أنواع الصيدلة في ألوان الأطعمة

حدث في مثل هذا اليوم 4 يونيو 2003 أصدرت مطبعة النجاح التابعة لـمركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات كتابًا نادرًا بعنوان:
“أنواع الصيدلة في ألوان الأطعمة (الطبخ في المغرب والأندلس في عصر الموحدين)”، وهو كتاب مجهول المؤلف، لكن قام بتحقيقه الدكتور عبد الغني أبوالعزم، أحد المهتمين بالتراث المغاربي الأصيل.

هذا الكتاب الذي يتناول الطبخ والأغذية من منظور علمي وصحي في عصر الدولة الموحدية لم يكن معروفًا إطلاقًا في الأوساط المغاربية، بل إن أول من اكتشفه كان المستشرق الإسباني أمبروزيو أويثي ميراندا، حيث ترجمه إلى الإسبانية سنة 1961، لكن دون أن يلفت الانتباه في العالم الإسلامي.

ظل المخطوط مجهولًا حتى تم العثور على نسخة مغربية مزخرفة بخط مغربي أصيل داخل المكتبة الملكية، وكانت نسخة منسوخة من المكتبة الوطنية بالرباط، أهداها الباحث عبد اللطيف الشرعي، ونال بها جائزة الحسن الثاني للمخطوطات سنة 1970. بعد ذلك، قام الدكتور أبو العزم بجمع النسخ وتحقيق النص ونشره سنة 2003 في عمل علمي دقيق.

الكتاب لا يتناول الطبخ بالمفهوم الحديث، بل يُعالج موضوع الأغذية بوصفها أنواعًا من “الصيدلة”، أي بوظائفها الصحية والعلاجية، وهو بذلك مرآة لعادات وتقاليد الأكل في شمال إفريقيا والأندلس في فترة موحدة ومهمة من التاريخ.

تكمن أهمية هذا الكتاب في كونه وثيقة حضارية تكشف الكثير من اللبس حول أصول الأطعمة والمأكولات المغاربية، وتُبرز الخصوصية الأمازيغية والمغربية في مجال الأطعمة، بعيدًا عن الهيمنة التي تحاول أن تنسب كل ما هو محلي إلى المطبخ الأندلسي أو المشرقي.