ميلاد الكاتبة والمؤلفة خديجة ساعد

حدث في مثل هذا اليوم 24 أبريل 1967 وُلدت الكاتبة والباحثة الأمازيغية خديجة ساعد، في قرية آيث سعذون الصغيرة الواقعة في جبال زلاطو الشمالي، التابعة لولاية باتنة في قلب منطقة الأوراس الجزائرية، وهي إحدى المناطق التاريخية المعروفة بنضالها وهويتها الأمازيغية الراسخة.

كان انتقال العائلة إلى بلدية تكوت المجاورة محطة فارقة في حياتها، فقد شكلت هذه المدينة بيئة حاضنة لهويتها وموهبتها، وهي مدينة اشتهرت بكونها منبعًا للمناضلين والشعراء والفنانين، ما ساهم في صقل شخصيتها الفكرية والثقافية.

بداياتها الأدبية والنضالية:

بدأت خديجة مشوارها الإبداعي مبكرًا، حيث كتبت أولى محاولاتها الشعرية وهي في الثانية عشرة من عمرها. لكن التحول الأهم في وعيها جاء بعد أحداث الربيع الأمازيغي سنة 1980، التي شهدت خلالها مدينتها تكوت ضغوطًا أمنية كبيرة، مما رسّخ في نفسها الإحساس بالانتماء والهوية، وشجعها على البحث في جذور الثقافة الأمازيغية.

العمل الثقافي والنشر:

  • انخرطت خديجة مبكرًا في الجمعية الثقافية لبلدية تكوت، ثم في جمعية “أسيرم ن تكوكث”، التي أصدرت مجلة دورية تهدف إلى نشر الوعي الثقافي الأمازيغي.

  • انتقلت لاحقًا إلى مجال الصحافة، فبدأت نشر مقالات في الصحافة الوطنية الجزائرية أواخر الثمانينات.

أبرز مؤلفاتها:

  1. القاموس الأمازيغي-العربي للمتغير الشاوي (2013)، عن دار النشر تيرا ببجاية، ويُعد مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين باللغة الشاوية، وقد حقق نجاحًا كبيرًا.

  2. كتاب الطوبونيميا الأمازيغية: أسماء وأماكن من الأوراس (2017)، عن دار النشر أنزار، حيث وثّقت فيه المعاني والدلالات التاريخية والجغرافية للأسماء الأمازيغية في منطقة الأوراس.

مساهماتها في العمل المؤسساتي:

  • في سنة 2014، شاركت في تأسيس شبكة أوال للكتاب بالأمازيغية في الأوراس.

  • أسست سنة 2015 مع زوجها المناضل الهادي مزياني دار النشر أنزار، المتخصصة في الكتاب الأمازيغي في منطقة الأوراس.

نشاطاتها البحثية:

  • شاركت خديجة في ملتقيات وطنية وجهوية عديدة حول الثقافة الأمازيغية.

  • من أبرز أبحاثها الأخيرة دراسة طوبونيمية لمدينة سطيف وضواحيها، والتي من المقرر أن تُنشر ضمن كتاب جماعي عن الدراسات المغاربية، بالتعاون مع مجموعة من الباحثين من جامعة سطيف.

خديجة ساعد تمثل اليوم صوتًا نسويًا أمازيغيًا مثقفًا وملتزمًا، ترك بصمة في مجال الكتابة، والبحث، والنشر، والدفاع عن الهوية الأمازيغية، ليس فقط في الأوراس بل في كل الجزائر والمغرب الكبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *