فاطمة تابعمرانت تؤسس فرقة غنائية

حدث في مثل هذا اليوم 5 أبريل 1990، قامت الفنانة فاطمة تاباعمرانت (الاسم الحقيقي: فاضمة شاهو) بتأسيس فرقتها الموسيقية الخاصة، منهية بذلك مرحلة من العمل تحت كنف موسيقيين آخرين، ومنتقلة من تقليد رواد كـ تيحيحيت، رقية الدمسيرية، والحاج محمد الدمسيري، إلى تكوين صوتها ونمطها الفني الخاص، الذي سرعان ما لقي نجاحًا كبيرًا لا يزال يلازمها إلى يومنا هذا.

وُلدت تاباعمرانت سنة 1962 في نواحي “لاخصاص”، وتربّت في قرية إيد سالم بـإفران الأطلس الصغير. فقدت والدتها وهي في سن الثالثة، ولم تتح لها فرصة التعليم النظامي، لكنها علمت نفسها القراءة والكتابة بإصرار عصامي نادر، فصارت من النماذج المشرقة في الساحة الفنية الأمازيغية.

تميزت تاباعمرانت بأنها من القليلات اللواتي ربطن مبكرًا بين الفن والعمل الثقافي الأمازيغي، حيث كانت لها علاقات مباشرة بالحركة الأمازيغية منذ بداياتها، وساهمت في التعبير عن قضايا الهوية واللغة من خلال أغانيها التي مزجت بين الوعي السياسي والجمال الشعري.

دخلت لاحقًا المعترك السياسي، فترشحت للانتخابات باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، ورغم أن هذا الترشح لم يُكسبها تعاطفًا واسعًا في البداية، نظرًا لمواقف الحزب من القضية الأمازيغية، إلا أنها سرعان ما قلبت الموازين من داخل البرلمان، وأظهرت مواقف جريئة وقوية لصالح القضية الأمازيغية، فكانت صوتًا لا يُستهان به في قبة البرلمان.

سوف نعود لاحقًا للتفصيل في مسيرتها السياسية ومواقفها الشجاعة، لكن اليوم نحيي ذكرى انطلاقها كصوت فني مستقل، كان ولا يزال أحد أعمدة الأغنية الأمازيغية النسائية، وصوتًا نسويًا حرًا حمل هموم الهوية والكرامة والعدالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *