حدث في مثل هذا اليوم 16 فبراير 1580، توفي العالم الأمازيغي إبراهيم بن محمد المصمودي الأندلسي، الذي عاش في الأندلس ويُرجح أنه انتقل إليها في سن متأخرة. كان أحد العلماء البارزين في مجال الفلك، حيث ألّف كتابًا مهمًا بعنوان “غريب الناقلين في أحوال النيّرين” (إشارة إلى الشمس والقمر). وتكمن أهمية هذا الكتاب في كونه يحتوي على نقولات من مصادر فلكية قديمة تُعتبر مفقودة اليوم، ما يجعله وثيقة علمية قيّمة تسلط الضوء على الإرث الفلكي الذي كان منتشرًا بين العلماء الأمازيغ. وقد أكمل تأليفه في 13 مايو 1573، وتوجد نسخ من مخطوطته في المكتبة الظاهرية بدمشق ومركز جمعة الماجد في دبي.
لم يكن إبراهيم المصمودي مجرد ناقل للمعلومات، بل كان مبتكرًا في مجال علم الفلك، حيث كتب رسالة لطيفة حول كيفية معرفة الأوقات من غير آلة، وهي دراسة ذكية حول قياس الزمن باستخدام وسائل طبيعية، مثل حركة الضوء في النهار والنجوم في الليل. وتضمنت هذه الرسالة عدة طرائق مبتكرة لحساب الوقت، مما يعكس مستوى التقدم الفلكي الذي وصل إليه الأمازيغ منذ العصور القديمة.
الاهتمام بعلم الفلك كان دائمًا جزءًا من التراث الأمازيغي، حيث أسهم العديد من علمائهم في هذا المجال، وألّفوا كتبًا رائدة سيتم ذكرها في مواضعها لاحقًا. ويظل إبراهيم المصمودي أحد الأسماء المضيئة في هذا السياق، إذ جمع بين التوثيق الدقيق والإبداع في استخدام المعارف الفلكية في الحياة اليومية.