حدث في مثل هذا اليوم 13 مارس 2016، بدأت حكومة الوفاق الوطني عملها رسميًا من تونس برئاسة فايز السراج، وذلك بعد أن انبثقت عن الاتفاق السياسي الليبي الذي تم توقيعه في الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015.
كانت هذه الحكومة محل جدل واسع في الأوساط الليبية، خاصة في الأوساط الأمازيغية، حيث لم يعترف بها المجلس الأعلى للأمازيغ، ولم يرفضها رسميًا، لكنه بقي في موقف المتحفظ تجاهها. ومع ذلك، كان هناك رفض واضح من العديد من النشطاء الأمازيغ لمشاركة بعض المحسوبين على النضال الأمازيغي في هذه الحكومة، حيث اتُهم بعضهم بأنهم يستغلون القضية الأمازيغية لتحقيق مصالح شخصية بدلًا من العمل فعليًا على خدمة الأمازيغ وحقوقهم.
من بين التطورات اللافتة، كان انسحاب السيد موسى الكوني من التشكيلة الحكومية، وهو شخصية لطالما أثارت الجدل داخل المجتمع الأمازيغي، حيث اتُهم في السابق بشق الصف الأمازيغي خلال أول تجربة ديمقراطية في ليبيا. يُذكر أن الكوني كان قد شغل عدة مناصب سياسية في حكومات القذافي المتتالية، من بينها منصب سفير، وكان يُعد مقربًا جدًا من القذافي حتى وقت قريب من سقوط النظام.
على الرغم من أن هذه الحكومة بدأت عملها رسميًا في هذا اليوم، إلا أنها سرعان ما فقدت السيطرة على الأرض، وظلت تعاني من الانقسامات والخلافات الداخلية حتى اعتُبرت في النهاية حكومة منهارة وغير فاعلة، خاصة مع استمرار بعض الشخصيات المحسوبة على النفوسيين في العمل ضمنها، في ظل واقع سياسي معقد لم يشهد انفراجًا حقيقيًا.