حدث في مثل هذا اليوم 10 أبريل 1940، تمكنت القوات الألمانية بقيادة الماريشال إرفين رومل، الملقب بـ**”ثعلب الصحراء”**، من الاستيلاء على مدينة سرت الليبية، وطردت منها القوات البريطانية، وذلك خلال الحملة العسكرية في شمال إفريقيا أثناء الحرب العالمية الثانية.
سياق الاحتلال:
-
جاءت السيطرة على سرت ضمن هجوم شامل شنّه رومل على قوات الحلفاء في ليبيا، بعد أن كانت بريطانيا قد أحكمت سيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد، خاصة برقة وطرابلس.
-
كانت مدينة سرت، الواقعة بين الشرق والغرب، ذات موقع استراتيجي فاصل، والسيطرة عليها تعني فتح الطريق نحو طرابلس غربًا أو بنغازي شرقًا.
الألمان والمجاهدون الليبيون:
للتاريخ، فإن العلاقة الألمانية-الليبية كانت معقّدة ولكنها مختلفة عن بقية القوى الاستعمارية:
-
لم يسبق لألمانيا أن احتلت أي جزء من الغرب الليبي قبل الحرب العالمية الثانية.
-
بل كان للألمان دور إيجابي نسبي في دعم المجاهدين الليبيين في فترات سابقة، وخاصة:
-
من خلال بعض الخبراء العسكريين الألمان الذين عملوا مع سليمان الباروني خلال مقاومته للاستعمار الإيطالي.
-
وكمثال، وُجدت بعثات فنية وعسكرية ألمانية لتقديم الدعم التقني والاستخباراتي للباروني في عشرينيات القرن الماضي.
-
الإنجليز والوجود السنوسي:
في المقابل، دخل الإنجليز إلى ليبيا بمباركة من الزعامة السنوسية، خصوصًا:
-
بعد تحالف الأمير إدريس السنوسي مع بريطانيا ضد المحور (ألمانيا وإيطاليا) خلال الحرب.
-
سمحت الزعامة السنوسية للقوات البريطانية باستخدام أراضي برقة كقاعدة انطلاق لمحاربة الإيطاليين.
-
هذا التحالف مهد لاحقًا للاعتراف الدولي بحركة الاستقلال الليبية، والتي تُوّجت بإعلان الاستقلال عام 1951.
دلالة هذا اليوم:
-
سقوط سرت بيد رومل يُعد علامة على التحولات العسكرية الكبرى في شمال إفريقيا، والتي جعلت ليبيا ساحة صراع دولي بين قوى كبرى، استُخدمت فيها الأراضي الليبية كوقود حرب لا علاقة لشعبها بها.
-
ويذكّرنا أيضًا بأن الوجود الأجنبي في ليبيا لم يكن دائمًا على نمط واحد: فهناك احتلال مباشر كالإيطالي، وهناك حلفاء ظرفيون كالألمان، وهناك قوى دخلت عبر تحالفات محلية كما فعل البريطانيون مع السنوسيين.
في مثل هذا اليوم، نُعيد التذكير بأن التاريخ لا يُكتب فقط بما حدث، بل بكيفية تفسيره والسياق الذي أنتجه.