يوجين دولاكروا يبدأ رحلته من طنجة .

حدث في مثل هذا اليوم 31 مارس 1832، بدأ الفنان الفرنسي الكبير يوجين دولاكروا (Eugène Delacroix) رحلته الشهيرة إلى شمال إفريقيا، تحديدًا من مدينة طنجة في المغرب، ومنها امتدت إلى الجزائر، في رحلة شكلت نقطة تحول فنية عظيمة في حياته، وترك من خلالها موروثًا بصريًا لا يُقاس، يوثق جوانب من الحياة اليومية والثقافية في المنطقة، وخصوصًا حياة الأمازيغ.

في هذه الرحلة، بدأ دولاكروا في تسجيل ملاحظاته البصرية ومشاهداته بدقة الفنان وسعة خيال الرسام الرومانسي، وسرعان ما تحولت هذه المشاهد إلى لوحات أيقونية أصبحت مرجعًا بصريًا لما يُعرف اليوم بـالفن الاستشراقي، رغم أن كثيرًا من أعماله كانت توثيقية وإنسانية أكثر منها استشراقية بمعناها النمطي.

من أبرز أعماله المستلهمة من هذه الرحلة:

  • بنات جزائريات في شرفة، وهي من أشهر لوحاته، وتحمل تفاصيل دقيقة عن الحياة النسائية الخاصة.

  • عجوز أمازيغي، بلوحته القوية والبسيطة التي تُجسّد الوقار والأصالة.

  • مشاهد من طنجة، حيث وثّق الأسواق والملابس والعادات.

  • صياد الأسد، التي عكست إعجابه بقوة الإنسان والطبيعة.

كما أن الكثير من هذه اللوحات جُمعت لاحقًا في ألبوم شهير بعنوان “الاستشراق”، وتُعرض اليوم في أهم متاحف العالم مثل اللوفر في باريس، ومتاحف نيويورك ولندن، مع الأسف، لا تزال تُعرض تحت تصنيف “استشراق”، رغم أنها تتناول شمال إفريقيا والهوية الأمازيغية والإسلامية، وليس الشرق بمعناه التقليدي.

سوف نعرض لحياة هذا الفنان الفذ بالتفصيل في شهر أغسطس، شهر ولادته، لنُبرز كيف ساهم بريشته في تخليد ملامح الثقافة الأمازيغية وشمال إفريقيا في زمن كانت فيه الكاميرا لا تزال حلمًا بعيدًا.
دولاكروا، الذي قيل عنه إنه “رسم بروح شاعر”، لم يكن مجرد رسام، بل شاهِدٌ فني على روح المكان والإنسان في المغرب الكبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *