وفاة الباحث الأمازيغي عبد الحفيظ إدريس

حدث في مثل هذا اليوم 15 مايو 2019 وفاة الباحث الأمازيغي عبد الحفيظ إدريس، مؤلف القاموس الكبير الفرنسي الأمازيغي، عن عمر ناهز 73 عامًا في مدينة بجاية. أقيمت جنازته في اليوم التالي في قريته تمانسين ببلدية بوكسليفا بحضور عدد كبير من أفراد المجتمع المحلي وأصدقاء الفقيد.
مسيرته العلمية:
ولد عبد الحفيظ إدريس في قرية تمانسين وتلقى تعليمه في بجاية، حيث انطلق في مسيرته العلمية التي تميزت بالبحث في اللغة الأمازيغية وثرائها اللغوي. عُرف كمثقف وباحث مستقل بذل جهده لسنوات طويلة في توثيق اللغة الأمازيغية من خلال معجمه الضخم “القاموس الفرنسي الأمازيغي الكبير”، الذي نشره المجلس الأعلى لتيموزغا بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للفنون الجميلة (ENAG) في عام 2017.
يحتوي القاموس على أكثر من 65,000 كلمة، مما يجعله من بين أكبر المراجع اللغوية للأمازيغية في العصر الحديث. وكان هذا العمل ثمرة عقود من البحث الميداني والتوثيق الدقيق، حيث جمع عبد الحفيظ إدريس كلمات ومصطلحات من مختلف مناطق تامزغا، بالإضافة إلى استعانته بقواميس أخرى مثل قواميس تشاويت وتاريفيت وتاشلحيت وتامازيغت.
إشادة واعتراف دولي:
حسب الباحث ياسين زيدان، المتخصص في اللغة والثقافة الأمازيغية، فقد رفع هذا القاموس الضخم مكانة اللغة الأمازيغية إلى مصاف اللغات الأم على المستوى الدولي، حيث أصبحت الأمازيغية تحتل المرتبة الأربعين بين 3000 لغة محصاة عالميًا، وذلك بفضل توثيق 65,000 كلمة في أكثر من 2000 صفحة.
إسهاماته الثقافية:
لم يقتصر عمل عبد الحفيظ إدريس على إعداد المعجم، بل كان عضوًا نشطًا في العديد من الجمعيات الثقافية منها جمعية يمّا جوا وجمعية الأمل للتنمية، حيث أقيمت له تكريمات متعددة اعترافًا بإسهاماته في خدمة اللغة الأمازيغية.
وفي تصريح للأديب رشيد أولبصير الذي كتب مقدمة القاموس، أشار إلى أن إدريس رغم مرضه، أصر على إتمام هذا العمل الضخم، وقام بمراجعة مئات المراجع اللغوية والتاريخية للوصول إلى هذا المنجز. وأكد أولبصير أن عمله كان بمثابة “عمل نملة”؛ حيث دقق في كل فصل من فصول القاموس وأوضح أصل كل كلمة بمعانيها وتفاصيلها الدقيقة.
إرثه الثقافي:
يعد “القاموس الفرنسي الأمازيغي الكبير” اليوم مرجعًا لا غنى عنه للباحثين في اللغة الأمازيغية، ويعتبر من الإنجازات الكبرى في توثيق هذه اللغة العريقة، ويظل عبد الحفيظ إدريس رمزًا للعطاء الفكري والثقافي في مجال الحفاظ على التراث الأمازيغي.

وفاة الفنان الأمازيغي العالمي إيدير

حدث في مثل هذا اليوم 2 مايو 2020، توفي الفنان الأمازيغي العالمي إيدير، واسمه الحقيقي حميد شريت، عن عمر ناهز 71 سنة، بعد مسيرة فنية وإنسانية حافلة، قدم خلالها الكثير للفن الأمازيغي، وكان سفيرًا صادقًا للموسيقى والثقافة الأمازيغية عبر العالم.

وُلد إيدير سنة 1949 في قرية أيت لحسين قرب تيزي وزو في منطقة القبائل الكبرى بالجزائر. التحق في البداية بكلية الجيولوجيا، وكان يستعد للعمل في قطاع الطاقة، قبل أن يقوده القدر إلى عالم الفن حين أدى أغنية “أفافا إينوفا” سنة 1973، والتي كانت أول أغنية أمازيغية تصل إلى العالمية، وتُرجمت إلى لغات عدة، لتصبح رمزًا لهوية شعب، ونقطة تحول في الأغنية القبائلية.

عُرف إيدير بأخلاقه الرفيعة وتواضعه الجم، وكان من الفنانين القلائل الذين جمعوا بين الالتزام الفني والعمق الثقافي، دون الانخراط في صراعات سياسية مباشرة، بل كان يحمل قضيته بهدوء وكبرياء عبر الكلمة واللحن، مؤمنًا بأن الفن رسالة وهوية، وليس مجرد تسلية.

عاش إيدير معظم حياته في المهجر، وتحديدًا في فرنسا، لكنه لم يتخلّ يومًا عن لغته وهويته، وجاب عواصم العالم معرفًا بالموسيقى الأمازيغية، ومقدّما صوت القبائل والمغرب الكبير على مسارح باريس، مونتريال، بروكسل، جنيف، وغيرها. تعاون مع كبار الفنانين العالميين مثل ماكسيم لوفوريستييه، فرانسيس كابريل، دانييل لافوا، وخالد.

ترك خلفه عدة ألبومات خالدة من بينها:

  • A Vava Inouva (1976)

  • Les Chasseurs de Lumières (1993)

  • Identités (1999)

  • Ici et Ailleurs (2017)

كان إيدير لا يغني فقط، بل يروي تاريخًا، ويحمل ذاكرة شعب، ويزرع السلام من خلال الأوتار والكلمات.

برحيله، فقدت تامازغا والعالم الأمازيغي صوتًا لا يُعوض، لكن إرثه سيبقى خالدًا في ذاكرة الأحرار، وعند كل من آمن أن الأمازيغية قادرة أن تخاطب العالم بلغة الفن والكرامة.

رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته.

وفاة بلعيد آت عمر (بلعيد آيت علي)

حدث في مثل هذا اليوم 12 مايو 1950: توفي الكاتب والشاعر الأمازيغي الكبير بلعيد آيت علي، المعروف أيضًا باسم بلعيد آت عمر أو بلعيد إزارار، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا نادرًا شكل لبنة أساسية في مسار الكتابة الأمازيغية الحديثة.

سيرته:

ولد بلعيد يوم 25 نوفمبر 1909 في بويرة بالجزائر، حيث كانت والدته تعمل معلمة. انتقل في سن الخامسة إلى قريته الأصلية آزرو كلال، حيث تابع دراسته الأولية حتى سنة 1920. ثم اصطحبه شقيقه الأكبر محمد سعيد إلى فرنسا، قبل أن يعود إلى الجزائر سنة 1925 بعد وفاة والده.

تزوج بلعيد مبكرًا، لكن زواجه الأول لم يدم طويلا. قضى شبابه متنقلًا بين قريته، العاصمة الجزائرية، وفرنسا، حيث عمل في المصانع. في سن العشرين، التحق بالخدمة العسكرية، وترقى إلى رتبة رقيب أول، لكنه فقد رتبته لاحقًا بسبب الإدمان على الكحول خلال الحرب العالمية الثانية.

خلال تلك السنوات العصيبة، عانى بلعيد من الضياع والتشرد، خصوصًا بعد انفصاله عن زوجته وفقدان حضانة ابنه رمضان. عاد إلى الجزائر فارًا من الحرب الأوروبية، وعاش مطاردًا من قبل السلطات، متنقلًا بين القرى ومتخذًا من منازل أخواته ملاذًا آمنًا.

بداية الكتابة:

بدأ بلعيد في مارس 1946 كتابة أولى مؤلفاته، بعد تعرفه على الأب الأبيض جول لويس ديغزيل، الذي زوده بأوراق فارغة جمعها بخيط وإبرة، لتكون نواة فهرس التوثيق الأمازيغي الذي أشرف عليه لاحقًا الأب داليه.

كتب بلعيد أول قصة له بعنوان “بو يد ميمين”، مستخدمًا مزيجًا من الحروف اللاتينية المستعارة وبعض الرموز الصوتية المستحدثة، ما جعله من أوائل من حاولوا وضع نظام كتابي للأمازيغية باللهجة القبايلية.

تطور أسلوبه:

  • استلهم كتابته الصوتية من محاولات بوليفة وبن سديدة، لكنه سرعان ما ابتكر نظامه الخاص.

  • أدخل تدريجيًا رموزًا صوتية دقيقة، مثل التفريق بين الزاي العادي (z) والزاي المفخم (ẓ)، وكذلك بين الدال العادي والمفخم.

  • كان من بين أوائل من استعمل الحرف ɛ للتعبير عن العين الأمازيغية.

موضوعات مؤلفاته:

كتب بلعيد في عدة مجالات:

  • القصص: مثل “تاسا”، “تصضبر”، “آت زيك”، “داين دحاكون”.

  • الحكايات الرمزية مع الحيوانات: مثل “الحاج أمشيش”، “التماحوت والذئب”، “يوم تحدثت الأشياء”.

  • نصوص إثنوغرافية: مثل “جدي”، “في حفل العرس”، “عادات الدفن”.

  • القصائد: خصص دفترًا كاملًا جمع فيه أكثر من ثلاثين قصيدة من نظمه، بالإضافة إلى قصائد متفرقة في دفاتر أخرى.

  • دراسة نسائية: خصص دفترًا للحديث عن نساء قريته مثل “ذهبيا آت قاسي”، “زينة آت عمرتش”، و”جوهرة النبيلة”.

كما كتب تحفة أدبية كاملة بعنوان “الولي بواد الرمال (Lwali bbwedrar)”، وتناول في كتاباته سيرته الشخصية مستخدمًا أسماء مستعارة لأفراد عائلته، خصوصًا والدته.

وفاته وإرثه:

توفي بلعيد آيت علي سنة 1950، عن عمر يناهز الأربعين عامًا، بعدما ترك أثرًا لا يُمحى في مسار الكتابة الأمازيغية، إذ اعتُبرت مؤلفاته لاحقًا أهم محتوى أدبي في فهرس التوثيق الأمازيغي للأب داليه، الذي تم نشره سنة 1964.

خلاصة:

بلعيد آت عمر يمثل صوتًا مبكرًا، متمردًا ومجددًا في الأدب الأمازيغي المكتوب. كان سابقًا لزمانه حين حمل قلمه ليؤرخ بالعامية القبايلية، لغة أمهاتنا وجداتنا، واقعًا وأحلامًا وثقافة.

وفاة اللاعب والمدرب الدولي الجزائري السابق جمال مناد

حدث في مثل هذا اليوم، 22 مارس 2025، وفاة اللاعب الأمازيغي والمدرب الدولي الجزائري السابق جمال مناد عن عمر ناهز 64 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

بدأ مناد مسيرته الكروية مع شباب بلوزداد، ثم انتقل إلى شبيبة القبائل، حيث تألق وساهم في تحقيق العديد من الألقاب، أبرزها دوري أبطال إفريقيا عام 1981 وكأس الجزائر عام 1986. كما خاض تجارب احترافية في أوروبا مع نادي نيم أولمبيك الفرنسي، ثم مع فريقي فاماليكاو وبيلينينسيس في البرتغال.

على الصعيد الدولي، ارتدى مناد قميص المنتخب الجزائري بين عامي 1980 و1995، وشارك في 81 مباراة دولية سجل خلالها 25 هدفًا. كان من أبرز المساهمين في تتويج الجزائر بأول لقب لكأس أمم إفريقيا عام 1990، حيث تصدر قائمة هدافي البطولة برصيد 4 أهداف.

بعد اعتزاله اللعب، بدأ مناد مسيرته التدريبية كمساعد مدرب في شبيبة القبائل موسم 1995-1996، ثم تولى تدريب عدة أندية جزائرية، منها اتحاد العاصمة، مولودية الجزائر، واتحاد الحراش. في عام 2023، عاد إلى شبيبة القبائل ليشغل منصب المدير الرياضي.

برحيل جمال مناد، تفقد الكرة الجزائرية أحد أبرز نجومها الذين ساهموا في رفع راية الوطن عاليًا في المحافل الدولية. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

وفاة الشيخ حسن العطار، الإمام الأكبر للأزهر الشريف

حدث في مثل هذا اليوم 22 مارس 1835 – وفاة الشيخ حسن العطار، الإمام الأكبر للأزهر الشريف، وأحد رواد التجديد الفكري في العالم الإسلامي.

ولد حسن بن محمد العطار عام 1766 في القاهرة لأسرة من أصول أمازيغية مغربية، حيث كان والده مهاجرًا مغربيًا استقر في مصر ليعمل بائعًا للعطور، ومنها جاء لقب “العطار”. رغم بساطة حال الأسرة، إلا أن حسن العطار أظهر نبوغًا علميًا منذ صغره، مما دفع والده لتشجيعه على طلب العلم في الأزهر الشريف.

تولى الشيخ حسن العطار مشيخة الأزهر عام 1830 في فترة شهدت تحولات سياسية وعلمية كبرى في مصر، خاصة بعد الحملة الفرنسية (1798-1801). كان العطار أحد العلماء الذين أدركوا تأثير العلوم الحديثة، وسعى إلى تطوير الأزهر وإدخال مناهج جديدة فيه، معتبرًا أن العلوم الطبيعية والتطبيقية لا تتعارض مع العلوم الشرعية.

  • تحديث المناهج التعليمية لتشمل الرياضيات، والفلك، والتاريخ، والعلوم الطبيعية إلى جانب الفقه والتفسير.
  • دعم حركة الترجمة ونقل العلوم الغربية إلى مصر.
  • تأكيده على أهمية التفكير النقدي ورفضه للجمود الفكري الذي كان يعاني منه الأزهر في تلك الفترة.
  • تتلمذ على يديه العديد من الشخصيات المؤثرة في النهضة المصرية، أبرزهم رفاعة الطهطاوي، الذي أصبح فيما بعد من رواد النهضة العلمية والتعليمية.

ترك حسن العطار إرثًا علميًا وأدبيًا غنيًا، حيث جمع بين العلوم الإسلامية التقليدية والعلوم الحديثة، ومن أبرز مؤلفاته:

  1. حاشية على شرح الأزهرية – في النحو والصرف.
  2. رسالة في المنطق – حيث شرح قواعد التفكير المنطقي وأهميته في الفقه والعقيدة.
  3. ديوان شعر – يجمع بين الفصاحة الأدبية والتعبير عن قضايا عصره.
  4. كتابات في التاريخ والجغرافيا – عكس فيها تأثره بالمنهج الغربي في البحث العلمي.

توفي الشيخ حسن العطار في 22 مارس 1835، لكنه بقي نموذجًا للمفكر الأزهري المستنير الذي حاول الجمع بين التراث الإسلامي والحداثة العلمية. أثره الفكري امتد ليكون أحد الركائز التي قامت عليها حركة النهضة المصرية في القرن التاسع عشر، وخاصة في عهد محمد علي باشا الذي استفاد من رؤى العطار في مشروعه التحديثي.

كان حسن العطار شخصية استثنائية في التاريخ الإسلامي الحديث، حيث نجح في كسر القوالب التقليدية وجعل من الأزهر مؤسسة قادرة على التفاعل مع مستجدات العصر. أصوله الأمازيغية المغربية، وانفتاحه على الفكر الأوروبي، ورؤيته التنويرية جعلته أحد أهم العلماء الإصلاحيين الذين أسسوا لجيل جديد من النهضة الفكرية في مصر والعالم الإسلامي.

وفاة النائب بالمجلس الشعبي الوطني محمد بابا علي

حدث في مثل هذا اليوم 4 مارس 2019، فقدت الجزائر أحد أبرز المناضلين الأمازيغ، النائب بالمجلس الشعبي الوطني محمد بابا علي، الذي توفي إثر حادث سير. وُلد رحمه الله في بلدية إدلس، الواقعة على بُعد 200 كلم شمال تمنراست، حيث بدأ مسيرته في التعليم الابتدائي والمتوسط قبل أن ينخرط في العمل الجمعوي والسياسي.

مسيرته النضالية والسياسية

  • التحق بصفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية، حيث بدأ وعيه الوطني والاجتماعي بالتشكل.
  • كان من مؤسسي جمعية “تينفوسين” الثقافية، التي عملت على الحفاظ على الثقافة الأمازيغية في الجنوب الجزائري.
  • انخرط في صفوف الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، حيث ساهم في تكوين الأجيال الشابة وتنميتها فكريًا.
  • شغل عدة عهدات في المجلس الشعبي الولائي، وكان ناشطًا في الشأن المحلي والتنمية الإقليمية.
  • أصبح أمينًا ولائيًا لحزب التجمع الوطني الديمقراطي (RND)، حيث كان له دور مؤثر في السياسات المحلية.
  • تم انتخابه عضوًا في المجلس الشعبي الوطني لعهدتين متتاليتين، حيث عمل على الدفاع عن حقوق مناطق الجنوب وملف الأمازيغية.

إرثه وتأثيره

كان محمد بابا علي من الأصوات المدافعة عن قضايا الهوية الأمازيغية والتنمية في الجنوب الجزائري، حيث بذل جهودًا كبيرة في إيصال مطالب السكان المحليين إلى السلطات العليا، خاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية، التعليم، والصحة.

الخاتمة

بوفاته، فقدت الساحة السياسية والجمعوية في الجزائر مناضلًا بارزًا كرّس حياته للنضال من أجل الثقافة الأمازيغية وحقوق سكان الجنوب. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الحركة الأمازيغية والعمل الجمعوي في الجزائر. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

ذكرى ميلاد الباحث والمؤلف الأمازيغي محمد أوسوس

حدث في مثل هذا اليوم 3 مارس 1969، وُلد الباحث والمؤلف الأمازيغي محمد أوسوس، الذي يُعتبر من أبرز الباحثين في مجال الميثولوجيا الأمازيغية. ساهم بشكل كبير في توثيق ودراسة التراث الشفهي الأمازيغي، مما أسهم في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الغني.

أعماله ومؤلفاته

  • دراسات في الفكر الميثي الأمازيغي: صدر هذا الكتاب عام 2007، ويُعتبر من الأعمال القيمة التي تناولت الميثولوجيا الأمازيغية، حيث جمع ما تبقى من نصوص هذا التراث الشفهي المهدد بالضياع.

  • كوكرا في الميثولوجيا الأمازيغية: في هذا الكتاب، يسلط أوسوس الضوء على الكائنات الأسطورية في الثقافة الأمازيغية، مثل النملة التي تُعتبر كائنًا خيرًا يسعى لمصلحة البشرية، حيث أسدت نصائح للإنسان حول كيفية الاستفادة مما تم خلقه.

  • شمهضيض كَر أوزكني د والدون (شمهضيض بين الزعتر والرصاص): رواية صدرت عام 2020 باللغة الأمازيغية، كُتبت خلال فترة الحجر الصحي، واستوحت شخصيتها الرئيسية “شمهضيض” من المخيال الشعبي الأمازيغي، حيث تمتزج الأسطورة بالواقع.

  • إيناكوفن: رواية أخرى تضاف إلى رصيده الأدبي، تُبرز اهتمامه بالسرد القصصي الأمازيغي.

إسهاماته في الأدب الأمازيغي

يُعد محمد أوسوس من الروائيين والباحثين الذين أثروا الأدب الأمازيغي الحديث، حيث عالجت أعماله موضوعات تتعلق بالأساطير والمعتقدات الشعبية، مما ساهم في إحياء هذا الجانب من الثقافة الأمازيغية.

تأثيره على الثقافة الأمازيغية

من خلال أبحاثه ومؤلفاته، ساهم أوسوس في تسليط الضوء على الميثولوجيا الأمازيغية، مما أسهم في تعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية ونشر الوعي بأهمية هذا التراث الغني.

يُعتبر محمد أوسوس مثالًا للباحثين الذين كرسوا جهودهم للحفاظ على التراث الثقافي الأمازيغي، من خلال توثيق ودراسة الميثولوجيا والقصص الشعبية، مما يضمن استمرارية هذا الموروث للأجيال القادمة.

عيد فالنتاين رسميًا في التقويم الكاثوليكي

حدث في مثل هذا اليوم، 14 فبراير سنة 496 ميلادية، أن أقر بابا الفاتيكان الأمازيغي أغيلاس الأول عيد فالنتاين رسميًا في التقويم الكاثوليكي، ليصبح لاحقًا من أشهر الأعياد العالمية.
كان أغيلاس الأول (أو جيلاسيوس الأول) من أصل أمازيغي، وبرز في الكنيسة الكاثوليكية بفضل دوره الكبير في ترسيخ العقيدة المسيحية خلال فترة من الاضطرابات الدينية والسياسية داخل الإمبراطورية الرومانية. تولى البابوية عام 492م، في وقت كان يشهد صراعًا محتدمًا بين روما والكنيسة الشرقية البيزنطية.
من أبرز قراراته التي غيرت مسار التاريخ، إقراره رسميًا لعيد فالنتاين في 14 فبراير 496م، تكريمًا للقديس فالنتاين، الذي يُعتقد أنه استشهد بسبب دعمه للزواج المسيحي في مواجهة القوانين الرومانية الصارمة. ومع مرور الزمن، أصبح هذا العيد رمزًا عالميًا للحب والوفاء، تحتفل به مختلف الشعوب والأديان حول العالم، وليس فقط الكاثوليك.
رغم تأثير أغيلاس الأول الكبير على التاريخ الديني والثقافي، إلا أن اسمه نادرًا ما يُذكر، خصوصًا في المناهج التعليمية المسيطر عليها من الفكر القومي العروبي، حيث يتم تهميش الشخصيات الأمازيغية حتى لو كان لها دور عالمي مؤثر.
في المقابل، نجد اهتمامًا مبالغًا فيه بشخصيات من الجاهلية العربية، مثل عنترة بن شداد والزير سالم، رغم أنهما لم يساهما بشيء في تاريخ العلوم أو الفكر أو الدين، بينما يُغفل ذكر شخصيات مثل البابا الأمازيغي أغيلاس الأول، الذي كان من بين أوائل المؤمنين بالله في شمال إفريقيا قبل الإسلام، والذين ساهموا في بناء الفكر الديني العالمي.
يبقى أغيلاس الأول واحدًا من أكثر الشخصيات الأمازيغية تأثيرًا في التاريخ الكنسي، حيث لم يكن فقط من أوائل من رسخوا عقيدة الكاثوليكية في مواجهة الانشقاقات، لكنه كان أيضًا من المؤثرين في الثقافة المسيحية والاحتفالات الدينية. واليوم، رغم مرور أكثر من 1500 عام، لا يزال العالم يحتفل بقرار اتخذه هذا البابا الأمازيغي، في واحد من أكثر الأعياد انتشارًا عالميًا.

وفاة الفنان مصطفى الشاطر

حدث في مثل هذا اليوم 11 فبراير 2025، أن ودّعت الساحة الفنية الأمازيغية أحد رموزها، حيث رحل إلى جوار ربه الفنان مصطفى الشاطر، عضو فرقة إزنزارن، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مجال الموسيقى الأمازيغية.

كان الراحل من الأسماء البارزة في فرقة إزنزارن، التي تعد من الفرق الرائدة في الأغنية الأمازيغية العصرية. ساهم طوال حياته الفنية في الحفاظ على الهوية الموسيقية الأمازيغية، وأثرى الساحة بألحان وكلمات جسدت الهموم والتطلعات الأمازيغية.

وُلد مصطفى الشاطر في جنوب المغرب، وترعرع في بيئة موسيقية غنية، حيث بدأ مسيرته الفنية مع فرقة إزنزارن في فترة ازدهار الأغنية الأمازيغية الحديثة. اشتهر بأدائه القوي وصوته المميز الذي كان جزءًا لا يتجزأ من نجاح الفرقة.

استطاع الشاطر أن يترك بصمة واضحة في الأغنية الأمازيغية، حيث شارك في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، وساهم في نشر الثقافة الأمازيغية عبر الموسيقى.

غيّب الموت الفنان مصطفى الشاطر بعد صراع مع المرض. وفاته خلفت حزناً عميقاً في قلوب محبيه وزملائه في الوسط الفني، حيث اعتبره الكثيرون رمزًا من رموز الأغنية الأمازيغية الحديثة.

ترك مصطفى الشاطر إرثًا فنيًا غنيًا من الأغاني والمقطوعات الموسيقية التي ستظل محفورة في الذاكرة الأمازيغية. وبهذا المصاب الجلل، فقدت الأغنية الأمازيغية أحد روادها، إلا أن أعماله ستبقى شاهدة على عطائه وإبداعه، وستظل تلهم الأجيال القادمة من الفنانين الأمازيغيين.

 

وفاة المايسترو حوسى أشيبان

حدث في مثل هذا اليوم، الإثنين 10 فبراير 2025، أن ودّعت الساحة الفنية الأطلسية أحد أعمدتها، حيث رحل إلى جوار ربه حوسى أشيبان، نجل المايسترو موحى ولحسين أشيبان، وأيقونة فن أحيدوس.
كان الراحل يسعى جاهداً إلى حمل مشعل والده، مكرساً حياته لصون هذا التراث العريق، إلا أن الأقدار شاءت أن تخطفه في حادثة سير مأساوية. لفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم بالمستشفى الجهوي ببني ملال، تاركاً وراءه فراغاً لن يملأه سوى صدى الإيقاع الذي ظل نابضاً في قلبه حتى آخر نَفس.
وُلد حوسى أشيبان في قرية أزرو نايت لحسن، التابعة لإقليم خنيفرة، ونشأ في بيئة فنية أمازيغية أصيلة، متشبعًا بفن أحيدوس الذي برع فيه والده المايسترو موحى ولحسين أشيبان، أحد أعمدة الفن الأمازيغي. منذ صغره، بدأ يرافق والده في العروض والمهرجانات الوطنية والدولية، حيث صقل موهبته واكتسب الخبرة التي جعلته فيما بعد قائدًا لفرقة والده بعد وفاته عام 2016.
لم يكن حوسى أشيبان مجرد امتداد فني لوالده، بل كان مجدّدًا أضاف لمسات خاصة إلى عروض أحيدوس، مما جعله يحظى بشعبية واسعة داخل المغرب وخارجه. مثل والده، كان سفيرًا للثقافة الأمازيغية، وشارك في مهرجانات عالمية، حاملاً راية التراث الأطلسي.
في يوم السبت 8 فبراير 2025، تعرض حوسى أشيبان لحادث سير مروع أثناء عودته من تقديم واجب عزاء لدى أصهار والده في مريرت. اصطدمت سيارته بأخرى نتيجة تجاوز معيب، ما أدى إلى إصابته برضوض وكسور بليغة استدعت نقله إلى مستشفى خنيفرة، ومنه إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث وافته المنية فجر الإثنين 10 فبراير 2025، تاركًا صدمة كبيرة في نفوس محبيه وعشاق فنه.
جرت مراسيم تشييع الراحل في موكب مهيب يوم الثلاثاء 11 فبراير 2025، بقرية أزرو نايت لحسن، وسط حضور كبير من سكان المنطقة، أصدقائه وزملائه في المجال الفني، إضافة إلى شخصيات بارزة من الساحة الثقافية والفنية.
ترك حوسى أشيبان بصمة لا تُنسى في تاريخ أحيدوس، وساهم في الحفاظ على هذا الفن وتطويره، شأنه شأن والده. حصل خلال مسيرته الفنية على عدة جوائز وطنية ودولية، وكان موضع تقدير وتكريم، خاصة بعد توشيحه بوسام ملكي عام 2017 اعترافًا بمساهماته في صون التراث الأمازيغي.
رحيله خسارة كبيرة للمشهد الفني الأمازيغي، إلا أن إرثه سيظل خالدًا في وجدان عشاق أحيدوس، ليكمل الجيل القادم المسيرة التي أفنى حياته من أجلها.