حرب الساحل البربري

حدث في مثل هذا اليوم 10 مايو 1801، بدأت حرب الساحل البربري كما يسميها الإنجليز، وهي حرب بحرية دارت بين باشا طرابلس يوسف باشا القره مانلي وبين الأسطول الأمريكي. هذه الحرب تعتبر واحدة من سلسلتين من الصراعات التي عرفت لاحقًا بحروب الساحل البربري، حيث كانت الأولى مع الساحل الجزائري (سوف نأتي على ذكرها في وقتها).

أسباب الحرب:

السبب الرئيسي لنشوب الحرب كان رفض الأمريكيين دفع الإتاوة السنوية الإضافية المفروضة عليهم من قبل العثمانيين مقابل حماية سفنهم التجارية في البحر الأبيض المتوسط. كانت هذه الإتاوة بمثابة ضريبة حماية تفرضها الدول العثمانية في شمال إفريقيا على السفن المارة لضمان سلامتها من القرصنة. تجدر الإشارة إلى أن هذه “الحماية” لم تكن سوى قرصنة منظمة من قبل العثمانيين أنفسهم، وليس للأمازيغ دور فيها، حيث كانت أراضيهم محتلة من قبل الأتراك. ولكن، أطلق على الحرب اسم “حرب الساحل البربري” كإشارة جغرافية للمناطق الأمازيغية، وليس للدلالة على انخراطهم فيها.

التشكيلة العسكرية:

رغم أن القيادة كانت في معظمها عثمانية وكورغلية، إلا أن المصادر التاريخية تحفظ لنا أسماء جنود ذوي ألقاب أمازيغية، مما يشير إلى مشاركة أبناء قبائل هوارة وغيرهم ضمن الجنود، لكنهم كانوا جزءًا من نظام القرمانلي العثماني. كما شارك في هذه الحرب بعض المغامرين الأوروبيين الذين اعتنقوا الإسلام في ذلك الوقت.

مجرى الحرب ونتائجها:

استمرت الحرب لمدة خمس سنوات، وانتهت بانتصار يوسف باشا القرمانلي على الأمريكيين، وكان أبرز معالم هذا الانتصار أسر السفينة “فيلادلفيا”، التي كانت من كبريات السفن في الأسطول الأمريكي. تم أسر طاقمها بالكامل، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى التفكير في إعادة استراتيجياتها العسكرية في البحر المتوسط.

في الثقافة الشعبية:

قامت عدة أعمال سينمائية ووثائقية بإعادة تصوير هذه المعركة البحرية، وهي جزء من تاريخ العلاقات الأمريكية مع شمال إفريقيا، حيث تم تصويرها كواحدة من أولى المغامرات العسكرية الخارجية للولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *