حدث في مثل هذا اليوم 5 أغسطس 1907 سفينتان فرنسيتان تقصفان مدينة أنفا (الدار البيضاء) وذلك بعد مقتل أربع فرنسيين بالمدينة وذلك علي خلفية الضغوطات المستمرة التي كانت تفرضها شركة التي كانت توسع ميناء الدار البيضاء وتخاذل المخزن وإغراقه للبلاد في الديون، ورفض المجاهدين للخضوع لإرادة المستعمر وظهور ثورة بوحمارة (الجيلالي بن ادريس الزرهوني) وعوامل كثيرة أدت للإحتقان في البلاد وفي المدينة خاصة.
نتائج القصف: نشرت صحيفة «لوبوتي جورنال» الفرنسية الصادرة يوم 28 غشت من العام 1907 مقالا حول القصف الذي تعرضت له الدار البيضاء جاء فيه : قتلى مغاربة خلال حملة المغرب 1907 «يمكن الآن أن نقيم آثار القصف على المدينة. عدد القتلى وصل إلى ما يفوق 500 مغربي أصيبوا بالقذائف الفرنسية، وكانت جثثهم ملقاة على الأرض في كل مكان، وكانت تنبعث منها روائح كريهة. وقام الجنود الفرنسيون بنقلها إلى خارج الأسوار وتغطيتها بالجير. كل مغربي ضبط وبحوزته سلاح يقتل في الحين. أما السكان الذين نجوا من القصف فجاؤوا أمام جنودنا وهم يرتعشون. بعضهم اعتقادا منه أنه يظهر احترامه للعادات الأوربية، وضع قبعة من القش على رأسه، ولوح بيديه بمنديل أبيض كدليل على السلام. المدينة كلها هدمت تقريبا. وحده حي القنصليات والمنازل المحيطة بها بقيت صامدة. هل هذا الدرس كاف ويعطي للمخزن القوة الضرورية لوقف هجمات القبائل وفرض الصمت على مثيري الشغب المسلمين الذين يدعون إلى الحرب المقدسة ضد الأوربيين؟.»
في هذه الأثناء سوف نرى ثوار ژايان يهرعون لإنقاذ الدينة في ظل خضوع وتهاون وإستسلام المخزن بل وتعاونه لإرسال حملة عسكرية مشتركة مع الفرنسيين لمحاربة المجاهدين (ولقد بر بنا ذكر ثورة موحا أو حمو ژايان).
ملحوظة الصورة الثانية لجنود المخزن مع الجنود الفرنسيين وهم يعالجون إثر ضربات موجعة لهم من قبل المجاهدين.