وقوع معركة زاما

في مثل هذا اليوم، 19 أكتوبر 201 قبل الميلاد، وقعت معركة زاما الشهيرة بين القائد القرطاجي هانيبال والملك النوميدي ماسينيسا وحلفائه الرومان بقيادة سكيبيو. تعتبر هذه المعركة نقطة تحول كبرى في تاريخ الحروب القرطاجية، حيث طبق ماسينيسا نفس الخطط العسكرية التي عرف بها هانيبال، مستغلًا تراجع دعم القبائل الليبية الأمازيغية التي كانت قد تخلت عن تقديم الخيالة والمشاة إلى هانيبال في حربه ضد روما.

كانت معركة زاما خاتمة للحملة الفاشلة على روما، وأسفرت عن هزيمة هانيبال وتراجع النفوذ القرطاجي في شمال إفريقيا. كما أدت إلى إعادة رسم حدود قرطاج، مما جعلها تنكمش وتتخلى عن سيطرتها على العديد من المدن، بما فيها المدن الليبية التي كانت تمنعها من الوصول إلى التجارة البحرية.

شهدت هذه المرحلة تنامي الروح القومية الأمازيغية بقيادة ماسينيسا، الذي لعب دورًا محوريًا في تغيير موازين القوى في المنطقة، وكانت نهاية الحرب القرطاجية الثانية بمثابة بداية لعصر جديد في شمال إفريقيا.

وفاة السلطان المغربي محمد الرابع

حدث في مثل هذا اليوم 11 سبتمبر 1873، توفي السلطان المغربي محمد الرابع بمراكش، واسمه الكامل محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن علي العلوي، عن عمر ناهز 63 عامًا، بعد حكم دام 14 سنة اتسم بضعف سياسي وهزائم عسكرية ورضوخ متزايد أمام الضغوط الأجنبية، خاصة الأوروبية.

ولد السلطان محمد الرابع سنة 1810، وتولى الحكم سنة 1859 عقب وفاة والده السلطان عبد الرحمن. وقد شهدت فترة حكمه عدة محطات حرجة في التاريخ المغربي الحديث، أبرزها:

  • الهزيمة المدوية أمام إسبانيا في حرب تطوان (1859–1860)، التي انتهت بتوقيع معاهدة وادي راس، والتي ألزمت المغرب بدفع تعويضات مالية ضخمة وأعطت لإسبانيا مزيدًا من السيطرة على أجزاء من شمال البلاد.

  • تفريطه في مدن مغربية إستراتيجية مثل سبتة ومليلية وسيدي إفني، التي تم تثبيت السيطرة الإسبانية عليها خلال حكمه، في إطار سياسة استرضاء القوى الأوروبية مقابل البقاء على العرش.

  • الرضوخ المتزايد لشروط الأجنبي، خصوصًا فرنسا وبريطانيا وإسبانيا، سواء من خلال الامتيازات الاقتصادية أو القنصلية، ما زاد من اختراق القوى الاستعمارية للنسيج السياسي المغربي.

  • داخليًا، عرف عهده اضطرابات متكررة وثورات قبلية، زعزعت أركان الدولة، نتيجة تفشي الفساد والجبايات الثقيلة وتراجع الثقة الشعبية في المخزن.

وبذلك، يظل حكم محمد الرابع مرحلة حرجة ومظلمة من تاريخ المغرب السياسي، ممهّدة لما سيأتي بعده من احتلال مباشر في أوائل القرن العشرين، حيث فشل في الحفاظ على السيادة الوطنية واستقرار الداخل.

كارلوس الخامس يحتل مدينة تونس

حدث في مثل هذا اليوم 21 يوليو 1535 – إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة كارلوس الخامس يحتل مدينة تونس بتواطؤ من السلطان الحسن بن محمد الحفصي والذي كان قد إستنجد به لجمايته من خير الدين بربروس الذي أرسل أسطولا دحر به الأتراك العثمانيين واستولى على تونس كما سلف وفرض عليها الحماية الإسبانية، وأعيد مولاي الحسن إلى سدة حكمه، كما استنجد بعد ذلك بالإسبان من جديد لقمع ثورة وقعت بمدينة القيروان بوسط البلاد التونسية، غير أن المهاجمين على المدينة انهزموا أمامها واستمر مولاي الحسن في الحكم إلى أن عزله ابنه الأكبر أبو العباس أحمد عام 1543، ومات خلال حصار المهدية عام 1550..

رئيس الوزراء بن علي ينقلب على بورقيبة

حدث في مثل هذا اليوم 7 نوفمبر 1987 رئيس الوزراء التونسي أنذاك زين العابدين بن علي (مر ذكره) يطيح في نقلاب أبيض بالزعيم لحبيب بورقيبة (مر ذكره) ويتولى هو رئاسة تونس حتي تم خلعه هو أيضا من قبل الشعب التونسي في ثورة الياسمين.
عرفت هذه المناسبة فيما بعد بالعيد الوطني للسابع من نوفمبر وسميت به مطارات وشوارع ومدارس وأصبح حفلا يغني ويطبل للنظام به في كل مكان.

زين الدين بن علي رئيسا للوزراء

حدث في مثل هذا اليوم 2 أكتوبر 1987 في خطوة مفاجئة وغير مفهومة ليومنا هذا الرئيس التونسي السابق لحبيب بورقيبة يعينة زين الدين بن علي رئيسا للوزراء بدلا من محمد مزالي والذي بقي 36 يوما رئيسا للوزراء وأعلن بعدها تنحية بورقيبة لدواعي صحية (حسب زعمه) ليصبح هو الرئيس المطلق لتونس حتى يتم خلعه من قبل الشعب التونسي سنة 2011.

عبد المالك سلال وزيرًا أول للجزائر

حدث في مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 2012، تم تعيين عبد المالك سلال (مرّ ذكره) وزيرًا أول للجزائر، خلفًا لأحمد أويحيى، في تغيير حكومي لم يكن مفاجئًا آنذاك، حيث تداول الرجلان مناصب عليا في الدولة الجزائرية لسنوات طويلة.

خلفية التعيين:

جاء تعيين سلال بعد الانتخابات التشريعية التي شهدتها الجزائر في مايو من نفس العام، ضمن إعادة ترتيب داخل النظام السياسي، لم تُغير كثيرًا من قواعد اللعبة الفعلية، بل حافظت على نفس الوجوه ونفس السياسات.

المفارقة:

رغم أن كلا الرجلين من أصول أمازيغية — سلال من منطقة قسنطينة ذات الأصول الشاوية، وأويحيى من تيزي وزو في القبائل — إلا أن سياساتهما ومواقفهما الرسمية كانت غالبًا مناقضة لمطالب الحركة الثقافية الأمازيغية، واعتُبرا في نظر الكثير من النشطاء:

  • أدوات في يد السلطة المركزية لقمع أي حراك أمازيغي.

  • مساهمين في تعطيل الاعتراف الفعلي باللغة والثقافة الأمازيغيتين.

  • رمزين لـالاستعمال الوظيفي للهوية الأمازيغية داخل النظام دون ترجمة حقيقية على الأرض.

إرثهما:

  • عبد المالك سلال سيُعرف لاحقًا بخطاباته المثيرة للجدل، وأسلوبه الخطابي الساخر الذي لم يلق استحسانًا شعبيًا، رغم محاولته لعب دور “الرجل القريب من الشعب”.

  • أما أحمد أويحيى، فقد طُبع اسمه بتاريخ طويل من التضييق على الحريات، وكان له دور مباشر في قمع عدد من المظاهرات الطلابية والاحتجاجات الاجتماعية.

  • انتهى بهما المطاف لاحقًا إلى السجن ضمن قضايا فساد خلال حراك 2019، وهو ما اعتبره كثيرون نهاية رمزية لمنظومة كاملة من الاستبداد والتناقض.

نفي السلطان محمد بن يوسف

حدث في مثل هذا اليوم 20 أغسطس 1953 نفي السلطان محمد بن يوسف (محمد الخامس مر ذكره) من المغرب لمدغشقر وتنصيب لمحمد بن عرفة مكانه (مر ذكره).
أدى هذا النفي إلى ترحيب من البعض إلا أنه أدى إلى إضرابات عامة في عدة مناطق قادها خصوصا حزب الإستقلال.
ملحوظة صورة عائلية لأمير المؤمنين السلطان محمد الخامس من منفاه في مدغشقر.

إستقلال دولة برقة

حدث في مثل هذا اليوم 1 يونيو 1949 جلاء القوات الإيطالية عن ليبيا وإعلان الملك محمد إدريس السنوسي استقلال دولة برقة، في خطوة مفصلية كانت تمهيدًا لتأسيس دولة ليبيا الحديثة.

جاء هذا الحدث بعد عقود من الاحتلال الإيطالي الذي بدأ عام 1911، وأعقبه نضال طويل قاده المجاهدون الليبيون، ومنهم الأمير محمد إدريس السنوسي (مرّ ذكره سابقًا)، الذي شكّل رمزًا للقيادة السياسية والدينية في إقليم برقة.

ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة إيطاليا الفاشية، انسحبت القوات الإيطالية رسميًا من الأراضي الليبية في مثل هذا اليوم، ليعلن إدريس السنوسي استقلال إقليم برقة كخطوة أولى نحو التحرير الشامل.

شكّل إعلان استقلال برقة في 1 يونيو 1949 لبنة أولى في مشروع توحيد الأقاليم الليبية الثلاثة: برقة، طرابلس، وفزان، والذي تُوّج لاحقًا بإعلان استقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951 كدولة موحدة تحت راية المملكة الليبية المتحدة، بزعامة الملك إدريس.

ويُعد هذا اليوم من أهم المحطات في تاريخ ليبيا الحديث، إذ يمثل بداية التحول من الاستعمار إلى الدولة، ومن الشتات الجغرافي إلى الوحدة الوطنية.

وفاة الأمير عبدالقادر الجزائري

حدث في مثل هذا اليوم 26 مايو 1883 توفي الأمير عبد القادر الجزائري، المجاهد والعالم والزعيم السياسي، في منفاه بمدينة دمشق السورية، حيث قضى آخر سنوات حياته بعد مسيرة طويلة من الجهاد والمواقف السياسية والإنسانية التي خلدته في الذاكرة الإسلامية. وقد نُفي إلى دمشق برفقة أسرته بعد استسلامه للفرنسيين، ودفن فيها قبل أن يُعاد جثمانه إلى الجزائر بعد الاستقلال سنة 1965.

ولد الأمير عبد القادر سنة 1808 في منطقة القيطنة قرب مدينة معسكر، وتلقى علومه في بيئة دينية صوفية. وقد برز اسمه بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830، حين بويع أميرًا للمقاومة سنة 1832، وقاد جهادًا منظمًا ضد الاحتلال الفرنسي لمدة أكثر من 15 سنة، متفوقًا في بعض المعارك ومهزومًا في أخرى، إلى أن استسلم رسميًا في مثل هذا اليوم 23 ديسمبر 1847.

رغم انتصاراته الأولية وتأسيسه لدولة منظمة ذات مؤسسات، إلا أن الأمير واجه صعوبات سياسية وعسكرية، منها:

  • التحالفات المعقدة بين الفرنسيين وبعض القبائل

  • تفاوت ميزان القوة العسكرية

  • وعوامل داخلية وخارجية أخرى، أدت في النهاية إلى استسلامه للجنرال الفرنسي لاموريسيار

رغم أن الأمير عبد القادر استسلم للفرنسيين وعاش بعد ذلك حياة مريحة نسبيًا في دمشق، حيث كان موفور الحال ويستقبل زوارًا كبارًا من الغرب والشرق، إلا أن الدولة الجزائرية الحديثة اتخذته رمزًا وطنيًا، مما أثار جدلًا تاريخيًا كبيرًا بين من:

  • يعتبرونه بطلاً وموحدًا ورجل دولة سابقًا لعصره

  • وبين من ينتقدون تضخيم صورته، متسائلين عن سبب شهرته رغم وجود مجاهدين كثر قاتلوا حتى آخر رمق ولم يُعرف لهم استسلام ولا تراجع، أمثال الأمير بوبغلة، فاطمة نسومر، الشريف بوبكر، الحاج المقراني، ولزرق بن مهني وغيرهم.

ما يجعل الأمير عبد القادر مثار جدل دائم هو أنه لم يكن فقط مجاهدًا عسكريًا، بل رجل سياسة وفكر أيضًا، وهو ما جعل البعض ينظر إلى استسلامه كخيار سياسي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد انهيار القوى العسكرية والقبلية من حوله، في حين يراها آخرون تخليًا مبكرًا عن قضية لم تنتهِ بعد.

ما لا يختلف عليه كثيرون هو أن الأمير عبد القادر لعب دورًا إنسانيًا نادرًا في حماية المسيحيين في دمشق سنة 1860، عندما أنقذ آلاف الأرواح من مجازر طائفية، وهو ما نال بسببه احترامًا عالميًا وتقديرًا رسميًا من دول أوروبية والفاتيكان.

توفي الأمير عبد القادر في 26 مايو 1883 بدمشق، ودفن فيها أولًا، ثم نُقل جثمانه إلى مقبرة العالية بالجزائر سنة 1965.

محمد الأمين باي ملكا علي تونس

حدث في مثل هذا اليوم 5 مايو 1943، تم تنصيب محمد الأمين باي ملكًا على تونس، ليكون آخر من تولّى الحكم من الأسرة الحسينية التي حكمت تونس منذ القرن الثامن عشر، حيث شكّل نهاية حكم البايات وبداية العد التنازلي لزوال الملكية في البلاد.

وُلد محمد الأمين باي في 4 ديسمبر 1881، وتوفي في سبتمبر 1962، أي بعد ست سنوات من استقلال تونس وإعلان الجمهورية. كان قد نُصّب وليًا للعهد خلال حكم منصف باي، لكن لم يكن يحظى بشعبية كبيرة، بل كان منبوذًا من قبل الحركة الوطنية التونسية، التي رأت فيه رمزًا للخضوع للاستعمار الفرنسي.

عندما تولّى الحكم سنة 1943، كانت تونس تحت الحماية الفرنسية، وكان دوره صوريًا وشكليًا فقط، فيما كانت السلطة الفعلية بيد السلطات الاستعمارية الفرنسية، التي استغلته كواجهة سياسية لا أكثر.

شكلت نهاية عهده سنة 1957 خاتمة العهد الحسيني وبداية العهد الجمهوري بقيادة الحبيب بورقيبة، وبهذا دخلت تونس مرحلة جديدة من تاريخها السياسي.

سوف نعود إلى سيرته الكاملة في ذكرى وفاته، لتسليط الضوء على تلك المرحلة الدقيقة من تاريخ تونس بين الاستعمار والاستقلال.