إعادة إحياء إسم ليبيا

حدث في مثل هذا اليوم 7 أبريل 1912، ورد اسم “ليبيا” لأول مرة في العصر الحديث، في منشور رسمي صادر عن كارلو كانيڤا، القائد العسكري لحملة الغزو الإيطالية والحاكم العسكري للبلاد آنذاك، وذلك في طرابلس، حيث دعا الشركات والمؤسسات العاملة في “ليبيا” إلى التسجيل في السجل التجاري للولاية.

كان هذا الحدث بمثابة بداية ترسيخ اسم “ليبيا” ككيان سياسي وجغرافي موحد تحت الحكم الاستعماري الإيطالي، بعد أن كانت المنطقة تُعرف رسميًا باسم إقليم طرابلس الغرب وبرقة وفزان، وهي تسميات استخدمها العثمانيون والأوروبيون.

أصول التسمية:

  • الاسم “ليبيا”، وأحيانًا “لوبيا”، مستمد من أصول أمازيغية قديمة جدًا، حيث ورد في:

    • النقوش المصرية القديمة (كإشارة لقبائل غرب النيل)

    • كتابات اليونان والرومان

    • الكتاب المقدس (العهد القديم) كموقع جغرافي لقبائل أمازيغية

  • يُرجّح أن اسم “لواطَة” (لُواتة) المعروف في المصادر العربية، هو تحوير لغوي عربي للاسم القديم “ليبيا” أو “ليبو”.

في التراث الإسلامي:

الجغرافيون والرحالة المسلمون، مثل الإدريسي والحميري، ذكروا وجود منطقة جغرافية محددة باسم “ليبيا” داخل إقليم برقة، مما يدعم أن التسمية ليست اختراعًا استعماريًا حديثًا، بل عودة لاسم تاريخي أمازيغي قديم.

دلالة الحدث:

تاريخ 7 أبريل 1912، هو يوم يحمل رمزية مزدوجة:

  • من جهة، هو تاريخ بداية ترسيم اسم ليبيا ككيان موحد في الأوراق الرسمية الحديثة.

  • ومن جهة أخرى، هو جزء من مشروع استعماري هدف إلى طمس الهويات المحلية وإعادة تشكيل الخارطة وفق مصالح الإمبراطورية الإيطالية.

ومع ذلك، فإن الاسم “ليبيا” الذي بدأ كعنوان استعماري، تحوّل لاحقًا إلى رمز وطني جامع، تُستعاد فيه جذور التاريخ الأمازيغي العميق، ويتجدد الجدل حول من يملك حق تعريف هذا الاسم، ومَن يُقصى منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *