو كذلك أحد المؤسسين لجمعية البحث والتبادل الثقافي (AMREC)، وكان دائم الارتباط بالرعيل الأول من المناضلين الأمازيغ، وشارك بفعالية في صياغة وتوقيع البيان الأمازيغي سنة 2000، الذي مهد لـميثاق أگادير التاريخي، وكان له مواقف فكرية حازمة ومبدئية في كل منعطفات النضال الأمازيغي.

كتب مقالات ومحاضرات بالغة الأهمية في الصحف والمجلات، وله مؤلفات كلاسيكية تُعد من مرجعيات الثقافة الأمازيغية المعاصرة.

ملحوظة: لا يمكن حصر فضل ومكانة الأستاذ محمد شفيق في هذه العجالة، ولكن هذا التعريف الموجز يأتي احتفاءً بذكرى ميلاده، وعربون تقدير لعطائه الكبير الذي سيظل منارة لكل من ينشد تحرير الفكر والثقافة الأمازيغية.

وفاة المتمزغ الفرنسي غابريل كامبس

حدث في مثل هذا اليوم 7 سبتمبر 2002، توفي المؤرخ والمتمزغ الفرنسي غابرييل كامبس (Gabriel Camps) في مدينة إكس أون بروفانس جنوب فرنسا، بعد مسيرة علمية وإنسانية استمرت أكثر من 75 عامًا، كرّسها بكاملها لخدمة الدراسات التاريخية والأنثروبولوجية المتعلقة بشمال إفريقيا، وبالخصوص الأمازيغ.

النشأة والبدايات:

وُلد غابرييل كامبس في بلدة أمسرغين قرب وهران سنة 1927، ونشأ في بيئة جزائرية أمازيغية الطابع، ما جعله قريبًا منذ صغره من الثقافة واللغة الأمازيغية.
أتم دراسته الثانوية في وهران، ثم التحق بـكلية الآداب بجامعة الجزائر، حيث سطع نبوغه، وبدأ مسيرته البحثية المتميزة.

مسيرته العلمية في الجزائر:

  • تولى عدة مناصب أكاديمية وإدارية في الجزائر قبل الاستقلال وبعده، أبرزها مدير معهد الأبحاث الصحراوية.

  • كانت له مساهمات فعالة في متحف الآثار بباردو (الجزائر العاصمة)، حيث ساعد في تنظيم المعروضات الأمازيغية وتوثيقها.

أبرز إنجازاته:

  • يُعد من أهم من درسوا تاريخ شمال إفريقيا قبل الاحتلال الروماني، خاصة الممالك الأمازيغية الأولى.

  • مؤلفاته المرجعية في التاريخ الأمازيغي لا تزال معتمدة حتى اليوم، وأبرزها:

    • “Massinissa ou les débuts de l’Histoire” (ماسينيسا أو بدايات التاريخ)، والذي يُعد أول كتاب شامل عن حياة الملك الأمازيغي ماسينيسا ومملكة نوميديا.

    • كتاب الهوية الأمازيغية، والذي دافع فيه عن تاريخ مستقل واصيل للأمازيغ، بعيدًا عن الروايات الاستعمارية والعروبية.

    • أبحاثه حول طقوس الزواج الأمازيغية، ودراسته للعادات الاجتماعية في مختلف مناطق تامازغا.

    • مشاركته الغنية في الموسوعة الأمازيغية، والتي تُعد من أضخم المشاريع المعرفية المتعلقة بالثقافة الأمازيغية.

  • كانت له أيضًا مساهمات في “المكتبة المتوسطية”، حيث أدخل معطيات أمازيغية مهمة في سياق الحضارات المتوسطية.

أثره ومكانته:

  • يُعتبر غابرييل كامبس من أبرز المؤرخين غير الأمازيغ الذين دافعوا بصدق عن الأمازيغ، ليس بوصفهم مجرد موضوع بحث، بل شعب ذو حضارة متجذرة وحقوق ثقافية وتاريخية مهضومة.

  • ساعد في إعادة كتابة التاريخ المغاربي من منظور أمازيغي علمي.

  • أثّر في أجيال من الباحثين، أمازيغًا وغير أمازيغ، وفتح لهم الطريق لفهم تاريخهم من مصادر علمية لا من روايات استعمارية أو سلطوية مزورة.

فرانشيسكو بيانوتي ينتهي من تصنيف كتابه إلبربري

حدث في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر 1942 المتمزغ الإيطالي فرانشيسكو بيانوتي ينتهي من تصنيف كتابه إلبربري نفوسي دي فساطو (أمازيغي فساطو النفوسيين) وهو يعد ثاني كتاب كامل كتبه متمزغ عن خصائص النحو الأمازيغي لجبل نفوسة وهو مبني على غرار كتاب إيغاسرا د ئبردن للشماخي وملاحظات موتيلنسكي وبمعونة من الأستاذ الفقيه سعيد الباروني والاستاذ محمد الباروني وكلاهما من جادو وعمرو بن خليفة من الجماري كذلك.
الكتاب عدد الخصائص النحوية في غرب نفوسة، كتب الكثير من القصص والحكايات من ذات المنطقة كم أردف الكتاب بمعجم مصغر بما ورد فيه وبعض تصاريف الافعال.
ملحوظة قمت بترجمة أغلبية الكتاب ولكني للأسف لم أكمله بعد ليستفيد منه أغلبية الشباب اليوم كمرجع لغوي مقارن.

 

وفاة المتمزغ البولندي تادايوش ليفتسكي

حدث في مثل هذا اليوم 28 أبريل 1992، توفي المتمزغ البولندي الكبير تادايوش ليفتسكي عن عمر ناهز 83 سنة، قضاها في البحث والعلم والاكتشاف وخدمة التراث المغاربي، خصوصًا المذهب الإباضي وتاريخ جبل نفوسة واللغة الأمازيغية.

وُلد ليفتسكي في 22 نوفمبر 1906 ببولندا، حيث نشأ وترعرع، ثم التحق لاحقًا بـجامعة السوربون لدراسة اللغة العربية والإسلاميات، وهناك بدأ اهتمامه الخاص بالمذهب الإباضي. درس الإباضية بعمق علمي ومنهجي، وتمكن من فهم دقائق هذا المذهب إلى حد فاق فيه بعض أهله أنفسهم، مما جعل أعماله مراجع لا غنى عنها في الدراسات الإباضية حتى اليوم.

تركزت بحوثه بالدرجة الأولى على التاريخ الإباضي، متبعًا منهجية علمية صارمة ودقيقة، وعُرف بأسلوبه الرفيع في التدقيق والتمحيص والاعتماد على المخطوطات الأصلية، بعيدًا عن النقل السطحي أو التحيز الأيديولوجي.

رغم أنه لم يزر جبل نفوسة قط، إلا أنه تخصص في دراسة تاريخه ومخطوطاته بشكل مذهل، حتى أنه أصبح من أوائل من سلطوا الضوء على الكنوز العلمية والثقافية لهذه المنطقة المنسية لفترة طويلة. كما تحدث ليفتسكي اللغة الأمازيغية بطلاقة، مما أتاح له الاطلاع المباشر على كثير من مصادرها الشفوية والمكتوبة.

كان يملك مجموعة نفيسة من المخطوطات النادرة، التي أهداها إلى مكتبة لفوف في بولندا، ولكن للأسف تعرضت المكتبة لحريق كارثي قبل سنوات، ففُقدت معظم هذه الكنوز، ولم تبق إلا بعض الآثار. وبعد وفاته، تدخلت وزارة الأوقاف العمانية، مشكورة، واشترت ما تبقى من مكتبته من أسرته، حفاظًا على هذا التراث العلمي القيم.

جدير بالذكر أن مؤسسة تاوالت الثقافية قامت لاحقًا بترجمة كامل إنتاجه العلمي المتعلق بالمذهب الإباضي وجبل نفوسة واللغة الأمازيغية إلى العربية، وجعلته في متناول الدارسين والباحثين.

تادايوش ليفتسكي لم يكن مجرد باحث أكاديمي، بل كان جسرًا ثقافيًا صادقًا بين المشرق والمغرب وأوروبا، وقدّم خدمة جليلة لتاريخ الأمازيغية والإباضية بكل تجرد وأمانة علمية.
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن العلم وأهله خير الجزاء.

ليوطي ينشيئ لجنة الدراسات البربرية

حدث في مثل هذا اليوم 5 يناير 1919 الماريشال والقائد العام الفرنسي المقيم في المغرب لوي هوبير گونزالف ليوطي المعروف فقط بلقبه ليوطي (مر ذكره) ينشيئ لجنة الدراسات البربرية في الرباط (مر ذكر الظهير البربري).
واستفادت اللجنة من مشاكل الأمازيغ التي قدمها علماء استعماريين بارزين مثل موريس لوجلاي، وإيميل لاووست، ومصطفى عباس، و محمد نهليل.، وجاستون لوث، س. بيرني، وجيرارد، هينريز، والكولونيل هـ.سيمون، وببيراو بالإضافة إلى عدد من المسؤلين في هذه المحمية، وركزت اللجنة على دراسة الأمازيغ وعنيت أيضا بصياغة “السياسة الأمازيغية”. تم إنشاء مجلة “الوثائق الأمازيغية”، وظهر عددها الأول عام 1915، وخلال عمرها ذو الأربعة أعوام، نشرت المجلة الدراسة الأولى عن قبيلة أمازيغية مغربية، وسلسلة من المقالات في علم الأعراق والعادات والقوانين العرفية (أزرف) الأمازيغية، وبحلول عام 1919، أنجزت الكثير من الاعمال عن الأمازيغية، وكانت قد وضعت الأسس اللازمة للبحث في الدراسات القانونية، وعلم الأعراق البشرية، وتاريخ الأمازيغ، وبحلول عام 1919، كان كثيرا من العمل البحثي عن الأمازيغ قد أُنجِز وأُعِدَت مؤسسات للبحث في الدراسات القانونية، علم الأجناس البشرية، وتاريخ أمازيغ الأطلس المتوسط، وشكل البحث في المجتمع الأمازيغي أسس ظهير 11 سبتمبر عام 1914، تمهيدا للنسخة الكاملة من الظهير الأمازيغي 16 مايو 1930.

وفاة المستمزغ الفرنسي ريني باسي

حدث في مثل هذا اليوم 4 يناير 1924 وفاة المستشرق والمستمزغ الفرنسي ريني باسي عن 68 سنة الأستاذ الجامعي واللغوي والمترجم المنحدر من عائلة كلها لسانيين وخدم الجيش الفرنسي عندما كان مستعمرا للجزائر.
عضو في عدة مجامع علمية لعل أبرزها : عضو في الجمعية الآسيوية الفرنسية، والجمعية الشرقية الألمانية، ومعهد فرنسا، وأكاديمية لينسيان، والجمعية الملكية الآسيوية، وجمعية اللسانيات في باريس، والأكاديمية الملكية للتاريخ.
له عدة مؤلفات وأبحاث عن اللغة الأمازيغية وإن كان إبنه أندري أكثر شهرة منه فيما يتعلق باللغة الأمازيغية وكان عميد الجامعة الجزائرية وله إسهامات علمية في أغلب المجالات ولكنه برز في خدمته وإسهاماته في اللغة العربية وهو عضو المجمع العلمي العربي حتى وفاته.
وجب القول أن له عمل عن النقوش وكتابات تيفيناغ حول مدينة غدامس الليبية.