مقتل معمر القذافي

حدث في مثل هذا اليوم 20 أكتوبر 2011 مقتل العقيد معمر القذافي (معمر محمد عبدالسلام القذافي) ووجد مختبئا في مغارة صرف المياه الصحي في مدينة سرت فاراً من الثوار في عملية بحث هي الأكبر من نوعها من قبل ثوار مدينة مصراتة.
معمر القذافي الشخصية الجدلية منذ توليه الحكم وهو إبن السابعة والعشرين فقط، حكم ليبيا بالحديد والنار وقضى علي دستورها وبدد ثروتها وبدون أي شك ساهم مساهمة كبيرة في تجهيل شعبها وإن كانوا لا يحبون الإعتراف بذلك إلا إن نسبة الأمية في ليبيا هي الأقل في المنطقة فالكل يجيد القراءة ولكن الغالبية العظمى لا تملك أي كفاءة وتسير في الحياة بدون أي هدف ولا قدرة لهم في مواكبة ما يجري في العالم إلا كزبائن وحتى هذه الأخيرة إنتهت بضعف العملة وقلة القدرة الشرائية.
قام بكل ما هو منافي لبناء الدولة من تعزيز القبلية نزع الثقة من القطاع الخاص وجعل المجتمع إتكالي ومشلول بالكلية بإتكاله علي الدولة، والتعليم بالرغم مما يصرف عليه سنويا من ميزانيات ضخمة فإنه لا ينتج سوى شخصيات خير كفأة تجيد القراء وأحيانا حتى القراءة والكتابة للأسف ناقصة، تدخل في شؤون الدول صرف المليارات علي حروب وثورات وحركات تحرر لا تربط ليبيا بها أي صله. تقلب في أيديولوجياته من إشتراكي إلى إسلامي شعبوي إلي غيرها من خرافاته.
قمع معارضيه أيما قمع قتل الكثيرين وسجن آخرين، قرب البعض وباعوا ذممهم أفقر آخرين وأبعدهم، إستلم ليبيا دولة فيها كل أسباب التقدم ولم يتركها إلا حطاما للأسف.
كان من أكبر المؤيدين للقومية العربية وهذا يعني بالضرورة المعاداة لكل ما هو سواها وكانت الأمازيغية هي الضحية طيل أيام حكمه منعت من التعليم والإعلام طيلة 43 سنة من حكمه.
في نهاية أيامه بدا نوعا ما متفتحا وربما بتوصية ممن حوله وخصوصا أنه رأى مصير صدام وشهدت ليبيا الإنفتاح نوعا ما والإنفاق علي بعض المشاريع البنى التحتية وبدى وكأنه يجهز لتوريث إبنه الحكم، عفى عن بعض معارضيه وترك نوع من التنفس لبعض خصومه وراوغ مع المجتمع الدولي وبدى هناك نوع من الصفح عنه من قبل الغرب، وأتت ثورة تونس والجارة مصر وشجعت الشعب الليبي الذي لم ينسى سنوات الظلم والطغيان وقام بثورة عارمة عليه ولكنه لم يرحل مثل زين العابدين بن علي أو يتنحى مثل حسنى مبارك بل قام بتدمير البلاد كاملة لكي يتمسك بالسلطة وأخرج السجناء المجرمين وأعطى أتباعه وأزلامه الأسلحة وفتح المخازن وهو السبب الحقيقي فيما تعانيه ليبيا اليوم من الفوضى للأسف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *