في مثل هذا اليوم 09 نوفمبر من سنة 2011 رحل عنّا الأستاذ عمر بن يوسف بن يوسف زيطاني، مربي الأجيال و ممن صنعوا المشهد الثقافي ببريان في نهاية الستينات وبداية السبعينات و أحد الذين أنعشوا فن الأنشاد و المجموعات الصوتية ،وكان من أبرز الممثلين في بعض المسرحيات الاجتماعية والتاريخية التي كانت تقام في مختلف الحفلات والمناسبات و عضوا فعَّالا ومشرفا في اللجنة المحلِّية لإحياء الأعراس مع زملائه من المعلِّمين .
الأستاذ عمر بن يوسف بن يوسف زيطاني من مواليد بلدة بريان ولاية غرداية، يوم الجمعة 22 سبتمبر 1944م.
في سنة 1950 بدأ تعليمة بالعاصمة بمدرسة “كوسمي” الفرنسية بالحامَّة اين كان يمارس والده رحمه الله تجارته ، و في سنة 1951 رجع الى بريان و التحق بمدرسة الفتح القرآنية والمدرسة الرسمية ببريان، وتتلمذ على مشائخ وتلقى على يدهم مبادئ اللغة العربية و القرآن الكريم ، منهم الشيخ بن يامي محمَّد بن بالحاج، والشيخ أولاد داود محمَّد البرياني، والشيخ كاسي موسى محمَّد بن موسى، والأستاذ امغازي عمر بن أعطيَّة، والشيخ اسعودي عيسى بن سليمان، والشيخ بن زايط يوسف بن حمُّو.
و في سنة 1961 انتقل إلى القرارة اين استظهر القرآن الكريم، على يد الشيخ كرشوش سليمان، والشيخ كرشوش محمَّد، والشيخ بيُّوض رحمهم الله .
و التحق بمعهد الحياة سنة 1964 وقضى فيه ثلاث سنوات ليزداد علما على يد مشائخ أجلاَّء، منهم الشيخ بالحاج محمَّد بن بابا (الشيخ بن الشيخ)، والشيخ بكير بيوض، والشيخ باجو صالح، والشيخ بلحاج بكير (باشعادل)، والشيخ العايب محمَّد (الشيخ الراعي).
وفي هذه الأثناء كان عضوا فعّالا في الحركة الكشفية، و استفاد من أنشطة المخيَّمات ومنها اكتسب خبرة في الشجاعة الأدبية.
كان زواجه في العاشر من جويلية من سنة 1967م .
بعد ان صقل موهبته بلقرارة و كان ممن يعشق فن الانشاد و الااهازيج مما خوله لاحقا من تاسيس مجموعة الحان الفتح ورئاستها بعد تخرجه سنة 1968 من معهد الحياة ولبى نداء التدريس ببلدته بريان بعد ان دعاه ثلثة من المشائخ ، منهم الشيخ صالح بن يحي الطالب باحمد، والشيخ أحمد بن عمر أوراغ، فطلبوا منه الالتحاق بمدرسة الفتح القرآنية معلِّما، فلبَّى النداء وكان من خيرة المعلّمين ، ومن منا لا يتذكر اخلاقه و وتفانيه في تلقين التلاميذ الدروس و الخط الجميل و المحفوظات المدرسية و التحفيزات و هدايا الإستحسان . وانتسابه للتعليم لم يمنعه من النشاط الاجتماعي على مستوى عشيرته آت بلفع فكان أمين أموالها ، و من المصلحين لذات البين، ومدافعا عن الأرامل وابا حنونا لليتامى، ومنسقا لأفراح اعراس العشيرة و رئيسا للعديد من جلسات إدارتها لعدَّة سنوات لحنكته و رجاحة عقله. وصال جهاده في التدريس لمدة من الزمن الى ان عين ،سنة 1993 مديرا بمدرسة الفتح القرآنية فرع القديمة (فكان معلِّما ومديرا) ثم تولَّى مسؤولية التمهين الخاص بالبنات بمدرسة الفتح مع رفيقه الشيخ موسى المال الحاج داود بن حمو. ومن سنة 1998 الى 2001 تولى أدارة مدرسة الفتح فرع كاف حمودة إلى أن تقاعد،
وفي يوم الإربعاء التاسع نوفمبر من سنة 2011 توفِّي رحمه الله عن عمر ناهز 67 سنة بعد مرض عضال اقعده لمدة عامين ، ودفن ببريان في موكب جنائزي مهيب صبيحة يوم الخميس 10 نوفمبر 2011م، الموافق لـ: 14 ذي الحجَّة 1433 ﻫ. بعد عمر حافل في تكوين الأجيال و خدمة المجتمع من كل نواحيه .