حدث في مثل هذا اليوم 15 أبريل 2011، وبعد اشتداد الخناق على منطقة لالوت (نالوت) من قبل عصابات القذافي خلال الثورة الليبية، قام أهالي لالوت والمناطق المجاورة بالنزوح جماعيًا نحو الأراضي التونسية، في واحدة من أبرز موجات النزوح المدني خلال الثورة، حيث فضّل الرجال والمقاتلون أن يُبعدوا عائلاتهم عن خطر القصف والمداهمات، ليتفرغوا بشكل كامل للدفاع عن مدينتهم ومواجهة قوات القذافي.
سياق الحدث
-
كانت لالوت إحدى أقوى بؤر المقاومة في جبل نفوسة، وتحولت إلى خط جبهة فعلي في مواجهة كتائب القذافي.
-
مع تصاعد الهجمات بالقذائف والمدفعية ومحاولات الاقتحام، اتخذت العائلات قرارًا شجاعًا بالنزوح، تاركة خلفها كل شيء.
-
سلكت القوافل البشرية طرقًا وعرة باتجاه الحدود التونسية عبر الذهيبة، في ظل ظروف إنسانية صعبة.
القرار الاستراتيجي للثوار
هذا النزوح لم يكن فقط بحثًا عن الأمان، بل كان:
-
تكتيكًا من الثوار لتأمين الجبهة الداخلية.
-
وسيلة ليتفرغ الشباب والثوار للقتال دون قلق على النساء والأطفال.
-
إظهارًا لوحدة وتضامن مجتمعي استثنائي في وقت الحرب، حيث تكفّل التونسيون باستقبال النازحين، وفتح البيوت والمعسكرات والمدارس لإيوائهم.
أهمية الحدث في مسار الثورة
-
شكّل هذا القرار مرحلة حاسمة في صمود لالوت، إذ تحولت إلى قلعة عسكرية تقاتل بلا خلفية مدنية مكشوفة.
-
مهد لاحقًا لانتصارات محورية في معارك تيجي، الغزايا، بئر عياد، والزنتان.
-
كان النزوح رسالة رمزية قوية بأن السكان مستعدون للتضحية بأغلى ما لديهم من أجل حرية ليبيا وخلاصها من الطغيان.
تُعد 15 أبريل 2011 يومًا خالدًا في ذاكرة أهالي لالوت وجبل نفوسة، حيث امتزجت فيه مرارة النزوح بعزيمة النصر، وكانت دموع الأمهات في الحدود التونسية وقودًا لبسالة المقاتلين في الجبهات.