وفاة المناضل الريفي أحمد الزفزافي

حدث في مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 2025، توفي المناضل الريفي أحمد الزفزافي، والد قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، بعد مسيرة نضالية وإنسانية امتدت لثمانين عامًا، جسّد خلالها صوت الريف الجريح وذاكرة المقاومة الممتدة منذ جمهورية الريف إلى حراك 2016.

وُلد أحمد الزفزافي سنة 1943 في قرية ازفزافن قرب أجدير بالحسيمة، ومنها استمدت عائلته لقبها. نشأ في وسط ريفي تقليدي، في كنف أسرة مقاومة: جده من الأم كان وزير الداخلية في جمهورية الريف بقيادة محمد عبد الكريم الخطابي، أما والده فكان أحد محرري مراسلات الخطابي أثناء النفي.

تلقى أحمد تعليمه الأولي بالحسيمة، ثم تابع دراسته في معهد القاضي عياض بتطوان، حيث شارك في الحركات الطلابية، واعتُقل لأول مرة سنة 1963 بسبب مظاهرة سياسية وتعرض للتعذيب. كما شارك في احتجاجات فترة “حرب الرمال” رفقة زملائه، وحوّلوا الشعارات المدرسية من دعم الحرب إلى انتقاد النظام، في زمن كانت فيه كل حركة معارضة تُكلف الكثير.

في سن السادسة عشرة، كان شاهدًا مباشرًا على المجازر التي ارتُكبت بحق الريفيين في انتفاضة 1958-1959، حيث اقتحم الجيش القرى، وارتكب جرائم من قتل واغتصاب ونهب للبساتين، وهي مشاهد ظلت محفورة في ذاكرته حتى وفاته. وقد كانت عائلته من ضحايا هذا القمع الدموي.

عمل لاحقًا مقتصدًا في دار الأطفال بالحسيمة، في مؤسسة اجتماعية تُعنى بالأيتام، ما رسّخ لديه الحس الإنساني والالتصاق بالطبقات المهمشة، وهو ما ظهر جليًا في نبرته الأبوية الصادقة خلال زياراته لابنه ناصر المعتقل، ومرافعاته الإعلامية والحقوقية لاحقًا.

ينحدر من عائلة نضالية بامتياز: شقيقه الأكبر محمد الزفزافي كان شخصية ثقافية وتربوية بارزة درس بالقاهرة، لكنه توفي في حادثة سير غامضة سنة 1972، رفقة زوجته وابنه.

بعد اعتقال ناصر الزفزافي في 2017، تحوّل أحمد الزفزافي إلى رمز أبوي وضمير حي لحراك الريف، وواصل النضال على المنابر الحقوقية والإعلامية، وظل صوتًا رزينًا وعميقًا في مواجهة الاستبداد.

في نهاية حياته، استمر في توثيق وترديد ذاكرة الريف ومآسيه، ورفض المساومة على كرامة المعتقلين. توفي في 3 سبتمبر 2025، عن عمر يناهز 82 عامًا، وترك وراءه إرثًا نضاليًا ووطنيًا لا يُنسى.

رحل أحمد الزفزافي، لكن صوته ظل يتردد في كل بيت ريفي:
لا كرامة بدون حرية، ولا حرية بدون عدالة، ولا عدالة بدون ذاكرة.

وفاة الشيخ الحاج عمر بن يحي ويرّو

حدث في مثل هذا اليوم، 8 يوليو سنة 1921، توفي الشيخ الحاج عمر بن يحي ويرّو، أحد أبرز علماء ومصلحي وادي مزاب في الجزائر، وأعمدة النهضة الإباضية الحديثة، بعد حياة حافلة بالعلم والتربية والإصلاح الاجتماعي والديني.

المولد والنشأة

ولد الشيخ عمر ويرّو سنة 1858 في وادي مزاب، في بيئة علمية متشبعة بروح الإباضية وروح التضامن الاجتماعي. تلقى علومه الأولى في الكتاتيب المحلية (إزرف)، ثم واصل دراسته على أيدي كبار العلماء، ليصبح لاحقًا منارات علمية تربوية ومصلحًا بارزًا.

دوره في النهضة الإباضية

يُعتبر الحاج عمر ويرّو بحق باني مشروع النهضة الإباضية الحديثة في وادي مزاب، حيث:

  • أعاد تنظيم التعليم التقليدي وأسّس نموذجًا تربويًا يتناسب مع التحديات الحديثة التي واجهها المجتمع الإباضي تحت الاستعمار الفرنسي.

  • أسّس وأشرف على عدة مدارس ومجالس علمية لتكوين الشباب علميًا وأخلاقيًا، بهدف تحصينهم من التفكك والفرنسة.

  • عمل على نشر الكتب الإباضية وتدوين الفتاوى والمسائل الفقهية، مما ساهم في إحياء التراث العلمي المحلي.

  • كان من المدافعين بشدة عن اللغة الأمازيغية المزابية، وكان يعتبرها أحد مكونات الهوية الإسلامية المزابية الأصيلة.

  • ساهم في تنظيم المجتمع المزابـي ضمن أطر متينة من التضامن الذاتي، والتعليم الأهلي، والتسيير الجماعي للمؤسسات.

وفاته وإرثه

توفي الشيخ الحاج عمر بن يحي ويرّو يوم 8 يوليو 1921، بعد حياة امتدت لأكثر من ستة عقود من الإصلاح، والجهاد الثقافي والديني، والتعليم.

وترك وراءه جيلًا جديدًا من العلماء والتربويين الذين واصلوا حمل الرسالة، ومجتمعًا متماسكًا عرف كيف يحافظ على خصوصيته الثقافية والدينية في وجه الاستعمار والتغريب.

مقتل المناضل الشيوعي هنري فرانسوا مايو

حدث في مثل هذا اليوم 5 يونيو 1956، قُتل المناضل الشيوعي هنري فرانسوا مايو (Henri François Maillot) في اشتباك مسلح مع القوات الفرنسية بالقرب من مدينة أورليانفيل (الشلف حاليًا) في الجزائر، بعد أقل من شهرين من تنفيذه واحدة من أبرز عمليات التمرد الفردية ضد الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير الجزائرية.
ولد مايو يوم 11 يناير 1928 في العاصمة الجزائرية لعائلة من “الأقدام السوداء” (الأوروبيين المولودين في الجزائر)، وكان والده موظفًا بلديًا ونقابيًا في اتحاد الموظفين البلديين ذي التوجه الشيوعي. نشأ هنري على أفكار اليسار والتحق مبكرًا بـاتحاد الشباب الديمقراطي الجزائري، كما عمل محاسبًا في الجريدة الشيوعية “ألجي ريبوبليكان”، ومثّل الجزائر في مؤتمرات شبابية دولية في كل من براغ ووارسو.
رغم خلفيته الشيوعية، تطوع للخدمة في الجيش الفرنسي، وأقسم آنذاك أنه قطع صلته بالحزب. لكن ما شهده لاحقًا من مجازر، خصوصًا مجزرة فيليبفيل (قالمة وخراطة)، جعله يغيّر موقفه بشكل جذري.
في 4 أبريل 1956، قاد مايو قافلة عسكرية كانت ترافق شاحنة أسلحة من مليانة إلى الجزائر العاصمة. وحين وصلوا، استغل فرصة ذهاب الجنود لتناول الإفطار، واستولى على الشاحنة وطلب من السائق جاك دوميرغ قيادتها إلى غابة بالقرب من باينام. عُثر لاحقًا على السائق مربوطًا إلى شجرة، أما مايو فاختفى مع حمولة الشاحنة من الأسلحة والذخيرة، والتي ضمّت رشاشات وبنادق ومسدسات وقنابل يدوية.
بعد يومين، أعلنت حركة “مقاتلو التحرير” (الجناح المسلح للحزب الشيوعي الجزائري السري) انضمام مايو إلى صفوفها، كما أرسل هو شخصيًا بيانًا مطبوعًا إلى وحدته السابقة، وإلى الصحافة، يشرح فيه أن ما فعله استجابة لنداء حزبه الذي دعى إلى تسليح المجاهدين.
أثار الحدث ضجة كبيرة في الصحافة الفرنسية بالجزائر، واعتبرته صحيفة “لو إيكو دالجير” دليلاً إضافيًا على “التواطؤ بين الشيوعيين والإرهابيين”. وفي 22 مايو 1956، حُكم عليه بالإعدام غيابيًا.
وفي 5 يونيو 1956، رُصدت مجموعة مسلحة في منطقة لم تكن معروفة سابقًا بالنشاط الثوري قرب بُودوان، شرق أورليانفيل، وتعرضت لهجوم من القوات الفرنسية، ما أدى إلى مقتل سبعة، بينهم مايو ورفيقه موريس لابان، وهو مؤسس الحزب الشيوعي الجزائري وواحد من قدامى محاربي الحرب الأهلية الإسبانية.
تكريمًا له، دُشن نصب تذكاري لمايو في الجزائر عام 2002 من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ليُخلد اسمه كأحد الشهداء الأوروبيين الذين التحقوا بصفوف الثورة الجزائرية.

مقتل أبو يحيى الليبي

حدث في مثل هذا اليوم 4 يونيو 2012، قُتل أبو يحيى الليبي، واسمه الحقيقي محمد حسن قايد، في ضربة أمريكية بطائرة دون طيار استهدفته في المناطق القبلية الحدودية بين باكستان وأفغانستان، وذلك ضمن حملة واسعة شنتها المخابرات الأمريكية لاستهداف قادة تنظيم القاعدة.

وُلد أبو يحيى في  أيت عتبا جنوب ليبيا، وهي منطقة ناطقة بالأمازيغية، وقد صرّح شقيقه – النائب في البرلمان الليبي – أن أصولهم أمازيغية. درس علوم الكيمياء في جامعة سبها قبل أن يسلك طريق “الجهاد” ويلتحق بالمقاتلين في أفغانستان خلال التسعينيات.

أُلقي القبض عليه وسُجن في سجن باغرام سيئ الصيت في أفغانستان، لكنه تمكن من الهروب بطريقة هوليودية سنة 2005، ما جعله رمزًا دعائيًا مهمًا داخل التنظيم. ومع تصاعد شهرته، أصبح الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد أيمن الظواهري، وظهر في العديد من الفيديوهات التحريضية التي استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها في العالم الإسلامي، داعيًا إلى “مواصلة الجهاد العالمي”.

تتهمه الإدارة الأمريكية بأنه كان العقل المدبر لعدة عمليات انتحارية ضد المصالح الأمريكية، لا سيما في اليمن وأزواد (شمال مالي) وكينيا. كما ورد اسمه لاحقًا في التحقيقات حول حادثة مقتل السفير الأمريكي في بنغازي سنة 2012، حيث اعتبر البعض العملية انتقامًا مباشرًا لمقتله.

رغم الجدل الذي أثير حول خلفيته، ظل أبو يحيى وفيًا لتنظيم القاعدة حتى مقتله، ويُعد أحد أبرز الشخصيات الليبية التي برزت في الحركات الجهادية العالمية في العقود الأخيرة.

وفاة الشيخ أبو اليقظان

حدث في مثل هذا اليوم 30 مارس 1973 توفي الشيخ أبو اليقظان، أحد أعظم رواد النهضة الإسلامية الحديثة في الجزائر، وعَلَم من أعلام الصحافة والفكر الإصلاحي الإباضي، وصوتًا حرًا قاوم الاستعمار بالقلم والموقف، وساهم في إحياء الوعي الديني والثقافي والوطني في المغرب الإسلامي خلال القرن العشرين.

الاسم الكامل والنشأة:

اسمه الكامل إبراهيم بن عيسى أبو اليقظان، وُلد سنة 1898 في بلدة القرارة بـوادي ميزاب، في جنوب الجزائر. نشأ في بيئة علمية محافظة ضمن المذهب الإباضي، وتفتحت مداركه مبكرًا على روح الاجتهاد، والاهتمام بالعلم والمعرفة، والعمل الصالح.

العلماء الذين تتلمذ عليهم:

  • بدأ طلبه للعلم في مدرسة الحياة القرآنية التقليدية بوادي ميزاب.

  • تلقى تعليمه الأول على يد علماء مثل الشيخ محمد بن يوسف اطفيش (الشهير بالقطب)، الذي كان مرجعًا علميًا كبيرًا في الفقه الإباضي.

  • كما تأثر بشخصيات بارزة من علماء الميزابيين في مختلف المجالات، من الفقه واللغة إلى المنطق والتاريخ.

  • أتم دراسته في جامع الزيتونة بتونس، حيث تخرّج واحتك هناك بكبار المفكرين والطلبة الإصلاحيين المغاربيين، ما رسّخ لديه روح النهوض.

أبرز مؤلفاته:

ألف الشيخ أبو اليقظان أكثر من 60 مؤلفًا في مجالات متنوعة، منها:

  • القطرون في نسب أهل وادي ميزاب

  • أخبار أبي زيان

  • المجتمع الإسلامي كما يجب أن يكون

  • دفاع عن المرأة المسلمة

  • نقد البدع والخرافات

  • مقالات صحفية وفكرية نُشرت في أكثر من 10 جرائد ومجلات

كما كتب سيرًا ذاتية ومقالات عن رجال الإصلاح ومفاخر الإسلام، وكان مؤرخًا متعمقًا في أنساب وتاريخ المجتمعات الإباضية والمغاربية عمومًا.

الصحافة:

أسّس ما لا يقل عن 12 جريدة ومجلة في حياته، نذكر منها:

  • البستان

  • النبراس

  • الفرقان

  • البرهان

  • وادي ميزاب

كانت هذه الصحف منابر للدعوة الإصلاحية والتوعية الدينية، تصدت لسياسات الاستعمار، وانتقدت الجهل والتقليد، وساهمت في ترسيخ مبدأ الحوار ونشر الثقافة الإسلامية باللغة العربية.

رحلاته العلمية وعلاقاته:

  • زار تونس للدراسة في الزيتونة، ثم تنقل بين ليبيا والمغرب ومصر والتقى بالعديد من العلماء.

  • أجرى مراسلات فكرية مع رموز النهضة مثل:

    • الشيخ عبد الحميد بن باديس

    • الطاهر بن عاشور

    • الشيخ محمد الخضر حسين

    • الشيخ البشير الإبراهيمي

  • جمعت بينه وبين الشيخ أحمد توفيق المدني والشيخ الطيب العقبي والشيخ الحسين الورثلاني صلات فكرية وروابط حوار حول مشروع النهضة والدولة الوطنية في مواجهة الاستعمار.

إرثه ومكانته:

يُعد أبو اليقظان:

  • أيقونة للفكر الإباضي المتنور

  • منارة في الصحافة الحرة زمن الاستعمار

  • مصلحًا دينيًا واجتماعيًا دعا إلى التحديث المنضبط بثوابت الدين

  • داعية وحدة وطنية وتعايش مذهبي في زمن الانقسام

وفاته وإرثه الباقي:

توفي في مثل هذا اليوم 30 مارس 1973، لكنه ترك مدرسة فكرية متكاملة لا تزال مؤلفاته تُدرّس وتُستلهم في الجزائر وخارجها، خاصة في وادي ميزاب، ووسط الأوساط العلمية الإباضية في ليبيا وعُمان وتونس.

استشهاد القائد الأسطوري إبراهيم بن علي العطّار،

حدث في مثل هذا اليوم 22 مايو 1483 توفي القائد المسلم الأسطوري إبراهيم بن علي العطّار، أحد أواخر المدافعين عن الوجود الإسلامي في مملكة غرناطة بالأندلس، وأحد الشخصيات التاريخية التي خلدها الوجدان الشعبي الإسباني، رغم كونه من ألدّ أعداء التاج القشتالي في نظرهم.

نسبه وموقعه:

كان إبراهيم بن علي العطار أخًا لـ مريما (الاسم الأمازيغي لـ “مريم”)، زوجة آخر ملوك بني الأحمر، أبو عبد الله الصغير، الذي سلّم مفاتيح غرناطة سنة 1492 إلى الملكين الكاثوليكيين فرناندو وإيزابيلا.
وعلى عكس موقف صهره الاستسلامي، مثّل إبراهيم بن علي العطار خط الدفاع الأخير عن الكرامة الإسلامية في تلك اللحظة الحاسمة من تاريخ الأندلس.

شجاعة خلدها حتى ذاكرة الخصوم:

عرف العطّار بشجاعته الفائقة وبسالته في المعارك، وشارك في عدة مناوشات وحروب استنزاف ضد القشتاليين، مفضلًا الموت بالسيف على التسليم والركوع.
وقد وصلت مكانته في المخيال الشعبي الإسباني إلى حد تشييد تمثال رمزي له، ووضع اسمه على أماكن عامة في بعض مدن قشتالة، تقديرًا لشجاعته واحترامًا لعدو نزيه قاتل حتى النهاية.
ورغم أن التمثال لا يُجسّد صورته الحقيقية، إلا أن سيفه الشهير محفوظ حاليًا في المتحف الحربي الوطني في لامنشا، ويُنسب إليه عن طريق مصادر تاريخية إسبانية ومحلية.

رمز مقاومة وسقوط أخير:

كان موت إبراهيم بن علي العطار في 22 مايو 1483، إيذانًا بقرب النهاية الفعلية للمقاومة المنظمة، وسقوط الخطوط الدفاعية عن غرناطة، التي ستُسلَّم لاحقًا دون قتال في 1492.
ويمثل العطار أحد رموز الشرف العسكري والوفاء لعقيدته وهويته، وهو من الشخصيات التي بقيت منسية في التاريخ الإسلامي رغم الاحترام الذي لاقاه من أعدائه المباشرين.

ملاحظة مهمة:

سوف نأتي لاحقًا على ذكر أخته مريما، التي توفيت بعده بحوالي عشر سنوات، في سياق الحديث عن الجانب الإنساني من قصة غرناطة، ونضال النساء المنسيات في خضم انهيار الأندلس.

رحم الله القائد إبراهيم بن علي العطار، وخلّد ذكراه في ضمير كل حرّ لا يساوم على الكرامة.

ملكة إفريقيا في الرياضيات

حدث في مثل هذا اليوم 21 مايو 2023 تُوّجت هبة الفرشيوي، التلميذة الأمازيغية المنحدرة من منطقة إيشتوكن آيت باها، بلقب “ملكة إفريقيا في الرياضيات”، وذلك خلال مشاركتها المتميزة في الدورة الثلاثين من الأولمبياد الإفريقية للرياضيات.

الإنجاز:

حققت هبة الفرشيوي هذا التتويج ضمن أولمبياد الرياضيات الإفريقية (Pan African Mathematics Olympiad)، والتي تُعد من أرفع المنافسات القارية في المجال العلمي، بمشاركة نخب طلابية من مختلف أنحاء إفريقيا. وقد تألقت هبة ضمن الفريق المغربي الذي حصد المرتبة الأولى على مستوى الفرق.

مغربية أمازيغية ترفع الراية:

يمثّل هذا التتويج إنجازًا ليس فقط للمغرب، بل أيضًا للمجتمع الأمازيغي، حيث تنحدر هبة من منطقة سوس العالمة، المعروفة تاريخيًا بإسهاماتها في العلم، التعليم، والتفوق المعرفي. ويعد فوزها شهادة جديدة على حضور المرأة الأمازيغية في ساحات التميز العلمي على المستويين الوطني والدولي.

رسالة هذا التتويج:

فوز هبة الفرشيوي هو رسالة أمل لكل الفتيات في المجتمعات القروية والمناطق المهمّشة، أن الاجتهاد والإبداع لا تحده الجغرافيا ولا اللغة. كما يُعد مصدر فخر لأبناء إيشتوكن وآيت باها، ولكل المغاربة والأفارقة.

وفاة الشيخ وناسي المعروف بـ حفة أزول

حدث في مثل هذا اليوم 18 مايو 2022 رحل عن الشيخ وناسي المعروف بـ حفة أزول، أحد أبرز رموز الحركة الأمازيغية في منطقة الأوراس، وابن مدينة تمسراتن في ولاية ماسكولا (خنشلة) بالجزائر. كان الشيخ وناسي مناضلًا مؤمنًا بقضية الأمازيغية، وساهم في نشر الوعي الثقافي واللغوي بين الشباب، خاصة في منطقة الأوراس.

السيرة والمسيرة:

ولد الشيخ وناسي في منطقة تمسراتن، حيث نشأ في بيئة تجمع بين التقاليد الأمازيغية الأصيلة والتعايش الاجتماعي. منذ شبابه، برز كأحد المدافعين عن اللغة والثقافة الأمازيغية، وعمل على تعزيز الوعي بهذه الهوية بين الشباب، مستندًا في ذلك إلى المعرفة العميقة بالموروث الثقافي للمنطقة.

علاقته بالمناضلين الأمازيغ:

كان الشيخ وناسي صديقًا مقربًا للمناضل الأستاذ الساسي عابدي، حيث جمعتهما علاقة نضالية قائمة على الدفاع عن الأمازيغية ونشر الوعي الثقافي في منطقة الأوراس. شكلت هذه الصداقة أحد أركان الحركة الأمازيغية في المنطقة، حيث تعاونا معًا في تنظيم فعاليات تثقيفية وجلسات حوارية تهدف إلى إحياء التراث الأمازيغي والمحافظة عليه.

إرث ثقافي ومعرفي:

قبل أيام قليلة من وفاته، نشر الشيخ وناسي فيديو توعوي على الإنترنت تناول فيه أسماء النباتات التقليدية في منطقة الأوراس، مشيرًا إلى أشكالها، وأسمائها المحلية، ووظائفها الطبية في العلاج التقليدي. هذا الفيديو كان بمثابة رسالة أخيرة منه لأبناء المنطقة، يعبر فيها عن حبه للطبيعة وحرصه على نقل المعرفة التقليدية للأجيال القادمة.

رحيله وتركته:

شكل رحيل الشيخ وناسي خسارة كبيرة للحركة الأمازيغية في الأوراس، فقد كان رمزًا من رموز النضال الثقافي والتوعية الشعبية. ولا تزال كلماته ومبادراته حاضرة في ذاكرة أبناء المنطقة، الذين يستذكرونه كمعلم ومرشد لهم في دروب الحفاظ على الهوية الأمازيغية.

وفاة الشيخ خليفة بن سعيد الشيباني

حدث في مثل هذا اليوم 17 مايو 2019 وفاة الشيخ خليفة بن سعيد الشيباني، إمام جامع الفتح سابقًا، وصاحب التلاوة العطرة والأخلاق الكريمة، وأحد أعلام مدينة طمزين بجبل نفوسة في ليبيا.

الميلاد والنشأة:

ولد الشيخ خليفة الشيباني في قرية الحمران بمنطقة الرحيبات سنة 1932م، في بيت علم وفضل، حيث كان والده فقيهًا وإمامًا ومدرسًا للقرآن الكريم. بدأ حفظ القرآن على يدي والده وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والفقه، ليواصل مسيرته العلمية بعد ذلك في جزيرة جربة بتونس، حيث التحق بحلقة الشيخ يونس المثني في جامع “المثانية” بأجيم، ثم تابع مع شيخه إلى جامع بلِّيمس، حيث أكمل حفظ القرآن وبدأ التدريس فيه.

رحلة التجارة والعودة إلى الوطن:

انتقل بعد ذلك إلى مجاز الباب في تونس، حيث عمل في التجارة لعدة سنوات، قبل أن يعود إلى ليبيا سنة 1962م تقريبًا، ويستقر في طرابلس حيث افتتح حمّام سيدي عمران في المدينة القديمة، ليكون ملتقى للأصدقاء ومأوى للمسافرين القادمين من جبل نفوسة، نظرا لقربه من الأسواق ومحطات النقل.

صفات الشيخ ومكانته الاجتماعية:

عرف الشيخ خليفة الشيباني بصفات نبيلة؛ أبرزها الكرم اللامحدود، إذ كان بيته مفتوحًا للضيوف والمحتاجين، سواء كانوا من تونس أو من وادي ميزاب بالجزائر، وكان لا يرد سائلاً قط. هذا الكرم تَجلى في توافد الفقراء والمحتاجين إلى بيته، حتى اضطر في النهاية إلى تنظيم الأمر عبر طلب البطاقات الشخصية لتسجيل من قام بإعطائهم، واستمر هذا التقليد لسنوات طويلة حتى تعذر عليه الحركة بسبب كبر سنه.

الإمامة والعلم:

في سنة 1977م، اختاره الشيخ علي يحيى معمر ليكون إمامًا لمسجد الفتح بطرابلس عند افتتاحه، واستمر في الإمامة لأكثر من عشرين سنة، حيث اشتهر بصوته العذب في تلاوة القرآن الكريم وحفظه للأدعية، وكان يقوم بالدعاء في المناسبات الدينية المختلفة. كما رافق الشيخ علي يحيى معمر في رحلته إلى وادي ميزاب بالجزائر في نفس السنة.

السجن والمعاناة:

في عملية باب العزيزية 1984م، اعتُقل الشيخ مع والده وبعض إخوته وأصدقائه، حيث مكث في السجن ستة أشهر، صابرًا محتسبًا، ذاكرًا لله، ومداومًا على تلاوة القرآن، وكان يوصي السجناء بقراءة سورة يس أربعين مرة ليفرج الله عنهم كربتهم.

أواخر حياته والوفاة:

رغم معاناته من آلام في الركبة منذ الصغر، ظل الشيخ خليفة محافظًا على أداء الصلوات في المسجد حتى بعد تسليم إمامة الصلوات لابن أخته الشيخ يوسف بن خليفة الكوشلي.

أژرو ماگورا يحصد الجائزة الثانية في مهرجان نيويورك

حدث في مثل هذا اليوم 15 مايو 2019، الشاب الأمازيغي الليبي أژرو ماگورا يحصد الجائزة الثانية في مهرجان نيويورك الدولي للفيلم عن فيلمه المميز بعنوان “أفضيص”، الذي يحكي قصة مؤثرة عن حياة وهجرة الفنان الليبي علي فطيس إلى أوروبا عبر قوارب الموت في البحر المتوسط، وصولًا إلى السواحل الإيطالية.

قصة الفيلم:

تسرد تفاصيل معاناة المهاجرين عبر المتوسط، من لحظة اتخاذ القرار الصعب بمغادرة الوطن إلى مواجهة المخاطر الهائلة في البحر، مرورًا بلحظات الخوف والأمل على متن قوارب غير آمنة، وصولًا إلى الشواطئ الأوروبية حيث يبدأ فصل جديد من التحديات.

عن المخرج:

أژرو ماگورا، شاب أمازيغي ليبي، عرف بشغفه الكبير بالسينما ورغبته في تسليط الضوء على قضايا الهجرة ومعاناة الشباب الليبي في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية. برع في توثيق الواقع المرير بطريقة فنية مؤثرة، حاز بها على إعجاب لجنة التحكيم والجمهور في مهرجان نيويورك، مما جعله رمزًا للأمل والإبداع في السينما الليبية الشابة.

ردود الأفعال:

لاقى الفيلم إشادة كبيرة من النقاد والجمهور، ووُصف بأنه “صرخة صامتة ضد قسوة البحر”، كما اعتبره الكثيرون عملًا سينمائيًا فريدًا في تسليط الضوء على قضايا إنسانية بطريقة مبدعة ومؤثرة.

أثر الفيلم:

“أفضيص” لم يكن مجرد فيلم، بل كان صرخة للتذكير بمعاناة الآلاف من المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم يوميًا بحثًا عن الأمل، ورسالة قوية إلى المجتمع الدولي بضرورة التعامل بإنسانية مع هذه الأزمة.