القذافي يعوض الأمريكان

حدث في مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 2004 أقدم نظام معمر القذافي على تسوية مهينة مع الولايات المتحدة الأمريكية، دفع بموجبها تعويضات مالية ضخمة لعائلات ضحايا تفجير ملهى “لابيل” في برلين الغربية سنة 1986، والذي أدى إلى مقتل عدد من الجنود الأمريكيين (المارينز) وجرح العشرات. جاءت هذه الخطوة ضمن حملة ابتزاز سياسي واقتصادي مورست على النظام الليبي في أعقاب غزو العراق وسقوط نظام صدام حسين.

وقد بلغت هذه التعويضات مئات الملايين من الدولارات، تم دفعها من أموال الشعب الليبي، دون محاكمة عادلة أو إثبات قاطع لدور ليبيا في تلك التفجيرات، بل اعتمدت المحاكم الأمريكية على شهادات استخباراتية سرية وتقديرات سياسية.

شكل هذا الحدث بداية مرحلة جديدة من التنازلات المهينة التي قدمها القذافي تباعًا للغرب، في محاولة يائسة لتفادي المصير الذي لقيه صدام حسين، لكنه في نهاية المطاف واجه السقوط ذاته بعد سنوات، وبدعم غير مباشر من نفس الدول التي كانت تقايضه على بقائه.

كان هذا القرار لحظة مفصلية في مسلسل تفريط النظام في السيادة الوطنية وكرامة الدولة، وواحدة من أبرز صور الإذعان السياسي الذي طبع سنواته الأخيرة في الحكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *