توقيع إتفاقية تامنغاست

حدث في مثل هذا اليوم 11 أبريل 1992، تم توقيع اتفاقية تامنغاست بين ثوار أزواد (الطوارق) والحكومة المركزية في باماكو، عاصمة مالي. وقد جاء هذا الاتفاق بعد أن فشلت الدولة المالية في حسم الصراع عسكريًا، واضطرت إلى اللجوء إلى طاولة الحوار، مدفوعة بواقع ميداني صعب وخسائر فادحة أمام المقاتلين الأزواديين الذين كانوا يتمركزون في شمال البلاد، وخاصة في كيدال، غاو، وتيمبكتو.

خلفيات الاتفاق:

  • عاشت مالي في بداية التسعينيات على وقع ثورة مسلحة قادها الطوارق (ئموهاغ) في شمال البلاد، مطالبين بـ:

    • الاعتراف بهويتهم الثقافية

    • التنمية العادلة

    • الاستقلال الذاتي لإقليم أزواد

  • كانت المعارك شديدة في مناطق الصحراء الكبرى، وأثبت الثوار قدرتهم على التحكم في الأرض، ما اضطر النظام المالي إلى طلب الوساطة من الجزائر.

توقيع الاتفاق:

  • تم توقيع الاتفاق في مدينة تامنغاست الجزائرية، بتاريخ 11 أبريل 1992، في عهد الرئيس المالي آنذاك ألفا عمر كوناري.

  • تشير مصادر عديدة إلى أن فرنسا لعبت دورًا خفيًا من خلال سفارتها في باماكو لتوجيه بنود الاتفاق، بما يضمن احتواء الثوار دون تقديم تنازلات فعلية تمسّ بنية الدولة المركزية.

أبرز بنود الاتفاق:

  • منح إقليم أزواد حكمًا ذاتيًا محدودًا

  • تخصيص ميزانية مستقلة لإنعاش شمال مالي اقتصاديًا

  • إدماج عدد من المقاتلين الثوار في الجيش المالي

  • الاعتراف بالخصوصية الثقافية والاجتماعية للطوارق

ما بعد الاتفاق:

  • بالفعل، تم إدماج بعض عناصر المقاومة في الجيش، لكن سرعان ما انهار الاتفاق بسبب عدم التزام الدولة ببنوده.

  • استُخدم الاتفاق – حسب العديد من المراقبين – كوسيلة لـتفكيك صفوف المقاومة وتحييد قادتها، وهو ما أدى إلى:

    • عودة كثير من المقاتلين إلى التمرد

    • اندلاع جولات جديدة من المقاومة المسلحة في السنوات التالية

رمز الاتفاق: شعلة السلام

  • في سنة 1996، تم بناء “شعلة السلام” في تيمبكتو، كنُصب رمزي يُخلد الاتفاق، وتم فيه حرق الأسلحة التي سلّمها الثوار كتعبير عن نهاية الحرب، لكن الشعلة سرعان ما تحولت إلى رمز لسلام مهدور، بعد انهيار الاتفاق وعودة القتال.


خلاصة:

اتفاق تامنغاست، الموقع في 11 أبريل 1992، كان أول محاولة رسمية للاعتراف بجزء من مطالب الطوارق/الأزواديين، لكنه لم يُكتب له النجاح، بسبب ازدواجية السلطة في باماكو، وتدخلات القوى الأجنبية، وتضليل الوسطاء.
وهو مثال على أن السلام لا يُبنى بالشعارات والوعود، بل بالعدالة والاعتراف الحقيقي بالهويات والحقوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *