حدث في مثل هذا اليوم 12 مايو 1881، تم توقيع معاهدة باردو بين حكومة فرنسا وباي تونس محمد الصادق باي، في قصر باردو بتونس. عُرفت هذه المعاهدة فيما بعد بنظام الحماية، وكانت تمثل بداية السيطرة الاستعمارية الفرنسية على تونس تحت غطاء ما يسمى بـ “الحماية”.
تفاصيل المعاهدة:
-
نصت المعاهدة على أن تكون فرنسا هي الحامية لتونس، مما يعني في الظاهر حماية عسكرية وإدارية، ولكن في الواقع كان ذلك استعمارًا مقنّعًا، حيث أصبحت السلطة الفعلية بيد الفرنسيين بينما احتفظ الباي بمنصبه بشكل صوري فقط.
-
تولى المقيم العام الفرنسي، وهو المسؤول الأول لفرنسا في تونس، كل الصلاحيات الجوهرية:
-
الإشراف على التعيينات الحكومية.
-
التحكم في المالية العامة والإيرادات الضريبية.
-
توقيع المعاهدات الخارجية دون الرجوع للباي أو الحكومة التونسية.
-
إدارة الشؤون العسكرية والأمنية.
-
خلفية وأسباب المعاهدة:
-
كانت تونس تمر بظروف اقتصادية صعبة وديون متراكمة، مما جعلها عرضة للتدخل الأجنبي.
-
فرنسا التي كانت قد بسطت نفوذها الاستعماري في الجزائر منذ عام 1830، أرادت تأمين حدودها الشرقية، ولذلك سعت لفرض سيطرتها على تونس بدعوى حمايتها من التوسع الإيطالي والبريطاني في المنطقة.
نتائج المعاهدة:
-
أصبحت تونس فعليًا تحت السيطرة الاستعمارية الفرنسية دون الحاجة لإعلان حرب أو خسائر عسكرية كبيرة من الجانب الفرنسي.
-
حصل الصادق باي على بعض الامتيازات الشكلية، لكنه فقد كل سلطة حقيقية على البلاد.
-
تُعد هذه المعاهدة مقدمة لفرض الحماية على المغرب سنة 1912، ليتم بذلك تطويق الجزائر بالكامل من الشرق والغرب بالسيطرة الاستعمارية الفرنسية.
نصوص المعاهدة:
النصوص الكاملة للمعاهدة منشورة ومعروفة في المراجع التاريخية لمن أراد الاطلاع على تفاصيلها، وهي تؤكد بوضوح هيمنة فرنسا على كافة مفاصل الدولة التونسية، من الإدارة إلى المالية والعلاقات الخارجية.
معاهدة باردو كانت خطوة محورية في تثبيت النفوذ الاستعماري الفرنسي في شمال إفريقيا، وتحقيق استراتيجيتها في السيطرة على منطقة شمال إفريقيا دون الحاجة لحروب مكلفة.