وفاة المفكر الإسلامي مالك بن نبي

حدث في مثل هذا اليوم 31 أكتوبر 1973 وفاة المفكر الإسلامي الأمازيغي الأصل مالك بن نبي في الجزائر العاصمة الجزائر عن عمر 68 سنة.
يُعدّ المفكر الإسلامي مالك بن نبى أحد رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ابن رشد ومن بعده محمد أركون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة.
وولد في أسرة أمازيغية متدينة (إيمورابضن) فكان والده قاضيا حيث حفظة القرآن عن صغر سنة ومن ثم تعلم الفرنسية في المدارس الرسمية وكانت له تجربة فاشلة للهجرة لفرنسة في شبابه وهي التي فتحت عينيه عن العالم وعاد أدراجه للجزائر ليكمل دراساته وتأملاته وبحوثه وتدبراته المبكرة.
عمل في محكمة أفلوا حيث إحتك بكل فيئات الشعب وإحتك أيضا بالفرنسيين وعرف عن قرب المشاكل التي تعيشها الأمة أهمية العدل عمليا وليس نظريا كما يمارسه الكثير من الفقهاء.
إنغمس مالك بعد ذلك في الدراسة وفي الحياة الفكرية، واختار الإقامة في فرنسا وتزوج من فرنسية ثم شرع يؤلف الكتب في قضايا العالم الإسلامي، فأصدر كتابه الظاهرة القرآنية في سنة 1946 ثم شروط النهضة في 1948 باللغة الفرنسية و قد ترجم الكتاب إلى العربية عام 1960 م وقد أضاف ملك بن نبي فصلين إلى النسخة العربية، الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار ووجهة العالم الإسلامي 1954، أما كتابه مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي فيعتبر من أهم ما كتب في القرن العشرين حول الفكر الإسلامي المعاصر.
انتقل إلى القاهرة هاربا من فرنسا بعد إعلان الثورة الجزائرية سنة 1954م تاركا وراءة زوجته التي رفضت مرافقته فرنسا التي لم يعد إليها إلا في 1971 حظي في مصر باحترام كبير، فكتب فكرة الإفريقية الآسيوية 1956. وعين مستشارا منظمة التعاون الإسلامي منصب سمح له بمواصلة الكتابة الفكرية وإرسال المال ليعول زوجته في فرنسا.
ترك عدد كبير من المؤلفات وترجمت كل كتاباته تقريبا للغة العربية وترجم كتاب قابلية الإستعمار للغة الأمازيغية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *