حدث في مثل هذا اليوم 11 مارس 2018، توفي السيد سليمان بن حاج سعيد بكاي عن عمر ناهز 87 سنة، وهو من أبناء آت يسجن، حيث وُلد عام 1932. بدأ تعليمه في المحضرة، حيث تلقى المبادئ الأولى، ثم أكمل حفظ القرآن، قبل أن يدخل مجال التجارة في العاصمة. ومع ذلك، قرر العودة نهائيًا إلى مزاب في 11 فبراير 1962.
بعد عودته، جرب عدة مهن، حيث مارس البناء لفترة وجيزة، ثم اتجه إلى الفلاحة، حيث أصبح مختصًا في زراعة النخيل. عُرف الفقيد بنشاطه الكبير في الدفاع عن البيئة والنظام الواحاتي، وكان من أبرز المنافحين عن حماية النخيل والتنوع البيولوجي، ما جعله يحظى بتكريمات دولية في كل من إيطاليا والمغرب تقديرًا لجهوده في هذا المجال.
لم يقتصر دوره على الفلاحة فقط، بل ساهم في تأليف كتب حول النخلة، والتي نُشرت باللغتين المزابية والعربية، وطُبعت بإشراف المحافظة السامية للأمازيغية. كما كان واسع الاطلاع على التراث والمخطوطات القديمة، حيث شارك في عدة أنشطة ثقافية بالتعاون مع مكتبات آت يسجن وخارجها.
رحم الله الشيخ سليمان بكاي وأسكنه فسيح جناته، فقد كان رمزًا للنضال البيئي والفلاحي، وترك بصمة بارزة في حماية التراث الواحاتي والبيئة في الجزائر.