المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي يرسل أول بعثة علمية لإفريقيا الشمالية

حدث في مثل هذا اليوم 5 مارس 1896 المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي يرسل أول بعثة علمية لإفريقيا الشمالية شملت كلًا من المغرب، الجزائر، وتونس، بهدف جمع عينات أنثروبولوجية حول الثقافة الأمازيغية، لدراستها وعرضها في المتحف. كانت هذه البعثة جزءًا من الجهود الأكاديمية الغربية في أواخر القرن التاسع عشر، التي سعت إلى توثيق المجتمعات غير الأوروبية من منظور علمي وإثنوغرافي.

تركزت أعمال البعثة على دراسة العادات والتقاليد، حيث جمع الباحثون ملابس، أدوات يومية، حلي، وأسلحة تقليدية، بالإضافة إلى ملاحظات عن اللغة، والطقوس، والهياكل الاجتماعية للمجتمعات الأمازيغية. كما تم تصوير ورسم مشاهد من الحياة اليومية، وهي المواد التي شكلت فيما بعد جزءًا من المعروضات الدائمة للمتحف.

أحد أبرز نتائج هذه البعثة هو العرض المجسم الذي يمكن مشاهدته في المتحف، حيث يصور رحلة ربيعية لأسرة أمازيغية في الأطلس المتوسط، متضمّنًا تفاصيل دقيقة عن:

  • نصب الخيام في المراعي الجبلية.
  • تحضير الطعام باستخدام الأدوات التقليدية.
  • أسلوب العيش والتنقل الذي يعكس نمط الحياة نصف الرحل للعديد من القبائل الأمازيغية.

ورغم البعد العلمي الظاهر للبعثة، إلا أن مثل هذه الرحلات كانت أيضًا جزءًا من المشاريع الاستعمارية الغربية، التي هدفت إلى دراسة الشعوب الخاضعة للحكم الأوروبي، من أجل فهم طرق حياتها واستخدام ذلك لاحقًا في إحكام السيطرة الاستعمارية.

اليوم، تُعتبر المواد التي جمعتها هذه البعثة كنزًا أنثروبولوجيًا وتاريخيًا، حيث تتيح فرصة لدراسة جوانب من الحياة الأمازيغية التقليدية في أواخر القرن التاسع عشر، مما يساعد الباحثين والمختصين في إعادة قراءة التاريخ وفهم تطور المجتمعات الأمازيغية قبل التأثيرات الحديثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *