حدث في مثل هذا اليوم 8 يونيو 1931، وفاة أحد رواد النضال الثقافي الأمازيغي، والمعلّم والباحث والمفتش التربوي سي عمار أو سعيد بوليفا، عن عمر ناهز 68 عامًا، إذ يُرجّح أنه وُلد سنة 1863 في قرية أدني بجماعة إيرجن في ولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل.
نشأ بوليفا يتيم الأب، لكن والدته وعمه أصرّا على تعليمه، فكان من أوائل الأطفال الذين التحقوا بأول مدرسة حديثة افتُتحت في منطقة القبائل عام 1875، ومنها انطلقت مسيرته التعليمية المبهرة، حيث بدأ مدرسًا للأطفال، ثم ترقى تدريجيًا ليصبح أستاذًا لعلم الاجتماع ثم للغويات، ثم مفتشًا تربويًا، قبل أن يتقاعد من عمله سنتين فقط قبل وفاته.
عُرف سي عمار بوليفا بحبه للغة الأمازيغية واهتمامه الكبير بلهجاتها وثقافتها، فكان من أوائل الذين درسوا اللغة الأمازيغية دراسة علمية، وقد خلّف لنا العديد من المؤلفات والدراسات المهمة، منها:
-
“نصوص أمازيغية من لهجات الأطلس المغربي” Textes berbères en dialectes de l’Atlas marocain، نُشر سنة 1908، وهو عمل لغوي وأنثروبولوجي رائد.
-
“منهج في تعليم التنوع القبائلي” Méthode de langue kabyle، صدر سنة 1913، وهو من أولى المحاولات المنهجية لتقعيد اللغة القبائلية.
-
كما نشر أبحاثًا متعددة في مجالات اللغة والتاريخ والمجتمع والأركيولوجيا.
كان بوليفا، وإن لم يكن مناضلًا سياسيًا بالمعنى المعروف، واحدًا من أوائل من فهموا أن الدفاع عن الهوية الأمازيغية يبدأ من الحفاظ على اللغة والثقافة، وقد مهّد الطريق لجيل كامل من الباحثين والمثقفين الأمازيغيين في المغرب والجزائر.