حدث في مثل هذا اليوم 28 فبراير 1933، وفي تمام الساعة السابعة صباحًا، تمكن أبطال قبائل آيت عطا من قتل الجنرال الفرنسي بورنازيل، الملقب بـ “الرجل الأحمر”، في معركة بوگافر، إحدى أشرس معارك المقاومة الأمازيغية ضد الاستعمار الفرنسي.
قاد الجنرال بورنازيل حملة عسكرية وحشية ضد سكان الأطلس الكبير والصغير، مرتكبًا مجازر مروعة بحق القبائل الأمازيغية التي رفضت الخضوع للاستعمار الفرنسي. لكن مقاومة آيت عطا، بقيادة عسو أوبسلام، أظهرت صمودًا أسطوريًا في وجه القوات الفرنسية المدججة بأحدث الأسلحة، رغم محدودية العتاد لدى المقاومين.
كانت معركة بوگافر، التي استمرت لأسابيع، محطة بارزة في تاريخ المقاومة الأمازيغية، حيث تمكن المقاومون من محاصرة الجنرال بورنازيل وقتله، ليُسجل 28 فبراير 1933 كواحد من أهم الأيام في تاريخ النضال التحرري المغربي.
رغم كونه مجرم حرب ارتكب أفظع الجرائم ضد الأمازيغ خصوصًا وضد الإنسانية عمومًا، فإن اسمه لا يزال مُخلدًا في المغرب، حيث أُطلق على أحد أحياء مدينة الدار البيضاء. والأسوأ من ذلك، بعد “الاستقلال” لم يتم تغيير اسم الشارع ليحمل اسم أحد أبطال معركة بوگافر، بل بقي قائمًا باسم هذا الجنرال الدموي حتى يومنا هذا، في مفارقة تعكس التهميش المستمر لتاريخ المقاومة الأمازيغية.
تبقى معركة بوگافر ملحمة بطولية في ذاكرة المقاومة الأمازيغية، شاهدة على تضحيات الأمازيغ في الدفاع عن أرضهم وهويتهم ضد الغزو الاستعماري الفرنسي.