ظهور كتابين لأبن رشد في ميونخ

حدث في مثل هذا اليوم 8 مارس 1859، ظهر لأول مرة في ميونخ (مترجمًا) كتابان للفيلسوف الأمازيغي ابن رشد، بعد أن كانا مجهولين تمامًا في العالم الإسلامي لقرون، وهما:

  • “فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال”
  • “الكشف عن مناهج الأدلة”

كانت هذه الكتب قد فُقدت في العالم الإسلامي بعد حرق مكتبته ونفيه، ولم تُعرف للعالم العربي إلا في 1895، عندما نُشرت طبعة القاهرة، أي بعد 36 سنة من ظهورها في أوروبا.

إقصاء ابن رشد في العالم الإسلامي وتقديره في أوروبا

  • لم يلقَ ابن رشد الاهتمام الذي يستحقه في العالم الإسلامي، بل اُتهم بـالزندقة والإلحاد، وتم إقصاؤه من الساحة الفكرية حتى العصر الحديث، عندما أدرك المسلمون مدى الاهتمام الغربي بكتبه وأفكاره.
  • يشبه وضعه ما حدث مع ابن خلدون وابن بطوطة، حيث تجاهلهما المسلمون لفترة طويلة، بينما كانت أعمالهما تدرس في أهم الجامعات الأوروبية.

ابن رشد: أبو الفلاسفة الأمازيغ وكبير التنويريين المسلمين

  • يُعتبر ابن رشد بحق أبا الفلسفة الأمازيغية، وأحد أهم المفكرين التنويريين في الإسلام.
  • كان له دور جوهري في نشر فلسفة أرسطو عبر شروحاته التي أثرت في فكر أوروبا النهضة والتنوير.
  • يرى العديد من المؤرخين أن ابن رشد كان أحد الآباء الفكريين للعلمانية الأوروبية الحديثة، فقد كانت شروحه تُدرّس في أوروبا عصر الأنوار حتى القرن السادس عشر، وكانت أساسًا للفكر النقدي والحرية الدينية.

ابن رشد وتأثيره المستمر

  • رغم محاولات طمس فكره، ظل ابن رشد أحد أعمدة الفكر الفلسفي العالمي، واستمر تأثيره على المدارس الغربية في الفلسفة، القانون، والمنطق.
  • كان لإعادة اكتشاف كتابيه في ميونخ 1859 دور كبير في إعادة تقييم إرثه الفكري في العالم الإسلامي.

إرث ابن رشد: بين النسيان والإحياء

سنعود للحديث عنه بإسهاب في ذكرى وفاته، حيث يبقى ابن رشد رمزًا للعقلانية والتنوير، وعلامة بارزة على الدور الفكري العميق للفلاسفة الأمازيغ في التاريخ الإسلامي والعالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *