مجلة أزرف

حدث في مثل هذا اليوم 12 أبريل 1994، صدرت مجلة “ⴰⵣⵔⴼ – أزرف”، والتي تعني “الحق”، وهي مجلة أدبية علمية جامعة، تُعد من أوائل المجلات الأمازيغية التي أصدرها أمازيغ ليبيا في ظل ظروف القمع والتعتيم الثقافي التي فرضها نظام القذافي.

كانت المجلة تصدر باللغة الأمازيغية، ومرقونة بالآلة الكاتبة، مما يدل على بساطة الوسائل المتاحة آنذاك، إلا أن ذلك لم يمنع الفريق العامل عليها من الاجتهاد والإصرار على إيصال الصوت الأمازيغي.

طاقم المجلة وتوزيع المهام

رغم أن أسماء المشرفين لم تكن مذكورة داخل المجلة، حفاظًا على السرية وحماية من الملاحقة الأمنية، إلا أن المعلومات المتوفرة تؤكد أن المجلة كان يقف وراءها كل من:

  • جمال عمر العزابي (مصراتة) – تولّى مهمة تصميم المجلة وتجميع موادها.

  • الصديق سعيد الجياش

  • إسماعيل رجب اعطوشي

  • طارق عبد الرحمن الغالي

  • عبد الله أبو عجيلة عشيني

كان الفريق يجمع المواد والمقالات والأشعار من مختلف مناطق جبل نفوسة، طرابلس، وزوارة، ثم تُرسل إلى جمال العزابي في مصراتة، الذي يتولى ترتيبها وتصميمها، لتُعاد بعد ذلك إلى زوارة حيث يتم طبعها وتوزيعها بسرية.

خصوصية المجلة

  • لم يكن اسم رئيس التحرير مذكورًا، ولم تُنسب المقالات والأشعار إلى أصحابها، وذلك تفاديًا للملاحقات الأمنية.

  • كانت معظم المواد مكتوبة بتنوع أمازيغ زوارة، ما يُظهر هيمنة هذه اللهجة على الإنتاج الأمازيغي المكتوب آنذاك.

  • العدد الوحيد المؤكد المتوفر هو العدد الثاني، ما يعني أن العدد الأول سبق صدوره هذا التاريخ، لكن نتيجة التكتم الشديد لم يتوفر أرشيف واضح للمجلة.

أهمية مجلة أزرف

تُعد “أزرف” وثيقة نضالية ثقافية، تعكس شجاعة مجموعة من الشباب الأمازيغي في كسر جدار الصمت في أصعب المراحل، حيث كان مجرد الكتابة بالأمازيغية أو تداولها يعتبر مخاطرة حقيقية.

رغم بساطة الإمكانيات وغياب التوثيق الرسمي، تبقى مجلة “أزرف” واحدة من أهم المحاولات الأدبية والعلمية الرائدة في المشهد الثقافي الأمازيغي الليبي، وخطوة جريئة في مسار التمرد اللغوي والثقافي السلمي ضد الطمس والإنكار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *