حدث في مثل هذا اليوم وفاة المناضل الأمازيغي فاضل المسعودي 4 فبراير 2018 بعد معاناة مع المرض والغربة والعوز بالرغم مما قدمه لوطنه من خدمات جليلة رحمه الله رحمة واسعة.
ولد محمد فاضل المسعودي* في أسرة متدينة توفت والدته عن سن مبكر فتزوج أباه زوجة ثانية جعلت حياته جدا قاسية فلم يجد ملاذا إلا في جده القاضي آنذاك.
إكتشف مبكرا أصوله الأمازيغية عنما كانت عندهم خادمة مغربية كان يعطف عليها كثيرا فجاءه ضيف وتحدث إليها بلغة لم يفهمها فسأله فأخبرتها أنها أمازيغية فبدأ رحلته في البحث عن ماذا يعني زن تكون أمازيغي ومن هم هؤلاء الأمازيغ وكان كل هذا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة وهو لازال طالبا في المرحلة الإبتدائية.
وولد فاضل المسعودي في أسرة عربية اللسان تعتقد جازمة أنها عربية ربما أندلسية شريفة كما يزعمون، إلا أن ظروف نشأة الأستاذ الصحفي القدير قادته إلى أن يتعرف علي أصوله عن قرب، فقد درس في طرابلس وعاش لفترة قصيرة في غريان مع جده القاضي ودرس معظم مراحله التعليمية المتقدمة في مصر في أوج المد العروبي وكان دائما صاحب مبدأ يسبح ضد التيار ولكنه صمد وأسس مجلة الميدان كان يتفاعل مع الأحزاب السياسية والنقابات والإتحادات الطلابية ينشر مبدأ التلييب له مواقف إنسانية لا تنسى وعاش حياة مأساوية كبيرة في عدة مرات في حياته، كون ثروته بنفسه بعد أن عانى الفقر والحرمان في صغره ولكن سرعان ما أخذ القذافي كل أملاكه في بداية إنقلابه حيث كان المسعودي أول المعارضين له.
فاضل المسعودي عاصر وكان صديقا للكثير من المناضلين الأمازيغ وليس أبعدهم مولود معمري سعيد سيفاو وحسن إيد بلقاسم وغيرهم الكثر.
شارك كصحفي في الثورةالجزائرية وتزوج من قبائلية فاضلة وتركته هي الأخرى متوفية على أثر مرض عضال مبكرا تاركة إياه مع طفله الوحيد سيفاو.
يعاني فاضل المسعود من المرض الشديد حاليا ومع كل ما قدمه لوطنه ليبيا وللعمل الأمازيغي فقد ترك وحيدا يعاني الفقر والمرض في دار العجزة في سويسرا حيث عاش معظم سنين نضاله.
بدون شك فاضل المسعود الإنسان الفاضل إسم علي مسمى من أرقى وأصدق وأعف المناضلين الليبيين وأصدقهم على الإطلاق.
* قصة تغيير إسمه الذي لم يكن مستعملا إلا في السجلات الوطنية ولم يقيد في السجل الرسمي الإيطالي (سوف نأتي علي هذه القصة في وقتها).