حدث في مثل هذا اليوم 4 أبريل 1991، توفي الفنان التشكيلي الأمازيغي شريف مرزوقي، أحد روّاد الفن التشكيلي في منطقة الأوراس، وصوتًا بصريًا مميزًا عبّر بريشته عن الهوية الأمازيغية، والذاكرة الشعبية، وتفاصيل الحياة اليومية في الجبل.
وُلد المرحوم في قرية أمنطان، بلدية ثيغرغار بولاية باتنة، في قلب جبال الأوراس الجزائرية، تلك البيئة التي ستشكل لاحقًا مصدر إلهامه الدائم. منذ صغره، أبدى شغفًا بالفن والرسم والتصوير، كما كان من عشاق العزف على آلة القيتارة، جامعًا بين الحس البصري والسمعي.
التحق بمدرسة الفنون الجميلة في سيرتا (قسنطينة) وتخرج منها سنة 1972، ثم واصل تكوينه الفني ليتحصل على الشهادة العليا في الفنون الجميلة من الجزائر العاصمة سنة 1974، ليبدأ بعدها مشواره الفني الطويل، حاملاً على عاتقه مسؤولية التعبير عن أوراسه، وهويته، وناسه.
من أبرز إنجازاته:
-
ساهم في تأسيس ملحقية الفنون الجميلة في باتنة، ليقرب الفن من أبناء منطقته.
-
أشرف على عدة معارض فنية محلية ووطنية، تركت بصمة قوية في المشهد التشكيلي الجزائري.
-
نالت أعماله جوائز مرموقة، من أبرزها:
-
الجائزة الأولى عن لوحة “بولعيد”، التي جسّد فيها الزعيم الثوري بخطوط قوية وروح ملحمية.
-
الجائزة الأولى عن لوحة “العرس في سوق أهراس”، التي وثّق فيها تفاصيل الطقوس الشعبية باحترافية عالية.
-
من أشهر لوحاته:
-
تشخيص المجاهد مصطفى بن بولعيد
-
سطوح أمنطان
-
راعي الغنم
كان شريف مرزوقي يرى أن الفن هو انعكاس للهوية وامتداد للذاكرة الجماعية، لذلك ظل وفيًا لجذوره، وحرص دائمًا على إدخال الطابع الأوراسي الأمازيغي في أعماله، سواء في الألوان، أو الرموز، أو الموضوعات.
ترك الفنان الراحل زخمًا هائلًا من اللوحات والأعمال الفنية، بعضها حصل على جوائز محلية ووطنية، والبعض الآخر لا يزال ينتظر الاكتشاف والتثمين، في وقت نحن فيه أمسّ الحاجة إلى إعادة قراءة الإرث البصري الأمازيغي بعين تقدير واحتفاء.
رحم الله شريف مرزوقي، الذي نحت بالفرشاة واللون حكاية الجبل والهوية والنضال، وترك أثرًا خالدًا في ذاكرة الفن التشكيلي الجزائري.