إنشاء الكيان العنصري المغرب العربي

حدث في مثل هذا اليوم 16 فبراير 1989، تم الإعلان عن إنشاء اتحاد المغرب العربي العنصري، الكيان الذي وُصف بأنه مشروع وحدوي يجمع بين دول شمال إفريقيا الخمس: المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، وموريتانيا. غير أن هذا الاتحاد، الذي رحب به بعض البعثيين والقوميين في حينه، لم يحقق أي نتائج ملموسة حتى في أبسط المشاريع الاقتصادية والتنموية. وظلت الحدود مغلقة بين المغرب والجزائر في ظل توترات سياسية مستمرة، وأحيانًا أغلقت الحدود بين ليبيا وتونس، بينما فرض المغرب تأشيرة على الليبيين في مراحل معينة.
أكثر من ثلاثة عقود بعد إنشائه، ظل الاتحاد مجرد كيان وهمي، تغلب عليه المؤامرات السياسية بين أعضائه أكثر من التعاون الفعلي. والأهم من ذلك، أن التسمية التي اختيرت لهذا الكيان عكست نزعة إقصائية تجاه الأمازيغ، مما جعله يبدو كإطار يخدم أيديولوجية محددة أكثر من كونه مشروعًا للتكامل الحقيقي. ورغم أن بعض الأنظمة التي تدّعي التقدمية استمرت في الإصرار على هذه التسمية، مثلما ظهر في مواقف الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، وكذلك في محاولات إدخال التسمية في الدستور التونسي الجديد، إلا أن المغرب قام بمسح العبارة من دستوره الحديث، في خطوة تعكس التغيرات الحاصلة في المشهد السياسي والاعتراف التدريجي بالتعددية الثقافية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *