العقيد الطيار الأمازيغي جمعة بكة

حدث في مثل هذا اليوم 19 فبراير 2011، رفض العقيد الطيار جمعة بكة، المنحدر من مدينة زوارة، أوامر معمر القذافي بقصف المدنيين في بنغازي ومصراته، وبدلًا من تنفيذ تلك الأوامر، قرر الفرار بطائرته الحربية والهبوط بها في مدينة مصراته، في واحدة من أوائل المواقف البطولية التي سجلها ضباط الجيش الليبي في بداية ثورة 17 فبراير.

كان هذا الفعل بمثابة رسالة قوية ضد النظام، إذ أظهر رفض بعض عناصر الجيش لتنفيذ القمع ضد المدنيين، ما عزز الروح المعنوية للثوار. وعلى الرغم من الدور البطولي الذي لعبه الطيار جمعة بكة، ومشاركته الفعالة في كافة المعارك تقريبًا هو وابنه، إلا أن الإعلام لم يُسلط الضوء على قصته كما فعل مع طيارين آخرين مثل علي فرج، الذي هرب بطائرته إلى مالطا وبقي هناك لمدة سبعة أشهر قبل أن يعود إلى ليبيا.

تُعد هذه المفارقة دليلًا على التجاهل الإعلامي الذي تعرض له العديد من الأبطال الحقيقيين في الثورة، خصوصًا أولئك الذين انتموا للمكونات الثقافية غير العربية في ليبيا، مثل الأمازيغ، رغم مساهماتهم الكبيرة في إسقاط النظام ودفاعهم المستميت عن المدن المحاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *