إعدام أحد القادة الأمازيغ الأوائل للثورة الجزائرية

حدث في مثل هذا اليوم 4 مارس 1957، استُشهد العربي بن مهيدي، أحد القادة الأمازيغ الأوائل للثورة الجزائرية، بعد أن قُتل تحت التعذيب على يد القوات الفرنسية، بعد اعتقاله نهاية فبراير من نفس العام. كان من أبرز القادة الثوريين، وعُرف بشجاعته، ذكائه، وثباته أمام التعذيب الوحشي الذي تعرض له، حتى أنه سُلخ وجهه بالكامل دون أن يعترف أو يوشي برفاقه.

نشأته ومسيرته الثورية

وُلد العربي بن مهيدي في أم البواقي بمنطقة الأوراس، لكنه ترعرع في بسكرة (تبسكرت)، حيث تأثر مبكرًا بالقضية الوطنية الجزائرية. لعب دورًا محوريًا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، واشتهر بمقولته:
“القوا بالثورة إلى الشارع، سيحتضنها الشعب!”

كما قال مخاطبًا الجنرالات الفرنسيين:
“أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية حقائبنا وقنابلنا.”

دوره في الثورة الجزائرية

  • أول قائد للمنطقة الخامسة (وهران)، حيث قاد عمليات ثورية بارزة.
  • كان من أبرز المساهمين في مؤتمر الصومام (20 أوت 1956)، الذي وضع الأسس التنظيمية للثورة.
  • بعد مؤتمر الصومام، تم تعيينه عضوًا في لجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية، وهي القيادة العليا للثورة.
  • قاد معركة الجزائر مطلع سنة 1956، والتي كانت من أهم المواجهات بين الثوار والجيش الفرنسي.

استشهاده وصموده أمام التعذيب

في نهاية فبراير 1957، ألقي القبض عليه على يد القوات الفرنسية، وخضع لتعذيب شديد تحت إشراف الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار. رغم بشاعة التعذيب، لم يدل بأي اعتراف، مما دفع القادة الفرنسيين إلى تصفيته في ليلة 4 مارس 1957.

قال عنه الجنرال بيجار بعد استشهاده:
“لو كان لديّ أمثال العربي بن مهيدي، لغزوت العالم.”

ثقافته وشخصيته

  • كان مثقفًا، محبًا للفن، وممثلًا مسرحيًا، حيث استخدم المسرح في شبابه كأداة لتوعية الشباب الجزائري بالاستعمار.
  • رغم مستواه الدراسي المتواضع (لم يتجاوز المرحلة الثانوية)، إلا أنه كان قائدًا ذا رؤية واستراتيجية واضحة، وفهم عميق لخصائص المجتمع الجزائري.
  • كان رجل مبدأ وشجاعة، واستطاع أن يخطط بحنكة رغم صغر سنه، حيث استشهد وهو في الرابعة والثلاثين من عمره فقط.

إرثه وتخليده

  • يُعتبر العربي بن مهيدي من أبرز رموز الثورة الجزائرية، حيث خلد التاريخ مواقفه البطولية.
  • سُميت باسمه العديد من المدارس، الشوارع، والمؤسسات تكريمًا لنضاله.
  • لا تزال قصته مثالًا يُحتذى به في التضحية والشجاعة من أجل الحرية والاستقلال.

الخاتمة

استشهاد العربي بن مهيدي لم يكن نهايةً لقضيته، بل كان بدايةً لإلهام الأجيال القادمة بالإصرار على النضال ضد الظلم والاستبداد، ليظل اسمه منقوشًا في تاريخ الجزائر كرمز خالد للتضحية والفداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *