مقتل المناضل الشيوعي هنري فرانسوا مايو

حدث في مثل هذا اليوم 5 يونيو 1956، قُتل المناضل الشيوعي هنري فرانسوا مايو (Henri François Maillot) في اشتباك مسلح مع القوات الفرنسية بالقرب من مدينة أورليانفيل (الشلف حاليًا) في الجزائر، بعد أقل من شهرين من تنفيذه واحدة من أبرز عمليات التمرد الفردية ضد الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير الجزائرية.
ولد مايو يوم 11 يناير 1928 في العاصمة الجزائرية لعائلة من “الأقدام السوداء” (الأوروبيين المولودين في الجزائر)، وكان والده موظفًا بلديًا ونقابيًا في اتحاد الموظفين البلديين ذي التوجه الشيوعي. نشأ هنري على أفكار اليسار والتحق مبكرًا بـاتحاد الشباب الديمقراطي الجزائري، كما عمل محاسبًا في الجريدة الشيوعية “ألجي ريبوبليكان”، ومثّل الجزائر في مؤتمرات شبابية دولية في كل من براغ ووارسو.
رغم خلفيته الشيوعية، تطوع للخدمة في الجيش الفرنسي، وأقسم آنذاك أنه قطع صلته بالحزب. لكن ما شهده لاحقًا من مجازر، خصوصًا مجزرة فيليبفيل (قالمة وخراطة)، جعله يغيّر موقفه بشكل جذري.
في 4 أبريل 1956، قاد مايو قافلة عسكرية كانت ترافق شاحنة أسلحة من مليانة إلى الجزائر العاصمة. وحين وصلوا، استغل فرصة ذهاب الجنود لتناول الإفطار، واستولى على الشاحنة وطلب من السائق جاك دوميرغ قيادتها إلى غابة بالقرب من باينام. عُثر لاحقًا على السائق مربوطًا إلى شجرة، أما مايو فاختفى مع حمولة الشاحنة من الأسلحة والذخيرة، والتي ضمّت رشاشات وبنادق ومسدسات وقنابل يدوية.
بعد يومين، أعلنت حركة “مقاتلو التحرير” (الجناح المسلح للحزب الشيوعي الجزائري السري) انضمام مايو إلى صفوفها، كما أرسل هو شخصيًا بيانًا مطبوعًا إلى وحدته السابقة، وإلى الصحافة، يشرح فيه أن ما فعله استجابة لنداء حزبه الذي دعى إلى تسليح المجاهدين.
أثار الحدث ضجة كبيرة في الصحافة الفرنسية بالجزائر، واعتبرته صحيفة “لو إيكو دالجير” دليلاً إضافيًا على “التواطؤ بين الشيوعيين والإرهابيين”. وفي 22 مايو 1956، حُكم عليه بالإعدام غيابيًا.
وفي 5 يونيو 1956، رُصدت مجموعة مسلحة في منطقة لم تكن معروفة سابقًا بالنشاط الثوري قرب بُودوان، شرق أورليانفيل، وتعرضت لهجوم من القوات الفرنسية، ما أدى إلى مقتل سبعة، بينهم مايو ورفيقه موريس لابان، وهو مؤسس الحزب الشيوعي الجزائري وواحد من قدامى محاربي الحرب الأهلية الإسبانية.
تكريمًا له، دُشن نصب تذكاري لمايو في الجزائر عام 2002 من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ليُخلد اسمه كأحد الشهداء الأوروبيين الذين التحقوا بصفوف الثورة الجزائرية.

وفاة الشيخ وناسي المعروف بـ حفة أزول

حدث في مثل هذا اليوم 18 مايو 2022 رحل عن الشيخ وناسي المعروف بـ حفة أزول، أحد أبرز رموز الحركة الأمازيغية في منطقة الأوراس، وابن مدينة تمسراتن في ولاية ماسكولا (خنشلة) بالجزائر. كان الشيخ وناسي مناضلًا مؤمنًا بقضية الأمازيغية، وساهم في نشر الوعي الثقافي واللغوي بين الشباب، خاصة في منطقة الأوراس.

السيرة والمسيرة:

ولد الشيخ وناسي في منطقة تمسراتن، حيث نشأ في بيئة تجمع بين التقاليد الأمازيغية الأصيلة والتعايش الاجتماعي. منذ شبابه، برز كأحد المدافعين عن اللغة والثقافة الأمازيغية، وعمل على تعزيز الوعي بهذه الهوية بين الشباب، مستندًا في ذلك إلى المعرفة العميقة بالموروث الثقافي للمنطقة.

علاقته بالمناضلين الأمازيغ:

كان الشيخ وناسي صديقًا مقربًا للمناضل الأستاذ الساسي عابدي، حيث جمعتهما علاقة نضالية قائمة على الدفاع عن الأمازيغية ونشر الوعي الثقافي في منطقة الأوراس. شكلت هذه الصداقة أحد أركان الحركة الأمازيغية في المنطقة، حيث تعاونا معًا في تنظيم فعاليات تثقيفية وجلسات حوارية تهدف إلى إحياء التراث الأمازيغي والمحافظة عليه.

إرث ثقافي ومعرفي:

قبل أيام قليلة من وفاته، نشر الشيخ وناسي فيديو توعوي على الإنترنت تناول فيه أسماء النباتات التقليدية في منطقة الأوراس، مشيرًا إلى أشكالها، وأسمائها المحلية، ووظائفها الطبية في العلاج التقليدي. هذا الفيديو كان بمثابة رسالة أخيرة منه لأبناء المنطقة، يعبر فيها عن حبه للطبيعة وحرصه على نقل المعرفة التقليدية للأجيال القادمة.

رحيله وتركته:

شكل رحيل الشيخ وناسي خسارة كبيرة للحركة الأمازيغية في الأوراس، فقد كان رمزًا من رموز النضال الثقافي والتوعية الشعبية. ولا تزال كلماته ومبادراته حاضرة في ذاكرة أبناء المنطقة، الذين يستذكرونه كمعلم ومرشد لهم في دروب الحفاظ على الهوية الأمازيغية.

وفاة الباحث الأمازيغي عبد الحفيظ إدريس

حدث في مثل هذا اليوم 15 مايو 2019 وفاة الباحث الأمازيغي عبد الحفيظ إدريس، مؤلف القاموس الكبير الفرنسي الأمازيغي، عن عمر ناهز 73 عامًا في مدينة بجاية. أقيمت جنازته في اليوم التالي في قريته تمانسين ببلدية بوكسليفا بحضور عدد كبير من أفراد المجتمع المحلي وأصدقاء الفقيد.
مسيرته العلمية:
ولد عبد الحفيظ إدريس في قرية تمانسين وتلقى تعليمه في بجاية، حيث انطلق في مسيرته العلمية التي تميزت بالبحث في اللغة الأمازيغية وثرائها اللغوي. عُرف كمثقف وباحث مستقل بذل جهده لسنوات طويلة في توثيق اللغة الأمازيغية من خلال معجمه الضخم “القاموس الفرنسي الأمازيغي الكبير”، الذي نشره المجلس الأعلى لتيموزغا بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للفنون الجميلة (ENAG) في عام 2017.
يحتوي القاموس على أكثر من 65,000 كلمة، مما يجعله من بين أكبر المراجع اللغوية للأمازيغية في العصر الحديث. وكان هذا العمل ثمرة عقود من البحث الميداني والتوثيق الدقيق، حيث جمع عبد الحفيظ إدريس كلمات ومصطلحات من مختلف مناطق تامزغا، بالإضافة إلى استعانته بقواميس أخرى مثل قواميس تشاويت وتاريفيت وتاشلحيت وتامازيغت.
إشادة واعتراف دولي:
حسب الباحث ياسين زيدان، المتخصص في اللغة والثقافة الأمازيغية، فقد رفع هذا القاموس الضخم مكانة اللغة الأمازيغية إلى مصاف اللغات الأم على المستوى الدولي، حيث أصبحت الأمازيغية تحتل المرتبة الأربعين بين 3000 لغة محصاة عالميًا، وذلك بفضل توثيق 65,000 كلمة في أكثر من 2000 صفحة.
إسهاماته الثقافية:
لم يقتصر عمل عبد الحفيظ إدريس على إعداد المعجم، بل كان عضوًا نشطًا في العديد من الجمعيات الثقافية منها جمعية يمّا جوا وجمعية الأمل للتنمية، حيث أقيمت له تكريمات متعددة اعترافًا بإسهاماته في خدمة اللغة الأمازيغية.
وفي تصريح للأديب رشيد أولبصير الذي كتب مقدمة القاموس، أشار إلى أن إدريس رغم مرضه، أصر على إتمام هذا العمل الضخم، وقام بمراجعة مئات المراجع اللغوية والتاريخية للوصول إلى هذا المنجز. وأكد أولبصير أن عمله كان بمثابة “عمل نملة”؛ حيث دقق في كل فصل من فصول القاموس وأوضح أصل كل كلمة بمعانيها وتفاصيلها الدقيقة.
إرثه الثقافي:
يعد “القاموس الفرنسي الأمازيغي الكبير” اليوم مرجعًا لا غنى عنه للباحثين في اللغة الأمازيغية، ويعتبر من الإنجازات الكبرى في توثيق هذه اللغة العريقة، ويظل عبد الحفيظ إدريس رمزًا للعطاء الفكري والثقافي في مجال الحفاظ على التراث الأمازيغي.

وفاة بلعيد آت عمر (بلعيد آيت علي)

حدث في مثل هذا اليوم 12 مايو 1950: توفي الكاتب والشاعر الأمازيغي الكبير بلعيد آيت علي، المعروف أيضًا باسم بلعيد آت عمر أو بلعيد إزارار، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا نادرًا شكل لبنة أساسية في مسار الكتابة الأمازيغية الحديثة.

سيرته:

ولد بلعيد يوم 25 نوفمبر 1909 في بويرة بالجزائر، حيث كانت والدته تعمل معلمة. انتقل في سن الخامسة إلى قريته الأصلية آزرو كلال، حيث تابع دراسته الأولية حتى سنة 1920. ثم اصطحبه شقيقه الأكبر محمد سعيد إلى فرنسا، قبل أن يعود إلى الجزائر سنة 1925 بعد وفاة والده.

تزوج بلعيد مبكرًا، لكن زواجه الأول لم يدم طويلا. قضى شبابه متنقلًا بين قريته، العاصمة الجزائرية، وفرنسا، حيث عمل في المصانع. في سن العشرين، التحق بالخدمة العسكرية، وترقى إلى رتبة رقيب أول، لكنه فقد رتبته لاحقًا بسبب الإدمان على الكحول خلال الحرب العالمية الثانية.

خلال تلك السنوات العصيبة، عانى بلعيد من الضياع والتشرد، خصوصًا بعد انفصاله عن زوجته وفقدان حضانة ابنه رمضان. عاد إلى الجزائر فارًا من الحرب الأوروبية، وعاش مطاردًا من قبل السلطات، متنقلًا بين القرى ومتخذًا من منازل أخواته ملاذًا آمنًا.

بداية الكتابة:

بدأ بلعيد في مارس 1946 كتابة أولى مؤلفاته، بعد تعرفه على الأب الأبيض جول لويس ديغزيل، الذي زوده بأوراق فارغة جمعها بخيط وإبرة، لتكون نواة فهرس التوثيق الأمازيغي الذي أشرف عليه لاحقًا الأب داليه.

كتب بلعيد أول قصة له بعنوان “بو يد ميمين”، مستخدمًا مزيجًا من الحروف اللاتينية المستعارة وبعض الرموز الصوتية المستحدثة، ما جعله من أوائل من حاولوا وضع نظام كتابي للأمازيغية باللهجة القبايلية.

تطور أسلوبه:

  • استلهم كتابته الصوتية من محاولات بوليفة وبن سديدة، لكنه سرعان ما ابتكر نظامه الخاص.

  • أدخل تدريجيًا رموزًا صوتية دقيقة، مثل التفريق بين الزاي العادي (z) والزاي المفخم (ẓ)، وكذلك بين الدال العادي والمفخم.

  • كان من بين أوائل من استعمل الحرف ɛ للتعبير عن العين الأمازيغية.

موضوعات مؤلفاته:

كتب بلعيد في عدة مجالات:

  • القصص: مثل “تاسا”، “تصضبر”، “آت زيك”، “داين دحاكون”.

  • الحكايات الرمزية مع الحيوانات: مثل “الحاج أمشيش”، “التماحوت والذئب”، “يوم تحدثت الأشياء”.

  • نصوص إثنوغرافية: مثل “جدي”، “في حفل العرس”، “عادات الدفن”.

  • القصائد: خصص دفترًا كاملًا جمع فيه أكثر من ثلاثين قصيدة من نظمه، بالإضافة إلى قصائد متفرقة في دفاتر أخرى.

  • دراسة نسائية: خصص دفترًا للحديث عن نساء قريته مثل “ذهبيا آت قاسي”، “زينة آت عمرتش”، و”جوهرة النبيلة”.

كما كتب تحفة أدبية كاملة بعنوان “الولي بواد الرمال (Lwali bbwedrar)”، وتناول في كتاباته سيرته الشخصية مستخدمًا أسماء مستعارة لأفراد عائلته، خصوصًا والدته.

وفاته وإرثه:

توفي بلعيد آيت علي سنة 1950، عن عمر يناهز الأربعين عامًا، بعدما ترك أثرًا لا يُمحى في مسار الكتابة الأمازيغية، إذ اعتُبرت مؤلفاته لاحقًا أهم محتوى أدبي في فهرس التوثيق الأمازيغي للأب داليه، الذي تم نشره سنة 1964.

خلاصة:

بلعيد آت عمر يمثل صوتًا مبكرًا، متمردًا ومجددًا في الأدب الأمازيغي المكتوب. كان سابقًا لزمانه حين حمل قلمه ليؤرخ بالعامية القبايلية، لغة أمهاتنا وجداتنا، واقعًا وأحلامًا وثقافة.

ذكرى ميلاد الباحث والمؤلف الأمازيغي محمد أوسوس

حدث في مثل هذا اليوم 3 مارس 1969، وُلد الباحث والمؤلف الأمازيغي محمد أوسوس، الذي يُعتبر من أبرز الباحثين في مجال الميثولوجيا الأمازيغية. ساهم بشكل كبير في توثيق ودراسة التراث الشفهي الأمازيغي، مما أسهم في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الغني.

أعماله ومؤلفاته

  • دراسات في الفكر الميثي الأمازيغي: صدر هذا الكتاب عام 2007، ويُعتبر من الأعمال القيمة التي تناولت الميثولوجيا الأمازيغية، حيث جمع ما تبقى من نصوص هذا التراث الشفهي المهدد بالضياع.

  • كوكرا في الميثولوجيا الأمازيغية: في هذا الكتاب، يسلط أوسوس الضوء على الكائنات الأسطورية في الثقافة الأمازيغية، مثل النملة التي تُعتبر كائنًا خيرًا يسعى لمصلحة البشرية، حيث أسدت نصائح للإنسان حول كيفية الاستفادة مما تم خلقه.

  • شمهضيض كَر أوزكني د والدون (شمهضيض بين الزعتر والرصاص): رواية صدرت عام 2020 باللغة الأمازيغية، كُتبت خلال فترة الحجر الصحي، واستوحت شخصيتها الرئيسية “شمهضيض” من المخيال الشعبي الأمازيغي، حيث تمتزج الأسطورة بالواقع.

  • إيناكوفن: رواية أخرى تضاف إلى رصيده الأدبي، تُبرز اهتمامه بالسرد القصصي الأمازيغي.

إسهاماته في الأدب الأمازيغي

يُعد محمد أوسوس من الروائيين والباحثين الذين أثروا الأدب الأمازيغي الحديث، حيث عالجت أعماله موضوعات تتعلق بالأساطير والمعتقدات الشعبية، مما ساهم في إحياء هذا الجانب من الثقافة الأمازيغية.

تأثيره على الثقافة الأمازيغية

من خلال أبحاثه ومؤلفاته، ساهم أوسوس في تسليط الضوء على الميثولوجيا الأمازيغية، مما أسهم في تعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية ونشر الوعي بأهمية هذا التراث الغني.

يُعتبر محمد أوسوس مثالًا للباحثين الذين كرسوا جهودهم للحفاظ على التراث الثقافي الأمازيغي، من خلال توثيق ودراسة الميثولوجيا والقصص الشعبية، مما يضمن استمرارية هذا الموروث للأجيال القادمة.

توفي الإعلامي الأمازيغي طارق جمعة الرويمض

حدث في مثل هذا اليوم 1 أغسطس 2022، توفي الإعلامي والأكاديمي الأمازيغي الليبي طارق جمعة الرويمض تاركًا إرثًا ثقافيًا وإعلاميًا غنيًا. الرويمض ولد في 15 ديسمبر 1965 في كاباو، ليبيا، وتخصص في الفنون الجميلة والتصوير، حيث حصل على بكالوريوس من جامعة طرابلس عام 1992، ثم واصل دراساته العليا ليحصل على ماجستير في الوسائط المتعددة من إيطاليا، ودكتوراه من جامعة داليوير في الولايات المتحدة الأمريكية.

عمل أستاذًا في كلية الفنون الجميلة، ودرّس الإعلام في جامعة الزيتونة، جامعة طرابلس، وجامعة الزاوية. كما تعاون مع عدة وكالات وقنوات دولية، مثل الجزيرة، الحرة الأمريكية، ووكالة AP. شغل منصب رئيس قسم الوسائط المتعددة في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عام 2021، وكان مدربًا معتمدًا في الإعلام، حيث قدّم دورات تدريبية وورش عمل في التصوير والإعلام.

بعد ثورة 17 فبراير، أسس قناة إبرارن كأول قناة أمازيغية خاصة في ليبيا، وشارك في تأسيس مهرجان الحرية في جادو والمركز الليبي للثقافات المحلية. كما كان أحد مؤسسي النادي الليبي للصور الثلاثية الأبعاد عام 2018، ورئيس مجلس أمناء جائزة سبتيموس منذ 2018.

كان من أوائل المدافعين عن القضية الأمازيغية في ليبيا، وساهم في استصدار قرار تنظيم المهرجان الأمازيغي السنوي، كما دعم إنشاء مواقع ثقافية مثل تمتارت، ليبيا زين على زين، وعين ليبيا.

عُرف طارق الرويمض بكرمه وتواضعه، وبدوره البارز في تعزيز الإعلام والثقافة الأمازيغية في ليبيا. استمر في دعم الشباب ونقل الهوية الأمازيغية للأجيال القادمة. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.

وفاة المناضل والمجاهد الأمازيغي شعبان القبايلي

حدث في مثل هذا اليوم 5 يناير 2018 وفاة المناضل والمجاهد الأمازيغي شعبان القبايلي في الدفاع عن زوارة أمن بحق الامازيغي في الدفاع عن أرضهم وترك أهله في منطقة الجزائر ووالتحق بالمجاهدين الامازيغ المرابطين علي الحدود الادارية لمدينة زوارة.

ميلاد الفنان والمناضل الملتزم عمر ستول

حدث في مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 19661 ميلاد الفنان والمناضل الملتزم عمر ستول أصيل مدينة جادوا من أوئل من أدخل الكلمات النضالية في الأغنية الأمازيغية الحديثة
المناضل عمر ستول خاض نضالا من نوع خاص أيضا حيث توفي والده في سن مبكرة مما اضطره للعمل مبكرا واعانة أسرته الكبيرة.
عمر بدون شك من المناضل السابقين والصادقين الباقين على عهدهم حتى يومنا هذا لن تتحدث الى أي من المناضلين الأوائل الا وكان اسم عمر ضمن أحاديثهم تعرض للاعتقال عدة مرات في اوج طغيان النظام العروبي القذافي. أغلبنا يعرف كلمات أشعاره وألحانه ولكن القليل من يعرف أنه صاحبها منها
يدرز ؤدجاك ينغل أنزار
أ زعما أد دولان ؤسان ؤكورن
وغيرها الكثير
عمر ستول خلوق هاديء الطبع محبوب من قبل كل من رافقه واحتى عرفه على عرض. هنيئا لنا بمناضل صادق عالي الخلق من طينة عمر ستول
سوف نتعرض له مرة أخرى بمناسبة صدور أول أغانيه

رحيل الكاتب الأمازيغي الجزائري كاتب ياسين

في مثل هذا اليوم، 28 أكتوبر 1989، رحل عنّا الكاتب الجزائري الأمازيغي اللامع كاتب ياسين الذي ولد سنة 1929، المعروف بنتاجه الأدبي العميق ونضاله من أجل الحقوق الثقافية الأمازيغية والإنسانية. وُلد ياسين، واسمه الحقيقي محمد خلوطي، بقرية زيغود يوسف بقسنطينة، واشتهر بروايته الخالدة “نجمة”، التي أصبحت علامة فارقة في الأدب الفرنكفوني. تناولت أعماله قضايا إنسانية وسياسية واجتماعية بجرأة، وكتب الروايات والمسرحيات والقصائد الصحفية، واعتبر اللغة الفرنسية “غنيمة حرب” يُسخّرها للتعبير عن الثورة والهوية الأمازيغية.

من أبرز أعماله المسرحية “الرجل ذو النعل المطاطي”، التي كتبها خلال إقامته في فيتنام، حيث تناول كفاح الشعب الفيتنامي ضد العدوان الأمريكي، إضافة إلى مسرحية “الجثة المطوقة” و*”الأجداد يزدادون ضراوة”*، التي قدمت نظرة نقدية متميزة للنضال والهوية. عرف عنه اهتمامه بترجمة إبداعاته إلى العربية والأمازيغية، وأعيدت نشر أعماله تكريمًا له.

كاتب ياسين كان رائدًا في الأدب الجزائري المعاصر، وقد خلّف إرثًا أدبيًا وفنيًا لا يُنسى.

وفاة المحامي والسياسي أحمد الدغرني

حدث في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر 2020 ودّعت الأمازيغية أحد أبرز رموزها النضالية والفكرية، المحامي والسياسي أحمد الدغرني، الذي كرّس حياته للدفاع عن حقوق الإنسان، ولا سيما الحقوق الثقافية واللغوية والسياسية للأمازيغ. كان الدغرني رمزًا للنضال المستمر من أجل تعزيز مكانة الأمازيغية في المغرب، وسعى بلا كلل إلى ترسيخ الهوية الأمازيغية في مجتمع متعدد ومتنوع.
نبذة عن حياته ومسيرته النضالية:
وُلد أحمد الدغرني في الخامس من مايو عام 1947 في قرية تادارت، بقبيلة آيت علي في منطقة آيت با عمران. من أصول بسيطة، لكنه امتلك رؤية عظيمة ورغبة قوية في تحقيق العدالة والمساواة. درس القانون وأصبح محاميًا بارعًا، إلا أن حياته المهنية لم تتوقف عند الدفاع في ساحات القضاء فحسب، بل انطلقت إلى ميادين النضال السياسي والاجتماعي.
عُرف الدغرني بكونه من المؤسسين الرئيسيين للكونغرس العالمي الأمازيغي، وهي منظمة دولية تعنى بالدفاع عن حقوق الأمازيغ في شمال إفريقيا والعالم. كما شغل منصب منسق المجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الأمازيغية، وهو إطار جمعوي ضم العديد من النشطاء من مختلف مناطق المغرب، ليكون منصة موحدة للمطالبة بالاعتراف باللغة والثقافة الأمازيغية.
في عام 2005، أسس أحمد الدغرني الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي، في خطوة جريئة تسعى إلى إيجاد تمثيل سياسي مباشر للأمازيغ داخل الساحة السياسية المغربية. رغم التحديات العديدة التي واجهها هذا الحزب، ورغم الضغوط القانونية والسياسية التي مورست عليه، بقي تأسيسه علامة فارقة في مسار الحركة الأمازيغية السياسية.
وفاته ومعاناته مع المرض:
في السنوات الأخيرة من حياته، عانى أحمد الدغرني من مرض الباركنسون، وهو مرض عضال أثر على صحته وحركته، لكن إرادته لم تخفت يومًا. وظل محافظًا على تفاؤله وإيمانه بقضيته حتى آخر أيامه. توفي يوم الاثنين 19 أكتوبر 2020 في مدينة تيزنيت، بعد صراع طويل مع المرض، لكنه ترك إرثًا نضاليًا عظيمًا سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال.
من مؤلفاته:
كان الدغرني كاتبًا غزير الإنتاج، وترك وراءه مجموعة من الكتب التي تعكس تفكيره العميق ورؤيته الثاقبة حول القضايا السياسية والاجتماعية في المغرب، بالإضافة إلى دوره الكبير في التوعية بالحقوق الأمازيغية. من أبرز مؤلفاته:
حياة ابن تومرت وعبد المومن بن علي الكومي: دراسة تاريخية عن الشخصيتين البارزتين في تاريخ المغرب.
الحكومة الديمقراطية أو حكومة التناوب: تحليل نقدي للنظام السياسي المغربي ومقترحاته حول التحول نحو الديمقراطية.
الانتخابات والأحزاب السياسية المغربية: دراسة معمقة حول النظام الانتخابي والأحزاب السياسية في المغرب.
الكتل الاجتماعية بالمغرب: دراسة سوسيولوجية عن الفئات الاجتماعية المختلفة ودورها في المشهد السياسي.
دموع الغولة (مجموعة قصصية): كتاب أدبي يتضمن قصصًا رمزية تجسد نضالات الشعوب المهمشة.
مدينة النهاية (رواية): رواية تعكس تحليلاته الاجتماعية والسياسية.
الحركة الأمازيغية في المغرب: دراسة شاملة عن تاريخ الحركة الأمازيغية ونضالاتها.
المؤتمر الدولي الأمازيغي في المغرب: تحليل لمخرجات المؤتمر وتحديات الأمازيغية.
ترجمة أمازيغية لروميو وجولييت: إبداع أدبي يعكس اهتمامه بتطوير الأدب الأمازيغي من خلال ترجمة كلاسيكيات الأدب العالمي.
إرث الدغرني وتأثيره المستمر:
يبقى أحمد الدغرني واحدًا من أعظم الشخصيات الأمازيغية التي أثرت بشكل كبير في مسار الحركة الأمازيغية في المغرب وشمال إفريقيا. ورغم رحيله الجسدي، فإن فكره وإرثه سيظل مصدر إلهام للنشطاء والمثقفين الأمازيغ، الذين يواصلون مسيرة الدفاع عن حقوقهم في إطار مجتمع يحترم التنوع ويعزز التعددية الثقافية واللغوية.
لقد كان الدغرني رمزًا للصلابة والإصرار على تحقيق العدالة. وما تزال أفكاره وأعماله تلهم الأجيال الجديدة لمواصلة النضال من أجل مستقبل أفضل للأمازيغية وللهوية المتعددة للمغرب.
رحم الله أحمد الدغرني، ولتبقَ رسالته خالدة في قلوب كل مناضلي الحرية والعدالة الثقافية.