نشاط المركز الإعلامي لأت يفرن ابان الثورة

حدث في مثل هذا اليوم 1 أبريل 2011، وفي خضم الثورة الليبية والحصار الخانق الذي كانت تعانيه مدينة يفرن في جبل نفوسة، خرج إلى النور “المركز الإعلامي لأت يفرن”، كمبادرة شبابية حرة، أطلقت نشاطًا توثيقيًا غير مسبوق، جسّد روح المقاومة والصمود الثقافي والإعلامي في وجه التعتيم والحصار.

برز المركز منذ لحظاته الأولى بتوجه واضح وجريء، حيث فرض اللغة الأمازيغية في منشوراته وخطاباته، في لحظة كانت فيها الهوية الأمازيغية مهددة بالتغييب القسري لعقود. اعتمد المركز في إصداراته على الازدواجية اللغوية (أمازيغية – عربية)، وساهم في تثبيت الخطاب الأمازيغي كمكوّن أصيل من مكونات الثورة الليبية.

لم يكن عمله إعلاميًا محليًا فقط، بل تحوّل إلى منصة فاعلة على المستوى الوطني والدولي، إذ قام بتوثيق أخبار جبهات القتال بالصوت والصورة، وراسل وسائل الإعلام العالمية، كاشفًا للعالم حجم المعاناة والانتهاكات والبطولات التي كانت تحدث في المنطقة، في وقت كانت فيه الكثير من المدن معزولة إعلاميًا عن العالم.

وبعد انتهاء الحرب، لم يتوقف نشاط المركز، بل تحوّل إلى منارة تعليمية وتربوية وفنية، وواصل أداء رسالته في خدمة أهالي يفرن والمناطق المجاورة، بل امتد أثره إلى مدينة طرابلس من خلال فعاليات ثقافية وأدبية وفنية شارك فيها فنانون وكتّاب ومؤرخون.

شكّل المركز الإعلامي لأت يفرن نموذجًا ملهمًا في ربط النضال السياسي بالوعي الثقافي، وساهم في إعادة تشكيل العلاقة بين الثقافة الأمازيغية والعمل الإعلامي، في لحظة تاريخية كانت فيها الكلمة والصورة أدوات تحررٍ لا تقل أهمية عن السلاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *