وفاة الإمبراطور لوسيوس سبتيوس سيفيروس أوغسطس

حدث في مثل هذا اليوم 4 فبراير 211 وفاة الإمبراطور ذو الأصول الأمازيغية لوسيوس سبتيموس سيفيروس أوغسطس، المعروف باسم سبتيموس سيفيروس، في مدينة يورك (بريطانيا اليوم). ولد هذا الإمبراطور في لبدة الكبرى (لبدا) بليبيا، التي كان اسمها القديم “لواتا” نسبة إلى قبيلة أمازيغية قديمة. كان سيفيروس شخصية بارزة في التاريخ الروماني، حيث برز في مجالات الأدب والقانون والمحاماة، وأتقن عدة لغات، مما أهله لاعتلاء مناصب عليا في الدولة، حتى انضم إلى مجلس الشيوخ.

بفضل قدراته العسكرية وكفاءته القيادية، أصبح قائدًا عامًا للجيش الروماني، واستطاع الوصول إلى العرش بعد أن كسب ولاء الجنود من خلال زيادة المنح العسكرية لهم، مما دفع مجلس الشيوخ الروماني لتنصيبه إمبراطورًا عام 193م بعد حرب أهلية دموية.

عرفت فترة حكمه بإصلاحات كبيرة، خاصةً في إفريقيا الشمالية، حيث عمل على تطوير البنية التحتية، وتقوية الدفاعات العسكرية، وتحسين الإدارة المحلية. لم ينسَ سبتيموس سيفيروس أبدًا مدينته ومسقط رأسه لبدة الكبرى، حيث أطلق مشاريع معمارية ضخمة جعلت من المدينة إحدى أعظم المدن الرومانية في المنطقة، ومن أبرزها الميدان الفسيح، القوس التذكاري، والشارع المعمد.

ومن المثير للاهتمام أنه قام أيضًا بمشاريع معمارية في توگا، العاصمة القديمة للملك الأمازيغي ماسينيسا، رغم عدم وجود جدوى اقتصادية واضحة لذلك، وهو أمر يستحق المزيد من البحث والدراسة.

شكلت وفاة سبتيموس سيفيروس نهاية عهد أحد أعظم الأباطرة الرومان ذوي الأصول الأمازيغية، لكنه ترك بصمة لا تُمحى في التاريخ، خاصة في شمال إفريقيا، حيث لا تزال آثار مشاريعه المعمارية قائمة حتى اليوم، شاهدة على فترة حكمه القوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *