قوقل تُدرج اللغة الأمازيغية ضمن اللغات المتاحة للترجمة الفورية

حدث في مثل هذا اليوم 27 يونيو 2024: قوقل تُدرج اللغة الأمازيغية ضمن اللغات المتاحة للترجمة الفورية

في 27 يونيو 2024، أعلنت شركة Google رسميًا عن إضافة اللغة الأمازيغية (Tamazight) إلى خدمة الترجمة الفورية (Google Translate)، وهي خطوة تاريخية طال انتظارها بالنسبة لمتحدثي الأمازيغية في تامازغا والعالم، حيث اعتُبرت لحظة انتصار رمزي وثقافي للغة الأصلية لشمال إفريقيا.

الخلفية:

الحدث لم يكن صدفة أو كرمًا تقنيًا من Google، بل جاء ثمرة جهود نضالية متواصلة بدأها “نادي الترجمة الأمازيغية” الذي تشكل بتاريخ 9 فبراير 2017، بقيادة المناضل المتقاعد محند ولد الشيخ، أحد أبرز النشطاء الأمازيغ في كندا. سعى هذا النادي إلى تنسيق الجهود بين النشطاء من الجزائر، المغرب، ليبيا، أوروبا، وأمريكا الشمالية، بهدف إدراج تامازيغت في المنصات العالمية.

ومن أبرز المشاركين في هذا الحراك:

  • محند ولد الشيخ: المؤسس والمشرف العام.

  • شابان من منطقة القبائل (فضل عدم نشر اسميهما).

  • مادغيس مادي: ساهم بما سمحت به الظروف، من ليبيا.

  • متطوعون آخرون من المهندسين والمترجمين الأمازيغ من بلدان مختلفة.

التقنية واللغة:

رغم وجود محاولة سابقة لمجموعة من الناشطين من منطقة القبائل لإطلاق مشروع مماثل على متصفح Firefox، إلا أن تلك المبادرة لم تستخدم الذكاء الاصطناعي (AI)، وكانت محدودة الانتشار.

أما في مشروع Google، فقد تميز باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير ترجمة فورية قابلة للتطور والتحسن الذاتي، وهو ما سيُتيح:

  • ترجمة النصوص والمواقع الفورية إلى ومن الأمازيغية.

  • دعم تدريجي لـاللهجات المحلية (تاقبايليت، تاشلحيت، تاماشيق، نفوسية…).

  • توفير أدوات لمتعلمي اللغة، وفتح آفاق رقمية جديدة.

الأثر الرمزي والثقافي:

هذا الإنجاز يعد خطوة كبيرة نحو الاعتراف الرقمي باللغة الأمازيغية، ويدعم جهود النشطاء للحفاظ على اللغة وتطوير استعمالها في الفضاء الرقمي.

وقد عبّر كثير من النشطاء عن فرحتهم قائلين:

“ما لم تحققه الحكومات، تحقق بإرادة أبناء تامازغا حول العالم.”

وسيتم قريبًا، كما أُعلن، إطلاق مبادرات مواكبة تشمل:

  • أدلة تعليمية لاستخدام الترجمة الأمازيغية.

  • مشاريع لتحسين جودة الترجمة بإشراك الجمهور.

  • فعاليات تكريمية للنشطاء الأوائل.

إضافة تامازيغت إلى Google Translate ليست نهاية الطريق، بل بدايته في العصر الرقمي.

سوف نتابع في مناسبات قادمة عرض تفاصيل أكثر عن مشروع “نادي الترجمة الأمازيغية”، ومراحل تطوير أدوات رقمية أمازيغية أخرى بإشراف النشطاء عبر العالم.

مقتل المناضل الشيوعي هنري فرانسوا مايو

حدث في مثل هذا اليوم 5 يونيو 1956، قُتل المناضل الشيوعي هنري فرانسوا مايو (Henri François Maillot) في اشتباك مسلح مع القوات الفرنسية بالقرب من مدينة أورليانفيل (الشلف حاليًا) في الجزائر، بعد أقل من شهرين من تنفيذه واحدة من أبرز عمليات التمرد الفردية ضد الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير الجزائرية.
ولد مايو يوم 11 يناير 1928 في العاصمة الجزائرية لعائلة من “الأقدام السوداء” (الأوروبيين المولودين في الجزائر)، وكان والده موظفًا بلديًا ونقابيًا في اتحاد الموظفين البلديين ذي التوجه الشيوعي. نشأ هنري على أفكار اليسار والتحق مبكرًا بـاتحاد الشباب الديمقراطي الجزائري، كما عمل محاسبًا في الجريدة الشيوعية “ألجي ريبوبليكان”، ومثّل الجزائر في مؤتمرات شبابية دولية في كل من براغ ووارسو.
رغم خلفيته الشيوعية، تطوع للخدمة في الجيش الفرنسي، وأقسم آنذاك أنه قطع صلته بالحزب. لكن ما شهده لاحقًا من مجازر، خصوصًا مجزرة فيليبفيل (قالمة وخراطة)، جعله يغيّر موقفه بشكل جذري.
في 4 أبريل 1956، قاد مايو قافلة عسكرية كانت ترافق شاحنة أسلحة من مليانة إلى الجزائر العاصمة. وحين وصلوا، استغل فرصة ذهاب الجنود لتناول الإفطار، واستولى على الشاحنة وطلب من السائق جاك دوميرغ قيادتها إلى غابة بالقرب من باينام. عُثر لاحقًا على السائق مربوطًا إلى شجرة، أما مايو فاختفى مع حمولة الشاحنة من الأسلحة والذخيرة، والتي ضمّت رشاشات وبنادق ومسدسات وقنابل يدوية.
بعد يومين، أعلنت حركة “مقاتلو التحرير” (الجناح المسلح للحزب الشيوعي الجزائري السري) انضمام مايو إلى صفوفها، كما أرسل هو شخصيًا بيانًا مطبوعًا إلى وحدته السابقة، وإلى الصحافة، يشرح فيه أن ما فعله استجابة لنداء حزبه الذي دعى إلى تسليح المجاهدين.
أثار الحدث ضجة كبيرة في الصحافة الفرنسية بالجزائر، واعتبرته صحيفة “لو إيكو دالجير” دليلاً إضافيًا على “التواطؤ بين الشيوعيين والإرهابيين”. وفي 22 مايو 1956، حُكم عليه بالإعدام غيابيًا.
وفي 5 يونيو 1956، رُصدت مجموعة مسلحة في منطقة لم تكن معروفة سابقًا بالنشاط الثوري قرب بُودوان، شرق أورليانفيل، وتعرضت لهجوم من القوات الفرنسية، ما أدى إلى مقتل سبعة، بينهم مايو ورفيقه موريس لابان، وهو مؤسس الحزب الشيوعي الجزائري وواحد من قدامى محاربي الحرب الأهلية الإسبانية.
تكريمًا له، دُشن نصب تذكاري لمايو في الجزائر عام 2002 من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ليُخلد اسمه كأحد الشهداء الأوروبيين الذين التحقوا بصفوف الثورة الجزائرية.

وقوع معركة “إدهار ن أبران” الخالدة

حدث في مثل هذا اليوم 1 يونيو 1921، وقعت معركة “إدهار ن أبران” الخالدة، وهي إحدى أشرس المعارك التي شهدتها منطقة الريف الأمازيغي، وتحديدًا في قمة جبلية بقبيلة تمسمان، الواقعة في عمق سلسلة جبال الريف المطلّة على الساحل المتوسطي شمال المغرب.

قاد المعركة المجاهد مولاي محند عبدالكريم الخطابي، في مواجهة اثنتين من أعظم القوى الاستعمارية آنذاك: فرنسا وإسبانيا، في لحظة مصيرية من تاريخ المقاومة الريفية. وقد تزامنت المعركة مع 21 رمضان 1339 هجرية، ما منحها أيضًا بُعدًا روحانيًا وجهاديًا خاصًا في الذاكرة الشعبية.

المعركة لم تدم إلا سويعات معدودة، لكنها كانت كافية لتُلقّن القوات الاستعمارية هزيمة قاسية بقيادة الجنرال الإسباني سيلفستر، الذي كان يُسميه الخطابي في مذكراته “سيلبستر”، واعتبرها من أهم المعارك التي رسّخت عزيمة المجاهدين وأربكت خطط الاحتلال.

لكن وللأسف، وجب التنويه إلى أن الجيش الإسباني لم يكن يتكوّن من الإسبان فقط، بل ضمّ عددًا من المرتزقة الريفيين الذين حاربوا إلى جانب العدو ضد إخوتهم، وهو جانب مظلم ومؤلم من تلك الحقبة، يُعيد للأذهان تعقيدات الاستعمار واستراتيجياته في تفتيت الصفوف وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.

ورغم ذلك، كان للعلماء والمجاهدين الأحرار دور في لمّ الشمل، وعلى رأسهم الفقيه بولحية الوكيلي التوزاني، الذي شارك في المعركة وقاد جانبًا روحيًا وتعبويًا هامًا، قبل أن يُصبح لاحقًا المفتي العام لجمهورية الريف، وسنأتي على ذكره تفصيلًا في ذكرى وفاته.

معركة إدهار ن أبران ليست مجرد انتصار عسكري، بل رمز من رموز الكرامة والبطولة الريفية، ودليل على قدرة شعب الأمازيغ الريفيين على مقارعة أعتى الجيوش، في قمم الجبال، بروح إيمانية عالية، وعدالة قضية لا تموت.

إعادة تأسست المدرسة البارونية

حدث في مثل هذا اليوم 25 مايو 1904 إعادة تأسست المدرسة البارونية في قرية “آت بخبو”، إحدى القرى القديمة التي تُشكّل نواة مدينة يفرن في جبل نفوسة، على يد العلامة والمجاهد الشيخ سليمان الباروني، وذلك عقب عودته من رحلاته العلمية إلى الجزائر وتونس ومصر.

جاء تأسيس هذه المدرسة بدعم وتشجيع مباشر من والده الشيخ عبدالله الباروني، أحد أبرز علماء جبل نفوسة في زمانه، كما حضر حفل الافتتاح عدد من أعيان المنطقة، وعلى رأسهم عزت باشا، متصرف لواء الجبل آنذاك، ما يدل على المكانة العلمية والاجتماعية الرفيعة التي حظيت بها هذه المبادرة التعليمية في زمن مبكر من القرن العشرين.

المدرسة البارونية لم تكن مجرد مبنى تعليمي، بل كانت منارة علمية كبرى لنشر مختلف العلوم الإسلامية، من فقه وتفسير وحديث ونحو، إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم وتدريس اللغة العربية. وقد شُيّد بها ملحق يضم مكتبة وزاوية للتعبد، مما جعلها تؤدي دورًا شاملاً في التعليم والتربية الروحية والفكرية.

لكن يجدر التنويه إلى أن الباروني لم يبنِ هذه المدرسة من الصفر، بل أعاد إحياءها على أنقاض مدرسة أقدم، أسّسها الشيخ الحاج سالم بولهول سنة 1798، ما يُشير إلى استمرارية علمية في المكان ذاته، ودور عميق للمنطقة في الحفاظ على شعلة العلم والمعرفة.

مرت المدرسة بمراحل تطور عديدة، وخرجت أجيالاً من طلبة العلم، غير أن هذا الإرث العلمي والروحي لم يسلم من الإهمال والتخريب في عهد النظام القذافي، حيث تعرّضت الزاوية والمكتبة المصاحبة لها للتلف والتدمير المتعمّد، في محاولة ممنهجة لضرب المراكز العلمية ذات الطابع المستقل في الجبل.

ورغم هذا التدمير، تظل المدرسة البارونية رمزًا راسخًا للنهضة الفكرية والدينية في جبل نفوسة، وشاهداً على مشروع التحديث الذي حمله الشيخ سليمان الباروني في مطلع القرن العشرين، والذي جمع بين العلم، والجهاد، والهوية الثقافية الأصيلة.

أنهى السي حاج محندترجمة معاني القرآن إلى الأمازيغية

حدث في مثل هذا اليوم 25 مايو 2005، أنهى السي حاج محند محند طيب ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية (تاقبايليت)، في عمل يُعدّ من أولى المحاولات الكاملة لتقديم كتاب الله بلغة أمازيغية مفهومة لجمهور واسع من الناطقين بها في الجزائر ومنطقة الشمال الإفريقي عمومًا. ورغم أن الترجمة اكتملت سنة 2005، إلا أن طباعتها لم تتم إلا في فبراير 2012 من قبل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، ما سمح بانتشار هذه النسخة في العالم الإسلامي، وبشكل مجاني على شكل نسخة إلكترونية ومطبوعة.

قام بمراجعة الترجمة كل من رضا بو شامة ومحمد طاهر تيقمونين، في خطوة لإضفاء شيء من التدقيق على النص، خصوصًا فيما يتعلق بالمصطلحات الدينية والعبارات المعقدة.

لكن رغم أهمية هذا الإنجاز التاريخي، لم تخلُ الترجمة من المآخذ، فقد وُجّهت لها عدة انتقادات من قبل المختصين في اللغة الأمازيغية، خاصة ما يتعلق بـ:

  • ضيق معجمها اللغوي واعتماد المترجم على معارفه الشخصية المحدودة في تاقبايليت، دون الرجوع إلى الثروة المعجمية الواسعة الموجودة في مختلف فروع اللغة الأمازيغية.

  • غياب المقاربة اللغوية الدقيقة في نقل المفاهيم الدينية الكبرى، مقارنة بأعمال جزئية أخرى كـترجمة جزء “عمّ” و”تبارك” من قِبل الأستاذ كمال أيت زراد، الذي راعى الدقة المصطلحية.

  • أو حتى مقارنة بترجمة حسين الباعمرني، المناضل الأمازيغي المعروف، الذي كان أكثر احترازًا لغويًا ودلاليًا في اختياره للتراكيب والمعاني.

ومع ذلك، فإن هذه الترجمة تُعدّ خطوة شجاعة ومفصلية، لأنها كسرت الطابو الطويل الأمد المرتبط بترجمة النصوص الدينية إلى الأمازيغية، وهي خطوة لها ما بعدها في سياق إعادة الاعتبار للغة الأمازيغية كلغة روحانية وثقافية، لا تُحصر في الفلكلور بل تمتد إلى أعلى مراتب التعبير.

لقد فتحت هذه النسخة المجال لنقاش واسع حول معايير الترجمة الدينية، والتخصص اللغوي، وضرورة إشراك اللسانيين والمترجمين المختصين، وهو نقاش لا يزال يتطور مع تجارب أخرى لاحقة تسعى لتقديم نصوص مقدسة في قالب أمازيغي دقيق، جامع، ومعاصر.

ملكة إفريقيا في الرياضيات

حدث في مثل هذا اليوم 21 مايو 2023 تُوّجت هبة الفرشيوي، التلميذة الأمازيغية المنحدرة من منطقة إيشتوكن آيت باها، بلقب “ملكة إفريقيا في الرياضيات”، وذلك خلال مشاركتها المتميزة في الدورة الثلاثين من الأولمبياد الإفريقية للرياضيات.

الإنجاز:

حققت هبة الفرشيوي هذا التتويج ضمن أولمبياد الرياضيات الإفريقية (Pan African Mathematics Olympiad)، والتي تُعد من أرفع المنافسات القارية في المجال العلمي، بمشاركة نخب طلابية من مختلف أنحاء إفريقيا. وقد تألقت هبة ضمن الفريق المغربي الذي حصد المرتبة الأولى على مستوى الفرق.

مغربية أمازيغية ترفع الراية:

يمثّل هذا التتويج إنجازًا ليس فقط للمغرب، بل أيضًا للمجتمع الأمازيغي، حيث تنحدر هبة من منطقة سوس العالمة، المعروفة تاريخيًا بإسهاماتها في العلم، التعليم، والتفوق المعرفي. ويعد فوزها شهادة جديدة على حضور المرأة الأمازيغية في ساحات التميز العلمي على المستويين الوطني والدولي.

رسالة هذا التتويج:

فوز هبة الفرشيوي هو رسالة أمل لكل الفتيات في المجتمعات القروية والمناطق المهمّشة، أن الاجتهاد والإبداع لا تحده الجغرافيا ولا اللغة. كما يُعد مصدر فخر لأبناء إيشتوكن وآيت باها، ولكل المغاربة والأفارقة.

اليوم العالمي للتنوع الثقافي

يحدث في مثل هذا اليوم 21 مايو اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، وهي مناسبة تحتفي بها شعوب العالم كل عام للتأكيد على أهمية التعددية الثقافية في بناء مجتمعات مزدهرة، آمنة، ومتعايشة.

في عالم يتجه نحو التعددية…

يؤمن العالم اليوم بأن التنوع الثقافي ليس تهديدًا، بل ثروة. فهو مصدر للإبداع، ووسيلة لتعزيز الاحترام المتبادل، وشكل من أشكال الغنى الإنساني الذي ينعكس على التنمية والابتكار. تتبنى الدول المتقدمة هذا المفهوم وتعمل على صيانة حقوق المجموعات الثقافية واللغوية، بل وتُشجّع على حفظ التراث وتنوع الهويات داخل أطر القانون والمواطنة.

وفي المقابل…

تسير العديد من الدول المتخلفة في الاتجاه المعاكس، متمسكة بمفهوم الأحادية الثقافية، وهو ما يؤدي إلى:

  • الإقصاء والاستبعاد من الحياة العامة

  • التهميش السياسي والاجتماعي واللغوي

  • الصراعات والحروب التي يمكن تفاديها بمبدأ بسيط: نعم للتنوع، لا للإقصاء

رسالة هذا اليوم:

التنوع الثقافي لا يعني التفرقة، بل هو قوة ناعمة تسهم في بناء مجتمعات متوازنة.
التعصب الديني، أو التمييز العرقي، أو فرض هوية لغوية واحدة على الجميع، ليست سوى أدوات هدم تزرع الكراهية وتُشعل النزاعات.

فلنردد اليوم وأكثر من أي وقت مضى:

  • نعم للتنوع الثقافي

  • لا للإقصاء والتهميش

  • لا للتعصب على أساس العرق أو الدين أو اللغة

ولنتذكر أن المجتمع الذي لا يحتضن تنوعه، هو مجتمع يفقد روحه.

أژرو ماگورا يحصد الجائزة الثانية في مهرجان نيويورك

حدث في مثل هذا اليوم 15 مايو 2019، الشاب الأمازيغي الليبي أژرو ماگورا يحصد الجائزة الثانية في مهرجان نيويورك الدولي للفيلم عن فيلمه المميز بعنوان “أفضيص”، الذي يحكي قصة مؤثرة عن حياة وهجرة الفنان الليبي علي فطيس إلى أوروبا عبر قوارب الموت في البحر المتوسط، وصولًا إلى السواحل الإيطالية.

قصة الفيلم:

تسرد تفاصيل معاناة المهاجرين عبر المتوسط، من لحظة اتخاذ القرار الصعب بمغادرة الوطن إلى مواجهة المخاطر الهائلة في البحر، مرورًا بلحظات الخوف والأمل على متن قوارب غير آمنة، وصولًا إلى الشواطئ الأوروبية حيث يبدأ فصل جديد من التحديات.

عن المخرج:

أژرو ماگورا، شاب أمازيغي ليبي، عرف بشغفه الكبير بالسينما ورغبته في تسليط الضوء على قضايا الهجرة ومعاناة الشباب الليبي في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية. برع في توثيق الواقع المرير بطريقة فنية مؤثرة، حاز بها على إعجاب لجنة التحكيم والجمهور في مهرجان نيويورك، مما جعله رمزًا للأمل والإبداع في السينما الليبية الشابة.

ردود الأفعال:

لاقى الفيلم إشادة كبيرة من النقاد والجمهور، ووُصف بأنه “صرخة صامتة ضد قسوة البحر”، كما اعتبره الكثيرون عملًا سينمائيًا فريدًا في تسليط الضوء على قضايا إنسانية بطريقة مبدعة ومؤثرة.

أثر الفيلم:

“أفضيص” لم يكن مجرد فيلم، بل كان صرخة للتذكير بمعاناة الآلاف من المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم يوميًا بحثًا عن الأمل، ورسالة قوية إلى المجتمع الدولي بضرورة التعامل بإنسانية مع هذه الأزمة.

اليوم العالمي للأم الأمازيغية

يحدث في مثل هذا اليوم من كل عام 14 مايو
اليوم العالمي للأم الأمازيغية، وهو احتفال سنوي أقره الكونغرس العالمي الأمازيغي تكريمًا للأم الأمازيغية ودورها المحوري في الحفاظ على اللغة والثقافة والتراث الأمازيغي عبر الأجيال.

تحتفل المجتمعات الأمازيغية بهذا اليوم تقديرًا لتضحيات الأمهات في تربية الأجيال، وتعليمهم اللغة الأمازيغية والحفاظ عليها، بالإضافة إلى دورهن في نقل العادات والتقاليد الأصيلة التي حافظت على الهوية الأمازيغية في مواجهة محاولات الطمس والتهميش.

رمزية الاحتفال:

  • يعتبر هذا اليوم مناسبة لتسليط الضوء على دور الأم الأمازيغية في المجتمع باعتبارها المدرسة الأولى التي يتعلم منها الأبناء قيمهم وهويتهم.

  • يتم تنظيم احتفالات ومهرجانات في مختلف مناطق تامازغا (شمال إفريقيا) بالإضافة إلى الجاليات الأمازيغية في المهجر.

  • تتخلل الاحتفالات أنشطة ثقافية وفنية، بما في ذلك الأغاني التقليدية، والرقصات الشعبية، والأهازيج الأمازيغية التي تُمجّد الأم ودورها.

تسميات محلية:

  • في اللغة الأمازيغية يسمى هذا اليوم أس أماضلان ن يادج تامازيغت

  • ⴰⵙⵙ ⴰⵎⴰⴹⵍⴰⵏ ⵏ ⵢⴰⴷⵊ ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ

الاحتفال بالهوية:

يعتبر هذا اليوم أكثر من مجرد مناسبة، فهو رسالة تأكيد على التمسك بالهوية الأمازيغية، وتذكير بدور الأمهات في الحفاظ على اللغة والتراث في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها المجتمعات الأمازيغية عبر التاريخ.

استعادة الدولة العثمانية السيطرة المباشرة على طرابلس

حدث في مثل هذا اليوم 26 مايو 1835: أعادت الدولة العثمانية فرض سيطرتها المباشرة على إقليم طرابلس، منهية بذلك حكم الأسرة القره مانلية الذي دام لأكثر من قرن، منذ تأسيسه سنة 1711 على يد أحمد القره مانلي.

خلفيات التحول:

طوال فترة حكم القره مانليين، كانت طرابلس تتمتع بحكم شبه مستقل، إذ كان الباشاوات يديرون الإقليم مع ولاء اسمي للسلطان العثماني في إسطنبول. غير أن مع مرور الوقت:

  • تفاقمت الاضطرابات الداخلية والصراعات الدموية على السلطة داخل الأسرة الحاكمة.

  • تدهورت الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الإقليم.

  • برزت تهديدات خارجية، خصوصًا من القوى الأوروبية الطامعة.

أمام هذه الفوضى، اتخذ السلطان العثماني محمود الثاني قرارًا حاسمًا بإرسال حملة عسكرية بقيادة نجيب باشا، لاستعادة النظام وإعادة طرابلس إلى الحكم المباشر.

بعد الاستعادة:

  • عُيّن نجيب باشا والياً مباشراً من قبل السلطان، معززًا بجيش نظامي جديد.

  • أعيد تنظيم الإدارة، بإصلاحات طالت النظام الإداري والعسكري في الإقليم.

  • رغم ذلك، واجهت السلطات العثمانية تمردات محلية متكررة، أبرزها ثورة غومة المحمودي في الجبل الغربي، والتي استمرت مقاومته حتى سنة 1858.

مصير الحكم العثماني لاحقًا:

استمر الحكم العثماني المباشر على طرابلس والبلاد الليبية حتى سنة 1911، حين شنّت إيطاليا غزوها واحتلت البلاد، لتبدأ حقبة جديدة من الاستعمار الإيطالي الذي غير ملامح ليبيا لعقود طويلة.

خلاصة:

شكل يوم 26 مايو 1835 علامة فارقة في تاريخ ليبيا الحديث، حيث انتهى العهد القره مانلي بكل ما حمله من استقلال نسبي وفوضى داخلية، ودخلت البلاد مرحلة الوصاية العثمانية المباشرة، التي كانت محاولة لترميم السلطة المركزية، لكنها لم تنجح في إخماد روح المقاومة المحلية التي ستتجلى لاحقًا في مراحل متعددة من تاريخ ليبيا.