حدث في مثل هذا اليوم 9 مايو 2012، تم تأسيس حزب الجبهة الوطنية على غرار تنظيم الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، بهدف خوض غمار الانتخابات السياسية في ليبيا، بقيادة محمد يوسف المقريف الذي كان رمزًا قياديًا للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا لعقود طويلة، بالتناوب مع إبراهيم صهد، الذي هو صهره، في قيادة الجبهة طوال عمر المعارضة.
كان الحزب يمثل امتدادًا طبيعيًا لجبهة المعارضة التي وقفت ضد نظام القذافي، وقد انخرط فيه الكثير من الأمازيغ نظرًا للخلفية المعارضة والإسلامية التي كانت تتبناها الجبهة، خاصةً من المناطق التي يغلب عليها الطابع الإباضي، حيث شارك العديد منهم في معارك ضد نظام القذافي وضحوا بدمائهم في سبيل الحرية والكرامة.
بعد سقوط النظام، برزت بعض الأسماء داخل الحزب، من أبرزها سالم قنان، المعارض السابق والمحامي المعروف، الذي أصبح أحد الوجوه السياسية البارزة في الحزب، وهو صهر الشيخ عمرو النامي. استمر سالم قنان في الحضور السياسي في المشهد الليبي، ولكن ظهوره كان غير واضح المعالم، حيث كان أحيانًا يتحدث باسم الحزب، وأحيانًا بصفة شخصية، وأحيانًا أخرى باسم الأمازيغ، رغم أن الحزب بقي في مواقفه معارضًا لترسيم الأمازيغية بشكل واضح.
أحد أبرز الوجوه القيادية المعادية للحقوق الأمازيغية داخل الحزب هو إبراهيم صهد، الذي ينطلق في مواقفه من خلفية إسلامية تقليدية تتسم بالمحافظة على النهج العربي، في المقابل، برز محمد عبدالله الضراط، الرئيس الحالي للحزب، والذي يُظهر نوعًا من البراغماتية تجاه القضية الأمازيغية وبعض القضايا الخلافية الأخرى، حيث يتميز بلباقة وحنكة سياسية واضحة، وهو أيضًا صهر السيد إبراهيم صهد.
رغم ذلك، ظل موقف الحزب الرسمي رافضًا للحق الأمازيغي، ولم يصدر عنه أي بيان واضح يعترف بهذه الحقوق أو يوضح موقفًا داعمًا لها، وظلت المناقشات حول هذا الموضوع تدور في المجالس الخاصة فقط دون أي انعكاس رسمي.
جدير بالذكر أن الجبهة الوطنية لم تتحصل إلا على ثلاثة مقاعد من أصل مائتين في الانتخابات البرلمانية، مما يعكس محدودية تأثيرها السياسي مقارنة ببعض القوى الأخرى.