دث في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر 1995 وفاة أحد رجال المقاومة بالريف وأحد المقربين من المقوم عبدالكريم الخطابي محمد الحاج سلام أمژيان زعيم إنتفاضة الريف 1958 – 1949.
ولد محمد الحاج في قرية آيت بوخلف بقبيلة آيت ورياغل أواخر سنة 1926، تعلم القرآن بمساجد الريف وجبالة. وتابع دراسته في بداية الأربعينات في المعهد الأصيل (ثانوية الإمام مالك حاليا) بمدينة الحسيمة، وسافر بعدها لمدينة فاس لمتابعة دراسته في جامع القرويين، حيث حصل على شهادة العالمية. وفي بداية الخمسينات عمل مدرسا في إحدى المدارس بقرية بامحمد القريبة من فاس، ومكث في هذه القرية أزيد من أربع سنوات. ثم انتقل للتعليم بطنجة وتطوان.
أعتقل عدة مرات وإنتقل بين سجون المغرب بسبب رفضه التام لحزب الإستقلال وسياسته في الهيمنة ولسخط أهالي اليف عامة علي سياسات التهميش التي يقوم بها نيابة عن الإستعمار، وبعد مغادرته للسجن سنة 1958 وجد الأهالي في الريف عموما يتململون وكان قد أعد خطة للإنتفاضة مع رفاقه وإتخذه لذلك بيتا في قريته أيت بويخلف.
قرر محمد سلام امزيان شن حرب عصابات فاتجه للاعتصام بالجبال. كان سلاح الثوار قليلا وبسيطا ، وكان ولي العهد الأمير الحسن رفقة الجنرال الكتاني يقود العمليات ضد الثوار، فقوبلت هذه الانتفاضة برد عسكري وأمني قوي، أجبرت محمد الحاج سلام أمزيان أن يغادر الريف في مارس 1959 إلى مليلية سالكا طريقا سريا، ومنها سافر إلى إسبانيا.
من اسبانيا اتجه ليشتغل ككاتب خاص لعبدالكريم الخطابي في القاهرة ومنها إلى ليبيا حيث تحصل علي برنامج إذاعي يبث فيه لأهالي الريف وسرعان ما نشب له خلافات في ليبيا وإتجه للجزائر وبها أقام ثمان سنوات كمعارض ونشط ضد المخزن.
في سنة 1995 أصيب بوعكة صحية أقنعه الجالية الريفية في هولندا أن ينتقل لها للعلا وفعلا توجه لمدينة أوتريخت ووبها أجريت له عملية جراحية وبها توفي ونقل جثمانه بالرغم من رفض المخزن لذلك ولكن بسبب الضوطات تم نقل جثمانه لمسقط رأسه أيت بوخلف الحسيمة حيث نجد شاهد قبره (زرته سنة 2005).
ترك عدة مؤلفات مسة منها عن سيرة عبدالكريم الخطابي وواحد عن البورغواطيون ومملكة النكور بشمال المغرب وغيرها الكثير.