وفاة الشيخ حسن العطار، الإمام الأكبر للأزهر الشريف

حدث في مثل هذا اليوم 22 مارس 1835 – وفاة الشيخ حسن العطار، الإمام الأكبر للأزهر الشريف، وأحد رواد التجديد الفكري في العالم الإسلامي.

ولد حسن بن محمد العطار عام 1766 في القاهرة لأسرة من أصول أمازيغية مغربية، حيث كان والده مهاجرًا مغربيًا استقر في مصر ليعمل بائعًا للعطور، ومنها جاء لقب “العطار”. رغم بساطة حال الأسرة، إلا أن حسن العطار أظهر نبوغًا علميًا منذ صغره، مما دفع والده لتشجيعه على طلب العلم في الأزهر الشريف.

تولى الشيخ حسن العطار مشيخة الأزهر عام 1830 في فترة شهدت تحولات سياسية وعلمية كبرى في مصر، خاصة بعد الحملة الفرنسية (1798-1801). كان العطار أحد العلماء الذين أدركوا تأثير العلوم الحديثة، وسعى إلى تطوير الأزهر وإدخال مناهج جديدة فيه، معتبرًا أن العلوم الطبيعية والتطبيقية لا تتعارض مع العلوم الشرعية.

  • تحديث المناهج التعليمية لتشمل الرياضيات، والفلك، والتاريخ، والعلوم الطبيعية إلى جانب الفقه والتفسير.
  • دعم حركة الترجمة ونقل العلوم الغربية إلى مصر.
  • تأكيده على أهمية التفكير النقدي ورفضه للجمود الفكري الذي كان يعاني منه الأزهر في تلك الفترة.
  • تتلمذ على يديه العديد من الشخصيات المؤثرة في النهضة المصرية، أبرزهم رفاعة الطهطاوي، الذي أصبح فيما بعد من رواد النهضة العلمية والتعليمية.

ترك حسن العطار إرثًا علميًا وأدبيًا غنيًا، حيث جمع بين العلوم الإسلامية التقليدية والعلوم الحديثة، ومن أبرز مؤلفاته:

  1. حاشية على شرح الأزهرية – في النحو والصرف.
  2. رسالة في المنطق – حيث شرح قواعد التفكير المنطقي وأهميته في الفقه والعقيدة.
  3. ديوان شعر – يجمع بين الفصاحة الأدبية والتعبير عن قضايا عصره.
  4. كتابات في التاريخ والجغرافيا – عكس فيها تأثره بالمنهج الغربي في البحث العلمي.

توفي الشيخ حسن العطار في 22 مارس 1835، لكنه بقي نموذجًا للمفكر الأزهري المستنير الذي حاول الجمع بين التراث الإسلامي والحداثة العلمية. أثره الفكري امتد ليكون أحد الركائز التي قامت عليها حركة النهضة المصرية في القرن التاسع عشر، وخاصة في عهد محمد علي باشا الذي استفاد من رؤى العطار في مشروعه التحديثي.

كان حسن العطار شخصية استثنائية في التاريخ الإسلامي الحديث، حيث نجح في كسر القوالب التقليدية وجعل من الأزهر مؤسسة قادرة على التفاعل مع مستجدات العصر. أصوله الأمازيغية المغربية، وانفتاحه على الفكر الأوروبي، ورؤيته التنويرية جعلته أحد أهم العلماء الإصلاحيين الذين أسسوا لجيل جديد من النهضة الفكرية في مصر والعالم الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *