حدث في مثل هذا اليوم 23 أبريل 1912، دارت معركة بوكماش قرب مدينة زوارة الليبية، في سياق المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإيطالي، بقيادة المجاهد المقدم جبيرتي، أحد أبرز القادة المحليين الذين تصدوا للغزو رغم الإمكانيات المحدودة.
دخلت المعركة التاريخ بعدما أبلى المجاهدون بلاءً حسناً، حيث أظهروا بسالة وشجاعة نادرة في وجه عدو مدجج بالسلاح. لم تكن المواجهة متكافئة، فقد اعتمد المجاهدون على أسلحة تقليدية وذخائر محدودة، مقابل قوة إيطالية مجهزة بأحدث الآلات الحربية آنذاك.
الأخطر من ذلك، أن الإيطاليين استعانوا بالبوارج الحربية من البحر لقصف مواقع المجاهدين، مما أمال كفة المعركة لصالحهم، خصوصًا وأن زوارة منطقة ساحلية، ما جعل المجاهدين عرضة لنيران كثيفة ومباغتة من البحر والبر.
رغم هذه الظروف الصعبة، لم تُكسر عزيمة المجاهدين، بل انسحبوا تكتيكيًا من المعركة لإعادة التنظيم والاستعداد لمعارك لاحقة، من بينها معركة سيدي سعيد الشهيرة، التي أصبحت من رموز المقاومة الليبية.
تمثل معركة بوكماش نموذجًا من المقاومة الشعبية العفوية الصلبة، حيث قاتل الأهالي دفاعًا عن أرضهم وهويتهم، رغم اختلال موازين القوة. وهي محطة منسية في كثير من الكتابات التاريخية لكنها تسلط الضوء على صلابة سكان زوارة والمناطق الأمازيغية في التصدي للاستعمار الإيطالي، تمامًا كما فعلت الجبهات في الشرق وجبل نفوسة وطرابلس وغيرها.