يحدث في مثل هذا اليوم 9 يونيو من كل عام، ويستمر حتى أواخر يوليو، موسم “أكّاسا”، وهو مصطلح في تَماشقّت (لغة الطوارق) يشير إلى موسم الأمطار والبرد المباغت في قلب الصيف، خصوصًا في مناطق الساحل والصحراء الكبرى.
يتميز هذا الموسم بظواهر مناخية فريدة، أبرزها
هطول الأمطار الصيفية التي تبدأ عادة في يونيو.
الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة ليلًا رغم حرارة الصيف.
رياح محمّلة بالرطوبة تُنعش البيئة الصحراوية القاحلة.
بالنسبة للمزارعين، يمثل “أكّاسا” نقطة التحول:
بداية موسم الزراعة التقليدية، خاصة للذرة والدخن واللوبيا.
تجهيز الحقول، وحفر الجداول لاحتجاز مياه الأمطار.
أما بالنسبة للبدو الرحل، فيرمز إلى:
بداية الهجرة الموسمية نحو الشمال بحثًا عن الكلأ والمياه.
خصوصًا في ما يعرف بـ الملاحات الشمالية، وهي مناطق الملح الطبيعي، حيث يُمارس تجميع الملح المعالج، وهي عملية تقليدية ذات بعد اقتصادي واجتماعي مهم.
“أكّاسا” ليس مجرد تغير مناخي، بل دورة حياة موسمية تعيد ترتيب النشاط البشري في الصحراء، وتذكّر بأن حتى في أقسى البيئات، ترتبط المعرفة التقليدية بالطقس والفصول بنُظم معيشية متكاملة، توارثها الناس جيلاً بعد جيل.