تأسيس جمعية التراث في وادي مژاب

حدث في مثل هذا اليوم 1 مايو 1989، تأسست جمعية التراث في وادي مژاب، والتي تُعد من أنشط الجمعيات الثقافية والعلمية في المنطقة، وقد خُصص نشاطها للعناية بالموروث الإباضي في جانبيه المادي والمعنوي، وهي من الجمعيات القلائل التي جمعت بين التحقيق العلمي والعمل الميداني والتوثيق، مما منحها مكانة بارزة في الساحة الثقافية الجزائرية والدولية.

جاءت فكرة تأسيس الجمعية مبادرة من الأستاذ الدكتور محمد ناصر، أحد أبرز المفكرين الإباضيين في الجزائر، فوجدت صدى طيبًا لدى الشيخ سعيد بن الحاج شريفي المعروف بـ”عدّون” (سوف نأتي على ترجمته)، وإبراهيم بن الحاج أيوب، وثلة من الغيورين على التراث العلمي والديني لوادي مژاب.

ورغم أن التأسيس الرسمي تم سنة 1989، إلا أن العمل الفعلي للجمعية بدأ منذ يناير 1983، حيث كانت أشبه بـ”نواة علمية سرية” تعمل بصمت وسط ظروف سياسية مغلقة. وقد انتظرت الجماعة الانفتاح الحكومي على العمل الجمعوي لتتمكن من تسجيل الجمعية بشكل رسمي والانطلاق في أنشطتها الواسعة.

من أشهر إنجازات جمعية التراث:

  • معجم أعلام الإباضية، الذي يُعد من أهم المراجع البيوغرافية في المدرسة الإباضية، ويغطي أعلام المذهب في مشارق الأرض ومغاربها.

  • معجم الفقه الإباضي، مرجع فقهي تنظيمي شامل، سهل على الباحثين الوصول إلى تفاصيل دقيقة من فقه المدرسة الإباضية.

  • إصدار دورية الحياة، وهي مجلة علمية متخصصة تنشر أبحاثًا ودراسات في العقيدة، الفقه، الفكر، اللغة، والتاريخ.

  • المساهمة في توثيق المخطوطات ولم شمل الكثير من المتون الإباضية الضائعة أو المجهولة.

  • المشاركة الفاعلة في المعارض العلمية والملتقيات الدولية، مما منحها إشعاعًا واسعًا خارج الجزائر.

لقد مثّلت جمعية التراث بوادي مژاب منارة علمية رصينة، وجسرًا بين التراث الأصيل ومتطلبات البحث المعاصر، وأثبتت أن العمل الثقافي الجاد والمؤسس، مهما كانت ظروفه، قادر على تغيير المشهد العلمي وحفظ الذاكرة الجماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *