حدث في مثل هذا اليوم 3 أبريل 2008، أطلق مركز طارق بن زياد في الرباط، برئاسة الكاتب والمؤرخ والناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي حسن أوريد، واحدًا من أهم المشاريع التوثيقية للموسيقى الأمازيغية، حمل عنوان:
“أنطولوجيا الموسيقى الأمازيغية”.
يُعد هذا العمل المرجع الأهم في ميدان التوثيق الموسيقي الأمازيغي بالمغرب، ويضم توثيقًا دقيقًا وشاملًا لمختلف الأنماط الموسيقية الأمازيغية من جميع مناطق المغرب، سواء من الأطلس المتوسط أو الكبير، والجنوب الشرقي، وسوس، والريف، وغيرها.
مكونات الأنطولوجيا:
تتكوّن السلسلة من ثلاث علب ضخمة، كل علبة تحتوي على عدة أجزاء (أقراص سمعية وكتب تفسيرية)، تُمثل أنماطًا مختلفة من الموسيقى الأمازيغية:
-
الأهازيج الجبلية
-
الشعر الغنائي
-
الأناشيد الطقوسية
-
الإيقاعات الاحتفالية
-
موسيقى الأعراس والمواسم
أهداف المشروع:
-
حفظ الموروث الموسيقي الأمازيغي من الضياع، خاصة الأنماط الشفوية النادرة.
-
توثيق التنوع الإيقاعي والغنائي في الثقافة الأمازيغية المغربية.
-
توفير مرجع أكاديمي وفني للباحثين والمهتمين في المجال الموسيقي والأنثروبولوجي.
وقد أشرف على تنسيق المشروع عدد من الخبراء في الموسيقى وعلم التراث، ضمنهم الباحث والقيّم على مكتبة المركز السيد منير كجي، الذي أهدى لاحقًا علبتين من أصل ثلاث إلى مؤسسة تاوالت، في مبادرة كريمة، لكن للأسف ضاعتا أثناء التنقل والترحال، في خسارة كبيرة لواحد من أندر الإصدارات التوثيقية.
هذا العمل الضخم لا يمثل فقط حفظًا للأصوات، بل هو توثيق لذاكرة شعب وهوية متجذرة في عمق التاريخ، يجمع بين العلم والفن والوفاء للثقافة الأمازيغية، ويُعد شاهدًا على دور المؤسسات الثقافية الجادة في رد الاعتبار لهذا الإرث الموسيقي الإنساني.