
التصنيف: مناضلين


وفاة الشيخ وناسي المعروف بـ حفة أزول
حدث في مثل هذا اليوم 18 مايو 2022 رحل عن الشيخ وناسي المعروف بـ حفة أزول، أحد أبرز رموز الحركة الأمازيغية في منطقة الأوراس، وابن مدينة تمسراتن في ولاية ماسكولا (خنشلة) بالجزائر. كان الشيخ وناسي مناضلًا مؤمنًا بقضية الأمازيغية، وساهم في نشر الوعي الثقافي واللغوي بين الشباب، خاصة في منطقة الأوراس.
السيرة والمسيرة:
ولد الشيخ وناسي في منطقة تمسراتن، حيث نشأ في بيئة تجمع بين التقاليد الأمازيغية الأصيلة والتعايش الاجتماعي. منذ شبابه، برز كأحد المدافعين عن اللغة والثقافة الأمازيغية، وعمل على تعزيز الوعي بهذه الهوية بين الشباب، مستندًا في ذلك إلى المعرفة العميقة بالموروث الثقافي للمنطقة.
علاقته بالمناضلين الأمازيغ:
كان الشيخ وناسي صديقًا مقربًا للمناضل الأستاذ الساسي عابدي، حيث جمعتهما علاقة نضالية قائمة على الدفاع عن الأمازيغية ونشر الوعي الثقافي في منطقة الأوراس. شكلت هذه الصداقة أحد أركان الحركة الأمازيغية في المنطقة، حيث تعاونا معًا في تنظيم فعاليات تثقيفية وجلسات حوارية تهدف إلى إحياء التراث الأمازيغي والمحافظة عليه.
إرث ثقافي ومعرفي:
قبل أيام قليلة من وفاته، نشر الشيخ وناسي فيديو توعوي على الإنترنت تناول فيه أسماء النباتات التقليدية في منطقة الأوراس، مشيرًا إلى أشكالها، وأسمائها المحلية، ووظائفها الطبية في العلاج التقليدي. هذا الفيديو كان بمثابة رسالة أخيرة منه لأبناء المنطقة، يعبر فيها عن حبه للطبيعة وحرصه على نقل المعرفة التقليدية للأجيال القادمة.
رحيله وتركته:
شكل رحيل الشيخ وناسي خسارة كبيرة للحركة الأمازيغية في الأوراس، فقد كان رمزًا من رموز النضال الثقافي والتوعية الشعبية. ولا تزال كلماته ومبادراته حاضرة في ذاكرة أبناء المنطقة، الذين يستذكرونه كمعلم ومرشد لهم في دروب الحفاظ على الهوية الأمازيغية.

وفاة الباحث الأمازيغي عبد الحفيظ إدريس

وفاة بلعيد آت عمر (بلعيد آيت علي)
حدث في مثل هذا اليوم 12 مايو 1950: توفي الكاتب والشاعر الأمازيغي الكبير بلعيد آيت علي، المعروف أيضًا باسم بلعيد آت عمر أو بلعيد إزارار، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا نادرًا شكل لبنة أساسية في مسار الكتابة الأمازيغية الحديثة.
سيرته:
ولد بلعيد يوم 25 نوفمبر 1909 في بويرة بالجزائر، حيث كانت والدته تعمل معلمة. انتقل في سن الخامسة إلى قريته الأصلية آزرو كلال، حيث تابع دراسته الأولية حتى سنة 1920. ثم اصطحبه شقيقه الأكبر محمد سعيد إلى فرنسا، قبل أن يعود إلى الجزائر سنة 1925 بعد وفاة والده.
تزوج بلعيد مبكرًا، لكن زواجه الأول لم يدم طويلا. قضى شبابه متنقلًا بين قريته، العاصمة الجزائرية، وفرنسا، حيث عمل في المصانع. في سن العشرين، التحق بالخدمة العسكرية، وترقى إلى رتبة رقيب أول، لكنه فقد رتبته لاحقًا بسبب الإدمان على الكحول خلال الحرب العالمية الثانية.
خلال تلك السنوات العصيبة، عانى بلعيد من الضياع والتشرد، خصوصًا بعد انفصاله عن زوجته وفقدان حضانة ابنه رمضان. عاد إلى الجزائر فارًا من الحرب الأوروبية، وعاش مطاردًا من قبل السلطات، متنقلًا بين القرى ومتخذًا من منازل أخواته ملاذًا آمنًا.
بداية الكتابة:
بدأ بلعيد في مارس 1946 كتابة أولى مؤلفاته، بعد تعرفه على الأب الأبيض جول لويس ديغزيل، الذي زوده بأوراق فارغة جمعها بخيط وإبرة، لتكون نواة فهرس التوثيق الأمازيغي الذي أشرف عليه لاحقًا الأب داليه.
كتب بلعيد أول قصة له بعنوان “بو يد ميمين”، مستخدمًا مزيجًا من الحروف اللاتينية المستعارة وبعض الرموز الصوتية المستحدثة، ما جعله من أوائل من حاولوا وضع نظام كتابي للأمازيغية باللهجة القبايلية.
تطور أسلوبه:
-
استلهم كتابته الصوتية من محاولات بوليفة وبن سديدة، لكنه سرعان ما ابتكر نظامه الخاص.
-
أدخل تدريجيًا رموزًا صوتية دقيقة، مثل التفريق بين الزاي العادي (z) والزاي المفخم (ẓ)، وكذلك بين الدال العادي والمفخم.
-
كان من بين أوائل من استعمل الحرف ɛ للتعبير عن العين الأمازيغية.
موضوعات مؤلفاته:
كتب بلعيد في عدة مجالات:
-
القصص: مثل “تاسا”، “تصضبر”، “آت زيك”، “داين دحاكون”.
-
الحكايات الرمزية مع الحيوانات: مثل “الحاج أمشيش”، “التماحوت والذئب”، “يوم تحدثت الأشياء”.
-
نصوص إثنوغرافية: مثل “جدي”، “في حفل العرس”، “عادات الدفن”.
-
القصائد: خصص دفترًا كاملًا جمع فيه أكثر من ثلاثين قصيدة من نظمه، بالإضافة إلى قصائد متفرقة في دفاتر أخرى.
-
دراسة نسائية: خصص دفترًا للحديث عن نساء قريته مثل “ذهبيا آت قاسي”، “زينة آت عمرتش”، و”جوهرة النبيلة”.
كما كتب تحفة أدبية كاملة بعنوان “الولي بواد الرمال (Lwali bbwedrar)”، وتناول في كتاباته سيرته الشخصية مستخدمًا أسماء مستعارة لأفراد عائلته، خصوصًا والدته.
وفاته وإرثه:
توفي بلعيد آيت علي سنة 1950، عن عمر يناهز الأربعين عامًا، بعدما ترك أثرًا لا يُمحى في مسار الكتابة الأمازيغية، إذ اعتُبرت مؤلفاته لاحقًا أهم محتوى أدبي في فهرس التوثيق الأمازيغي للأب داليه، الذي تم نشره سنة 1964.
خلاصة:
بلعيد آت عمر يمثل صوتًا مبكرًا، متمردًا ومجددًا في الأدب الأمازيغي المكتوب. كان سابقًا لزمانه حين حمل قلمه ليؤرخ بالعامية القبايلية، لغة أمهاتنا وجداتنا، واقعًا وأحلامًا وثقافة.

ذكرى ميلاد الباحث والمؤلف الأمازيغي محمد أوسوس
حدث في مثل هذا اليوم 3 مارس 1969، وُلد الباحث والمؤلف الأمازيغي محمد أوسوس، الذي يُعتبر من أبرز الباحثين في مجال الميثولوجيا الأمازيغية. ساهم بشكل كبير في توثيق ودراسة التراث الشفهي الأمازيغي، مما أسهم في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الغني.
أعماله ومؤلفاته
-
دراسات في الفكر الميثي الأمازيغي: صدر هذا الكتاب عام 2007، ويُعتبر من الأعمال القيمة التي تناولت الميثولوجيا الأمازيغية، حيث جمع ما تبقى من نصوص هذا التراث الشفهي المهدد بالضياع.
-
كوكرا في الميثولوجيا الأمازيغية: في هذا الكتاب، يسلط أوسوس الضوء على الكائنات الأسطورية في الثقافة الأمازيغية، مثل النملة التي تُعتبر كائنًا خيرًا يسعى لمصلحة البشرية، حيث أسدت نصائح للإنسان حول كيفية الاستفادة مما تم خلقه.
-
شمهضيض كَر أوزكني د والدون (شمهضيض بين الزعتر والرصاص): رواية صدرت عام 2020 باللغة الأمازيغية، كُتبت خلال فترة الحجر الصحي، واستوحت شخصيتها الرئيسية “شمهضيض” من المخيال الشعبي الأمازيغي، حيث تمتزج الأسطورة بالواقع.
-
إيناكوفن: رواية أخرى تضاف إلى رصيده الأدبي، تُبرز اهتمامه بالسرد القصصي الأمازيغي.
إسهاماته في الأدب الأمازيغي
يُعد محمد أوسوس من الروائيين والباحثين الذين أثروا الأدب الأمازيغي الحديث، حيث عالجت أعماله موضوعات تتعلق بالأساطير والمعتقدات الشعبية، مما ساهم في إحياء هذا الجانب من الثقافة الأمازيغية.
تأثيره على الثقافة الأمازيغية
من خلال أبحاثه ومؤلفاته، ساهم أوسوس في تسليط الضوء على الميثولوجيا الأمازيغية، مما أسهم في تعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية ونشر الوعي بأهمية هذا التراث الغني.
يُعتبر محمد أوسوس مثالًا للباحثين الذين كرسوا جهودهم للحفاظ على التراث الثقافي الأمازيغي، من خلال توثيق ودراسة الميثولوجيا والقصص الشعبية، مما يضمن استمرارية هذا الموروث للأجيال القادمة.

توفي الإعلامي الأمازيغي طارق جمعة الرويمض
حدث في مثل هذا اليوم 1 أغسطس 2022، توفي الإعلامي والأكاديمي الأمازيغي الليبي طارق جمعة الرويمض تاركًا إرثًا ثقافيًا وإعلاميًا غنيًا. الرويمض ولد في 15 ديسمبر 1965 في كاباو، ليبيا، وتخصص في الفنون الجميلة والتصوير، حيث حصل على بكالوريوس من جامعة طرابلس عام 1992، ثم واصل دراساته العليا ليحصل على ماجستير في الوسائط المتعددة من إيطاليا، ودكتوراه من جامعة داليوير في الولايات المتحدة الأمريكية.
عمل أستاذًا في كلية الفنون الجميلة، ودرّس الإعلام في جامعة الزيتونة، جامعة طرابلس، وجامعة الزاوية. كما تعاون مع عدة وكالات وقنوات دولية، مثل الجزيرة، الحرة الأمريكية، ووكالة AP. شغل منصب رئيس قسم الوسائط المتعددة في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عام 2021، وكان مدربًا معتمدًا في الإعلام، حيث قدّم دورات تدريبية وورش عمل في التصوير والإعلام.
بعد ثورة 17 فبراير، أسس قناة إبرارن كأول قناة أمازيغية خاصة في ليبيا، وشارك في تأسيس مهرجان الحرية في جادو والمركز الليبي للثقافات المحلية. كما كان أحد مؤسسي النادي الليبي للصور الثلاثية الأبعاد عام 2018، ورئيس مجلس أمناء جائزة سبتيموس منذ 2018.
كان من أوائل المدافعين عن القضية الأمازيغية في ليبيا، وساهم في استصدار قرار تنظيم المهرجان الأمازيغي السنوي، كما دعم إنشاء مواقع ثقافية مثل تمتارت، ليبيا زين على زين، وعين ليبيا.
عُرف طارق الرويمض بكرمه وتواضعه، وبدوره البارز في تعزيز الإعلام والثقافة الأمازيغية في ليبيا. استمر في دعم الشباب ونقل الهوية الأمازيغية للأجيال القادمة. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.

ميلاد الفنان والمناضل الملتزم عمر ستول
