وفاة حماد بن بلكين مؤسس دولة بني حماد

حدث في مثل هذا اليوم 6 مايو 1016، توفي حماد بن بلكين، مؤسس دولة بني حماد، إحدى أعظم الدول الأمازيغية في تاريخ شمال إفريقيا، والتي انفصلت عن الحكم الزيري وشكلت نواةً لدولة مزدهرة سياسيًا وثقافيًا ومعماريًا.

ينتمي حماد بن بلكين إلى أسرة صنهاجية أمازيغية عريقة، وهو ابن بلكين بن زيري، وعمّ المعز بن باديس، حاكم القيروان آنذاك. عُيِّن حماد واليًا على بجاية، لكنه سرعان ما استقل بالحكم وأسّس دولته الخاصة سنة 1007م، بعد أن تمكّن من بناء قاعدة قوية في قلعة بني حماد، الواقعة عند سفوح جبال تيقريست في ولاية المسيلة (المعاضيد)، والتي أصبحت أولى عواصمهم.

بعد وفاته، واصل أبناؤه وأحفاده توسعة الدولة الحمادية، فبلغت أوجها في عهد حفيده بلكين بن محمد، حيث امتدت حدودها غربًا حتى مدينة فاس، وشرقًا حتى القيروان، لا سيما في عهد علناس بن محمد. وقد لعبت الدولة الحمادية دورًا هامًا في تطوير العمران والعلوم والفنون، وتميزت بطابعها الحضري والعسكري القوي.

من أبرز الانتقادات التي وُجّهت إليهم هي الاستعانة ببعض القبائل الأعرابية لتثبيت أركان حكمهم، وهو ما يُعتبر من القرارات التي فتحت لاحقًا المجال أمام الأعراب للاستقرار في مناطق الشمال.

تجدر الإشارة إلى أن أسماء أغلب أفراد هذه الأسرة أمازيغية صرفة، مثل بلكين، قلناس، وتاضميرت (زوجة أحد الحكام)، ما يجعل من الأسرة مصدرًا غنيًا لمن يهتم بتوثيق الأسماء الأمازيغية التاريخية.

الصورة المرفقة تعود لقلعة بني حماد، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتي تُعد نموذجًا متميزًا للفن المعماري في الدولة الحمادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *