وفاة الشيخ مقراني

حدث في مثل هذا اليوم 5 مايو 1871، استُشهد الشيخ محمد المقراني، أحد أبرز رموز المقاومة الأمازيغية ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر، خلال معركة بطولية قرب مدينة لبويرة، وقد أصيب برصاصة قاتلة وهو في الصفوف الأمامية، كما كان دأبه في قيادة المعارك بنفسه، جنبًا إلى جنب مع جنوده ومقاتليه من بني عباس والمناطق المجاورة.

قبره لا يزال قائمًا في منطقة بني عباس، شاهدًا على بطولة قائد لم يعرف المهادنة، ورمزًا من رموز ثورة 1871، التي تُعد من أكبر الانتفاضات الشعبية في الجزائر بعد سقوط الأمير عبد القادر.

نشأته:

لا تتوفر معلومات كثيرة عن بدايات الشيخ المقراني، لكن المعروف أنه ينتمي لعائلة ميسورة، وكان والده أحمد المقراني من الشخصيات التي حاولت التعايش مع الاستعمار الفرنسي في بدايته، بعكس محمد، الذي اختار طريق التمرد والمقاومة، رافضًا الخضوع، خاصة بعد اتضاح أهداف الاستعمار في سحق الهوية والاستيلاء على الأرض.

بعد سقوط المقاومة، قامت سلطات الاحتلال بـنفي أسرته إلى تونس والجزر الكاليدونية (نيوكاليدونيا)، بينما هاجر بعضهم طوعًا إلى سوريا وبلاد الشام.

مأساة النفي المستمرة:

رغم مضي أكثر من قرن، لا تزال الدولة الجزائرية المستقلة حتى اليوم تحرم أبناء منفيي المقراني والقبائل في كاليدونيا وسوريا ولبنان وفلسطين من حقهم في الجنسية الجزائرية، بل ومن الاعتراف بتاريخهم.
ومع ذلك، فقد احتفظ بعض هؤلاء المنفيين، رغم العزلة القاسية، بلغتهم الأمازيغية وهويتهم الثقافية، وشوهد مؤخرًا في لقاءات تلفزيونية أفراد من نسلهم يتحدثون الأمازيغية بطلاقة في لبنان وفلسطين، رغم مرور أجيال على التهجير.

رحم الله الشيخ المقراني، رمزًا للشجاعة والتضحية، وذكرى خالدة في سجل المقاومة الأمازيغية الجزائرية ضد الاستعمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *