حدث في مثل هذا اليوم 4 فبراير 1952 أن قامت القوات الفرنسية بمحاصرة قصر ملك المغرب محمد الخامس، في خطوة تصعيدية تهدف إلى فرض المزيد من الضغوط عليه لإضعاف المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي. وأجبرت السلطات الاستعمارية الملك محمد الخامس على اتخاذ عدة قرارات قسرية، منها عزل بعض أعضاء ديوانه وإقالة رئيس جامعة القرويين في فاس، التي كانت آنذاك مركزًا علميًا ودينيًا ذا نفوذ قوي في دعم الحركة الوطنية المغربية.
جاءت هذه الإجراءات ضمن سلسلة من الضغوط التي مارستها الإدارة الفرنسية على الملك محمد الخامس، خاصة بعد تصاعد الاحتجاجات الوطنية ضد الاحتلال، والتي بلغت ذروتها في أحداث يناير 1952 عقب اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد في تونس، مما أدى إلى انتفاضات واسعة في المغرب. كان هذا التحرك الفرنسي تمهيدًا لما سيحدث لاحقًا في أغسطس 1953، عندما قامت السلطات الفرنسية بنفي الملك إلى جزيرة كورسيكا ثم مدغشقر، قبل أن يعود مظفرًا عام 1955، ويمهد لاستقلال المغرب سنة 1956.
شكلت هذه الأحداث محطة مفصلية في مسار النضال المغربي ضد الاستعمار، حيث تعززت مكانة الملك محمد الخامس كرمز للمقاومة الوطنية، وأصبحت الضغوط الفرنسية سببًا في توحيد صفوف الحركة الوطنية، التي واصلت كفاحها حتى نيل الاستقلال.