حدث في مثل هذا اليوم 29 يونيو 1992 اغتيال الرئيس الجزائري المكلف محمد بوضياف في مدينة عنابة، صاحب لقب السي الطيب الوطني وهو لقب ظل يحمله منذ إندلاع الثورة الجزائرية، ويعتبر أحد رموزها والرئيس الرابع للجزائر بعد الإستقلال.
ولد بالمسيلة في قرية أولاد مادي، ودرس في جيجل وبها ترعرع وإشتغل في مصلحة الضرائب على صغر سنة وتم إلحاقه بالجيش قسرا كما فعل بالكثير من الجزائريين آنذاك، ثم انفصل عنهم سريا وإلتحق بجبهة التحرير ومارس العمل السري لسنوات، إلا أن فرنسا علمت بذلك وحوكم مرتين غيابيا وسجن فعلا مرة. بعد ذلك أصبح عضوا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية.
أسس حزب الثورة الإشتراكية وبعدها بعام حكم عليه بتهمة المساس بأمن الدولة وصدر فعليا ضده حكما بالإعدام، وبعد ثلاث أشهر قضاها في السجون الجزائرية وبواسطة بعض المقربين منه تم إطلاق سراحه ومنها انتقل لباريس وسويسرا وإستقر به المقام بالمغرب.
بعد إيقاف الشاذلي بن جديد وإجباره على الإستقالة تواصل معه العسكر وطلبوا إليه العودة لترأس البلاد فاطمأن لما وعدوه به وعاد فعلا وقدم برنامجا إصلاحيا متكاملا، ولكنه لم يهنأ كثيرا بعد أن بدأ يكشف عن حجم الفساد المستشري فاغتيل من قبل ضابط، وفي ظروف غامضة حوكم هذا الضابط على أنه عمل فردي وحكم عليه بالإعدام ولم ينفذ حتى يومنا هذا، وغطت الدولة عن كل إجراءات المحاكمة وانقضى الأمر إلى اليوم.
وجب القول أن الطيب بوضياف يملك شعبية كبيرة في الجزائر وعلقت عليه الكثير من الآمال لإخراج الدولة من الكثير من الأزمات العالقة بها.
رحمه الله رحمة واسعة.