حدث في مثل هذا اليوم 4 فبراير 1917 أن القوات البريطانية انتصرت على الإخوان السنوسيين في معركة سيوة، وهو الحدث الذي حسم تبعية سيوة لمصر بدلًا من ليبيا، حيث بقيت تحت الحكم المصري حتى اليوم.
كانت هذه المعركة جزءًا من المواجهات بين القوات البريطانية والإخوان السنوسيين، الذين كانوا يمثلون قوة مقاومة قوية ضد الاستعمار في شمال إفريقيا، خاصة في الصحراء الغربية والمناطق الحدودية بين ليبيا ومصر. لعب العامل العسكري والتفوق اللوجستي البريطاني دورًا حاسمًا في هزيمة السنوسيين وإحكام السيطرة على الواحة الاستراتيجية.
ومن المبررات التي سُوّق لها لإلحاق سيوة بمصر هو وجود معبد أمون، الذي يحمل نقوشًا مصرية قديمة، مما اعتُبر دليلًا تاريخيًا على صلتها بمصر. غير أن الهوية الأمازيغية لسكان سيوة ظلت واضحة وقوية، حيث احتفظ أهلها بلغتهم وعاداتهم، على الرغم من محاولات إدماجها ضمن النسيج المصري.
ومما يجدر ذكره أن سيوة ليست المدينة الأمازيغية الأبعد شرقًا، كما يعتقد الكثيرون، بل إن واحة قارة (قارا) تتوغل أكثر في الشرق. هذه الواحة المعزولة من الصعب الوصول إليها دون سيارة رباعية الدفع، وأهلها شديدو التمسك بلغتهم وثقافتهم الأمازيغية، حيث أن الأطفال لا يتعلمون العربية إلا عند التحاقهم بالمدارس، مما يجعلها واحدة من آخر المعاقل الأمازيغية النقية في الشرق.