حدث في مثل هذا اليوم 25 سبتمبر 1984 انسحاب القوات الليبية بشكل تام من تشاد، في الوقت ذاته الذي انسحبت فيه القوات الفرنسية الداعمة للجانب التشادي، وذلك بموجب اتفاق مشترك بين البلدين.
جاء هذا الانسحاب بعد سنوات من التورط العسكري الليبي في الأراضي التشادية، وهي حرب كلّفت ليبيا خسائر بشرية ومادية فادحة، حيث زُجّ بآلاف الشباب الليبيين في المعارك، كثيرٌ منهم لم يتجاوز مرحلة التعليم الثانوي، بل وبعضهم لم يُكمل حتى الإعدادية، مما شكّل جرحًا عميقًا في الذاكرة الوطنية الليبية.
استنزفت هذه الحرب ثروات البلاد وخيراتها في مغامرة لم يُعرف لها هدف واضح، ولا مبرر منطقي لاندلاعها أو لإنهائها.
كانت باختصار حرب استنزاف بلا معنى، دفع الليبيون ثمنها دمًا ودموعًا وموارد، دون أن تعود عليهم بأي مكسب، لا سياسي ولا استراتيجي.
في هذا اليوم، انتهى فصل دامٍ من فصول السياسات الارتجالية التي قادها نظام القذافي، لكن آثاره بقيت تؤلم الشعب الليبي لعقود.